عاجل
السبت 14 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

اليوم.. العيد 64 لمبنى التلفزيون.. لماذا سمي ماسبيرو؟

اليوم العيد 64 انطلاق التلفزيون المصري من مبنى ماسبيرو في 21 يوليو 1960، أطلق اسم "ماسبيرو" على مبنى الإذاعة والتلفزيون بالقاهرة تكريماً لأعمال عالم الآثار "جاستون ماسبيرو" لإسهاماته الجليلة ومساهماته في البحث والمحافظة على الآثار المصرية القديمة، وسجل وجوده في السينما المصرية في الفيلم الروائي الطويل الرائع “المومياء” للمخرج العبقري شادي عبد السلام.



 

 أطلق اسمه على الشارع الذي يواجه مبنى الإذاعة والتلفزيون، وعندما تم بناء المبنى سمي ماسبيرو، وتم تشييد المبنى في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بقرار منه ببدء البناء في أغسطس عام 1959م على أن يتم الانتهاء منه في 21 يوليو 1960م وذلك ليواكب الاحتفال بالعيد الثامن لثورة يوليو، وتم تخصيص ميزانية البناء حوالي 108 آلاف من الجنيهات على مساحة حوالي 12 ألف متر مربع، وبالفعل كان تحدياً أن ينتهي البناء في هذا الوقت القصير، وتم بث الإرسال منه بالفعل في الميعاد المحدد.  

 

من هو؟

 

ولد جاستون ماسبيرو في عام 23 يونيو عام 1846م في باريس وتوفي في 30 يونيو عام 1916 ودفن في فرنسا.

 

ولد لأبوين إيطاليين هاجرا إلى فرنسا، وقد أظهر ماسبيرو اهتماما خاصاً بالتاريخ عندما كان في المدرسة، وفي سن الرابعة عشرة من عمره كان مهتما باللغة الهيروغليفية.

 

فاز ماسبيرو في المسابقة العامة للأدب وهو في الثالثة عشرة من عمره، والتحق بمدرسة الأساتذة العليا، التي قابل بها عالم الآثار "أوجوست مارييت" الذي أعطاه نصين "هيروغليفيين" اكتشفا حديثا بواسطة "مارييت" وكانت دراسة النصين صعبة وكذلك فهمهما، لكن "ماسبيرو" استطاع ترجمتهما في ثمانية أيام فقط ما أثار إعجاب "مارييت" به، وقد قام ماسبيرو بدراسة المصريات وحده بإطلاعه على الآثار المصرية المحفوظة في متحف "اللوفر" ونقوش المسلة المصرية بميدان الكونكورد، وبدأ اسمه يعرف في الأوساط العلمية بعد ترجمته لنصوص "مارييت".

 

وأعجب به علماء "الكوليج دي فرانس" وفكروا في شغله كرسي علم المصريات بها، لكن لصغر سنه آنذاك قرروا منحه لقب أستاذ مساعد لمدة يومين، شغل بعدها المنصب وكان ذلك في عام 1874م.

 

مجيئه إلى مصر

 

كان "ماسبيرو" يجيد اللغة العربية، ولم يكن بعد قد زار مصر حتى جاءته الفرصة عندما مرض "مارييت" مدير مصلحة الآثار المصرية التي قام بتأسيسها.

وجاء ماسبيرو إلى مصر في 5 يناير من عام 1881م وكان ذلك قبل وفاة "مارييت" بثلاثة عشر يوماً، وتولى منصب مدير مصلحة الآثار المصرية وأمين المتحف المصري للآثار ببولاق، وكان عمره حينها الرابعة والثلاثين.

وأكمل "ماسبيرو" الحفريات التي كان يقوم بها "مارييت" في سقارة ووسع من نطاق البحث، وكان مهتمًا بشكل خاص بالمقابر التي تحتوي على نصوص فرعونية مهمة تثري اللغة الهيروغليفية، وقد عثر على "4000" شطر قام بتصويرها وطباعتها.

قام "ماسبيرو" بإنشاء المعهد الفرنسي للآثار في القاهرة وكان أول مدير لهذا المعهد الذي لم يقتصر على الآثار الفرعونية بل امتد لدراسة جميع الآثار المصرية، سواء الإسلامية أو القبطية.

واصل "ماسبيرو" حفائر "مارييت" في معبدي "إدفو وأبيدوس"، كما استكمل أعمال "مارييت" في إزالة الرمال عن أبو الهول بالجيزة، حيث أزال عنه أكثر من 20 مترًا من الرمال محاولا إيجاد مقابر تحتها ولكن لم يجد ولكن حديثاً عثر على عدد من المقابر في أماكن الحفر التي كان ينقب فيها ماسبيرو، وقام بإعادة ترتيب المتحف المصري ببولاق ونقل محتوياته إلى متحف القاهرة الحالي، كما اكتشفت في عهده خبيئة بـ"الكرنك" تحتوي على مئات التماثيل المنتمية لعصور مختلفة ونشر دراسات أثرية عديدة.

 

مواجهته لسرقة الآثار

 

قام ماسبيرو بنشاط كبير لمواجهة السرقات التي كانت تحدث للآثار المصرية القديمة، وقام بمساعدة العالم المصري أحمد كمال بنقل المئات من الموميات والآثار المنهوبة إلى المتحف المصري بالقاهرة، واستطاع أن يسن قانونًا جديدًا صدر عام 1912م ينص على ألا يسمح للأشخاص بالتنقيب ويقتصر التنقيب فقط على البعثات العلمية بعد الموافقة على مشروعها، ولم يصبح من حق الحفارين الحصول على نصف ما يعثرون عليه لكنهم يحصلون فقط على القطع التي لها مثيل مكرر بمتحف القاهرة، ولا يمنح القائم على الحفائر تأشيرة خروج من مصر إلا في حالة تركه الموقع الأثري في صورة مُرضية، كما فرض مقابل لمشاهدة المناطق الأثرية لمواجهة النفقات التي يحتاجها للتنقيب وأعمال الصيانة.

في العام 1881 عثر على خبيئة في الدير البحري بها مومياوات الملوك "سقنن رع وأحمس الأول وتحتمس الثالث وسيتي الأول ورمسيس الثاني" وغيرهم.

كانت هناك احتكاكات ومنافسات بين الانجليز الذين كانوا يحتلون مصر وقتها  وبين الفرنسيين الذين كانوا يهيمنون على إدارة الآثار المصرية فكانت نتيجة هذه الاحتكاكات الإنجليزية أن قدم ماسبيرو استقالته عام 1892م ولكن ممثل فرنسا في مصر طالب بعودته وعاد فعلا إلى مصر في عام 1899م، وفي نفس عام عودته قام ماسبيرو بتعيين "هوارد كارتر" كبير مفتشي الآثار في مصر العليا، وكان هو أيضا الذي عرفه إلى اللورد كارنارفون عام 1905م.

عاد ماسبيرو إلى باريس عام 1914م وعين في منصب المستشار الدائم لأكاديمية الفنون والآداب.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز