عاجل
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
أمَا آن الأوان؟!

أمَا آن الأوان؟!

أمَا آن الأوانُ أن تنتهى هذه الفوضَى التي تعشش داخل الوسط الرياضى، فتقدم الوطن عامة والرياضة خاصة لن يكون إلا على يد المخلصين من أبنائه، ولهؤلاء تحديدًا نوجِّه لهم تحية إجلال وتقدير لاجتهادهم ومثابرتهم، كلّ فى مجاله، وهمسة عتاب صادقة توجه دون ميل أو غرض فى أذن مَن تقاعس أو اعتقد أنه كان يؤدى دوره؛ لأن ما هو قادم لا يتحمل أى تقاعس أو أخطاء.



 

السطور السابقة أقولها لكل مَن يعمل فى الوسط الرياضى المصري، الذي لم ينتج فى الآونة الأخيرة سوى فوضى وخلافات ومَحاكم وتعصب أعمَّى وفتن وتغليب مصلحة فلان على علان؛ خصوصًا أن المردود فى النهاية لا يُسمن ولا يُغنى من جوع، ولعل ما لحق بالوسط الرياضى مؤخرًا، وتحديدًا عقب وفاة لاعب شاب ما زال فى ريعان شبابه، يكون بداية تصحيح فى كل عناصر الرياضة المصرية، وحسنًا فعلت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عندما اتخذ مجلس إدارتها قرارًا بالإجماع بوقف البرنامج الذي يقدمه أحمد شوبير، ووقف التعاقد معه، وما يترتب عليه من إنهاء تعاقده؛ لمخالفة القواعد المهنية وسياسات المحتوى الخاصة بالشركة، الذي يُعَد أمرًا غير مقبول؛ حيث تضع الشركة احترام الرأى العام المصري فى مقدمة أولوياتها، وهو ما خالفه «شوبير» قولاً وفعلاً، وأكدت الشركة المتحدة فى ختام بيانها أنَّ الفوضى فى قطاع الإعلام الرياضى تستلزم مواجهة حاسمة حرصًا على حق المواطن المصري فى إعلام رياضى يحترم الحقيقة ويتوخى الصدق.

 

هذا تحديدًا رد فعل الشركة المتحدة على ما ارتكبه شوبير من خطايا إعلامية، تسببت فى إنهاء مشواره معها، ولكن ماذا عن الخطايا التي تكاد تصل إلى حد الجرائم التي يرتكبها البعض الآخر فى الإعلام الرياضى ولكنهم ليسوا تابعين للشركة؟، مَن سيتصدى لهم ويمنع هذا الإعلام الغث الذي يصدمنا يوميًا؟، فكل مَن هب ودب أصبح إعلاميًا!!، بما فيهم البعض من كباتن الكرة المعتزلين؛ حيث أصبح الإعلام بالنسبة لهم أكل عيش، أو بمعنى آخر مجرد سَبُّوبة، وفرصة لإعادة الأضواء التي انزوت عنهم عقب تركهم المستطيل الأخضر، وهناك أيضًا مَن يصفون أنفسهم بإعلاميين رغم أنهم لم يمارسوا كرة القدم من الأساس، ولكنهم فى غفلة من الزمن أصبحوا إعلاميين!!، هؤلاء حكايتهم حكاية، فمنهم مَن كاد يُسجَن وقَبَّل الأيادى حتى يتم العفو عنهم ممن هاجموهم، ومنهم مَن كان يتلقى أموالاً سواء له شخصيا، أو للقناة التي يعمل بها لتوجيه النقد والهجوم على أشخاص بعينهم.. وسواء كان هذا أو ذاك، «كابتن» كان أَمْ «فهلوى» أو «منتفع»، فجميعهم ودون استثناء ساهموا بقصد وتعمُّد فى حالة الفوضَى التي يمر بها إعلامنا الرياضى، وهذا ما يجعلنى أطرح أكثر من سؤال: هل الإعلام الرياضى فى مصر يحتاج إلى تدخُّل فوقى بقوانين تحفظ لمهنة الإعلام رونقها وثقلها ونزاهتها؟، وهل نقابة الإعلاميين تلعب دورًا واضحًا فى حماية مهنة الإعلام من مثل هذه النوعية التي نتحدث عنها؛ خصوصًا أن البعض من هؤلاء يفكون الخط بالعافية، ولكنهم بقدرة قادر يرتعون فى الفضائيات حاجبين الفرصة عن إعلاميين حقيقيين؟، وهل المجلس الأعلى للإعلام يتصدى بقوة وحزم لمثل هذه النماذج التي أبتلى بها إعلامنا؟.. أسئلة أعتقد أن الإجابة عليها بشفافية ووضوح ستفرز لنا إعلامًا ليس له علاقة بأهلى أو زمالك أو بتنجيم فلان على حساب علان، وكذلك ستنتج لنا كوادر إعلامية تقدم إعلامًا مهنيًا يحترم المُشاهد فى المقام الأول.

 

أقول قولى هذا حتى لا يطل علينا عبر الشاشات مَن يصف نفسه بأنه «إعلامى»، وهو فى حقيقة الأمر يعرف قدر نفسه، ويكفى أن بعضهم اعترف فى أحاديث تليفزيونية بأنهم تلقوا أموالاً من قبَل بعض مَن يعملون لصالحهم (ذكرهم بالاسم) لمهاجمة شخصيات بعينها، والبعض الآخر متهرب من قضايا نفقة، ولا يدفع حتى تكاليف معيشة أولاده، ويدّعى النجومية فى الإعلام مثلما كان يدّعى أنه لاعب مصر الأول.

 

السؤال الأخير: هل يصلح أمثال هذه النماذج أن يعملوا فى أى إعلام محترم (وليس الرياضى فقط)؟، أعتقد أن الإجابة ستكون بالنفى إن لم تكن بمحاكمتهم لخيانة الأمانة وميثاق الشرف الإعلامى.

ومن أجل هذا وغيره كثير؛ أعتقد أن الأوان قد حان، وجاء وقت التطهير والمراجعة لنشاهد إعلامًا رياضيًا محترمًا يُهذب النفوسَ ويكشف الأخطاءَ دون تجاوُز؛ ليرحمنا من هذه المراهقة الإعلامية التي لا تنشد سوى التعصب والفتنة بين أبناء الشعب الواحد.

 

نقلاً عن مجلة روزاليوسف

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز