محمد الجزار
72 عاما على ثورة يوليو التى غيرت تاريخ مصر
الثلاثاء القادم هو خير أيام الوطن لأنه ذكرى مرور 72 عاما ثورة 23 يوليو التي غيرت تاريخ مصر الحديث وتاريخ العالم العربى والعديد من دول العالم التي اعتبرت الثورة مثالا لنيل الحرية والاستقلال والوحدة ووأد الخلافات.
لقد كانت نقطة تحول جوهريَّة فى التاريخ المصري؛ كما أنها كانت ملهمًا لكل الثورات وحركات التحرر الإقليميَّة والعالميَّة.
الثورة التي قام بها بعض (تنظيم الضباط الأحرار) أطلقت على الثورة في البداية «حركة الجيش»، ثم اشتهرت فيما بعد باسم ثورة 23 يوليو وبعد أن استقرت أوضاع الثورة أعيد تشكيل لجنة قيادة الضباط الأحرار وأصبحت تعرف باسم «مجلس قيادة الثورة»، وكان يتكون من 13 عضواً برئاسة اللواء أركان حرب محمد نجيب ومن بعض تشكيل تنظيم الضباط الأحرار جمال عبد الناصر، وأنور السادات، وعبد الحكيم عامر وحسين الشافعي، وصلاح سالم، وبعد نجاح الثورة جاء البيان الأول البليغ للثورة والذي لخص أسباب قيام الثورة وأهدافها وقد فرض الجيش على الملك التنازل عن العرش لولى عهده الأمير أحمد فؤاد، ومغادرة البلاد فى 26 يوليو 1952، وتم تشكيل مجلس وصاية على العرش وتم ترحيل الملك وأسرته إلى إيطاليا على متن يخته الخاص «المحروسة».
فيما كانت إدارة الأمور فى يد مجلس قيادة الثورة، ثم ألغيت الملكية وأعلنت الجمهورية فى 1953. وكلف مجلس قيادة الثورة على ماهر باشا بتشكيل الوزارة بعد إقالة وزارة الهلالى باشا بعد يوم من تشكيلها ثم قام الثوار بتوصيل رسائلهم لإبلاغ القوات البريطانية بأن الثورة شأن داخلى.
وكان من أسباب قيام الثورة استمرار الملك فاروق فى تجاهله للأغلبية، فضلا عن الاضطرابات الداخلية والتدخل الأجنبى في شؤون البلاد والصراع بين الإخوان المسلمين أصحاب الأزمات وملوك الميكفايلية وبين حكومتى النقراشي وعبدالهادي، وقيام حرب فلسطين وتوريط الملك للبلاد فيها دون استعداد مناسب ثم الهزيمة وسوء الحالة الاقتصادية في مصر وغياب العدالة الاجتماعية. كذلك عندما عرضت قضية جلاء القوات البريطانية على هيئة الأمم المتحدة ولم يصدر مجلس الأمن قرارا لصالح مصر وهي عادة المنظمات الأممية الدولية التي أنشئت لصالح الدول القوية ومازالت تعمل هذه المنظمات بالازدواجية وهو ما يحدث في فلسطين منذ ما يزيد علي 10 أشهر ومجلس الأمن والأمم غير المتحدة يحاولان إصدار قرار وقف إطلاق النار في فلسطين دون جدوى، وقد قامت ثورة يوليو على مبادئ أساسية وهى القضاء على الإقطاع، والاستعمار وسيطرة رأس المال، وإقامة حياة ديمقراطية سليمة وجيش وطني، وتميزت هذه الثورة بأنها كانت ثورة بيضاء لم ترق فيها الدماء، وقدمت وجوها وطنية شابة فى مصر. وحظيت الثورة بتأييد شعبي جارف من ملايين الفلاحين والعمال وطبقات الشعب العاملة الذين كانوا يعيشون حياة المرارة والمعاناة ومن نجاحات الثورة حل الأحزاب وإلغاء دستور 1923 والالتزام بفترة انتقالية ثلاث سنوات يقوم بعدها نظام جمهوري جديد. وتبنت الثورة فكرة القومية العربية، وساندت الشعوب العربية المحتلة للتخلص من الاستعمار، كما سعت إلى محاربة الاستعمار بكل صوره وأشكاله في أفريقيا وآسيا، وكان لمصر دور رائد في تأسيس دول عدم الانحياز وهناك الكثير من الإنجازات التي حققتها ثورة يوليو في العديد من المجالات مثل الإنجازات السياسية كتأميم قناة السويس، توقيع اتفاقية الجلاء بعد أكثر من سبعين عاما من الاحتلال وبناء حركة قومية عربية ، وإنجازات تعليمية واقتصادية واجتماعية منها مجانية التعليم العام ومجانية التعليم العالي. ضاعفت من ميزانية التعليم العالي.
إنشاء مراكز البحث العلمي وتطوير المستشفيات كما تعتبر الثورة العصر الذهبي للطبقة العاملة المطحونة الذين عانوا أشد المعاناة من الظلم وفقدان مبدأ العدالة الاجتماعية . فقضت الثورة على الإقطاع. وقامت بتأميم التجارة والصناعة التي استأثر بها الأجانب.
كما ساعدت فى إلغاء الطبقات بين الشعب المصري وأصبح الفقراء قضاة وأساتذة جامعة وسفراء ووزراء، حررت الفلاح بإصدار قانون الإصلاح الزراعي. ما زالت هذه الفترة الأساسية من تاريخ مصر الحديث مادة أساسية من التاريخ العربى ومرجعا ثابتا للحديث عن الدور الرائد للشعب المصري على مر العصور فى دعم الشعوب الحرة فى العالم.
نقلاً عن مجلة روزاليوسف