عاجل
الجمعة 21 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مفيش جلد اتخن من كده !

مفيش جلد اتخن من كده !

بقلم : عاطف حلمي



 لا أعلم ماهو نوع الدم - إن وجد - لدى من لايجدون أي غضاضة أو شعور بالخزي عندما يسلمون عن ذل وهوان بأن مفتاح الوضع في مصر لدى واشنطن ويديرون ظهورهم لشعبها كما لو كان قدره أن يبتلى بمثل هؤلاء، ولا أعلم إلى أي مدى جلد الإخوان المتأسلمين سميكا حتى أنهم يقدمون فروض الولاء والطاعة للبيت الأبيض وتل أبيب ولايرون صورتهم القبيحة في ظل احتمائهم برضا امريكا واسرائيل من أجل تنفيذ مخططهم للأخونة والتمكين.

مأساة مصر خلال العقود الأخيرة أنها عملاق شاء حظه العاثر أن يحكمه ويقوده الأقزام، فطوال عقود ثلاثة ظل المخلوع لايتوانى عن تجهيل وافقار الشعب المصري، حتى أصبح حال التعليم والصحة لايصلح سوى لأن يصبح نكتة سمجة، فهل يوجد في أي دولة في العالم طالب يدرس لغة اجنبية ولغته العربية الأم على مدار اثني عشرة سنة دراسية هي سنوات الابتدائي والإعدادي والثانوي، ثم يدخل الجامعة ويخرج منها نصف أمي، وهل هناك دولة في العالم لايجيد مدرس اللغة الانجليزية أو الفرنسية أوحتى العربية الحديث بلسان سليم لهذه اللغة، وهل توجد جامعة في الارض قاطبة تخرج انصاف المتعلمين كما هو الحال عندنا ؟!.

 وهل يعقل في أي دولة في العالم أن يتسول المعلم دروساً خصوصية من أجل الوفاء بابسط متطلباته الحياتية، ويقف فيها طابور طويل عريض من الأطباء الشباب يواجهون الفقر والعوز، أو أن يكون لسان حال المريض في المستشفيات الحكومية "الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود"؟!.

لقد عانت مصر طوال هذه العقود من عملية تجريف جائر لوجدانها وهويتها وثقافتها، فشاعت الخرافات، وبات رجال العلم يفتون في الدين، وشيوخ ما انزل الله بهم من سلطان وموجة أكبر من موجات "التسونامي" ممن اطلقوا على أنفسم لقب الدعاة يفتون في العلم والسياسة والاقتصاد يحرمون ويكفرون ويصولوت ويجولون ويعبثون بعقول البسطاء بعدما أتم النظام السياسي مرحلة التجهيل عن عمد وغباء، حتى لاتكون هناك طبقة وسطى حقيقية تعى ما لها وما عليها.

والآن جاء دور الإخوان ليستكملوا ما تبقى من مخطط التجريف والتجهيل، لذلك يخطىء من ينتظر منهم أن يعينوا الشعب على النهوض من كبوة الجهل والفقر، فلمن يوزعوا رشاواهم الانتخابية من زيت وارز وصابون حتى يشتروا أصواتهم، ومن ذا الذي سيعطيهم صوته تحت مزاعم أن مرشحيهم أصحاب الأيادي المتوضئة، أو أن هذا المرشح "بتاع ربنا"، ومن دونه علماني كافر وعميل وعدو الدين.

ويخطىء من يعتقد أن الإخوان لديهم الإرادة الحقيقية في تنمية شاملة، وحتى بفرض أن لديهم القدرة على ذلك، فتربتهم الخصبة وقاعدتهم التصويتية تعتمد على مدى تغلل الجهل والأمية، ليبيعوا للبسطاء سلعتهم المتدثرة بلباس الدين.

وإذا كان نظام المخلوع قاد مصر ذلك العملاق نحو مستنقع الجهل والتخلف، فأن الإخوان قذم سياسي أكثر ضعفاً يقود مصر كلها إلى الهاوية، لا رؤية ولا ارادة ولا خطط ولا استرتيجيات، فقط مجرد شعارات، وفي حالة الفشل لايتوقفون أو يتورعون عن توزيع الاتهامات وتعليق شماعة الفشل على هذا الفصيل أو ذاك.

ولعل ابسط وأوضح مقياس لتقدم الدول هو مدى انفاقها على قطاعي التعليم والصحة، لأن هذا مؤشر على كيفية حسن اسثمارها لثرواتها البشرية أساس أي تقدم وتنمية، وكذلك يقاس مدى تقدم الدول بحجم الطبقة المتوسطة فكلما زادت نسبتها زاد الاستقرار وارتفعت قدرتها على المشاركة في صنع القرار، ولعل معظم حكام العالم المتقدم خرجوا من بين صفوف هذه الطبقة، وعندما يتركون مناصبهم يعودون إليها من تربح أوتكسب أو فساد، لأن الطبقة الوسطى هي ضمير المجتمع قاطرته وثروته البشرية التي تدور بها عجلة الانتاج والتنمية، أما الإخوان فلا يوجد في ادبياتهم مكان لهذه الطبقة، ويستعيضون عنها بما يدفعونه من زكاة أو حتى رشاوى انتخابية تسد أفواهاً بطونها خاوية وتكسي أجساداً عارية إلى حين، ليعود أصحاب هذه البطون الخاوية والأجساد العارية بعد كل انتخابات إلى الهموم والملمات في انتظار فرصة جديدة لتسول العطايا والحسنات، فعلاً "مفيش جلد اتخن من كده".

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز