عاجل
الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
فيروسات وفوضى تصيب المجتمع المصري!

فيروسات وفوضى تصيب المجتمع المصري!

"كل السهام أصابت أهدافها".. مثل شعبي صيني، تقف أمامه حائراً فكل شيء يأتي من الصين.. تكنولوجيا البث والهواتف، ومعدات النقل والوباء واللقاح وشهادة الوفاة أيضًا، أصاب كوفيد 19 الذي ظهرت الحالة الأولى منه في ووهان بالصين العالم كله، ومع الفيروس القادم من الصين، آتتنا ظاهرتان مرضيتان أكثر ضرراً من  الفيروس اللعين لتصيب مجتمعنا، ولهما أعراض مزمنة وطويلة.. مصيبتان  مصدرهما آسيا أصابا منطقتنا، والغريب أنهما يحملان نفس الحروف الأبجدية ويشاركان نفس العدد 6 أحرف                                                                                          



أحدهما- التيك توك- من الصين، والآخر- التوك توك- من الهند، أصبحا بانتشارهما الواسع عالمياً، وبالذات في مصر وبقية الدول العربية، أمراض مزمنة، يلعبان دوراً خطيرا في حياتنا اليومية.

أولهما خلق عالم أصبحت فيه التسلية هي المصدر الوحيد للمعلومات والثقافة، تسلية تعمل على إثارة الغرائز ونشر التفاهة والتفكير السطحي مع المحتوى الفقير الضحل.  والأخرى وسيلة مواصلات أسأنا استخدامها فبدلاً من تستخدم في الشوارع والطرق الضيقة أو المناطق النائية، زاحمت وسائل المواصلات في الطرق والكباري. ظاهرة لا يمكن إهمالها، وهي تتحول إلى كارثة يمكن أن تقضي على روح وهوية وحضارة مصر، ظاهرة تغطي على المظهر الحضاري الذي نسعى ونحارب من أجله. فالتوك توك بانتشاره أصبح ظاهرة وواقعا مؤسفا في شوارعنا، وخلق فوضى بشوارع العاصمة بلا رقابة ولا رادع، خرج من مكانه الطبيعي بالمناطق العشوائية وطرقاتها الضيقة التي لا يطالها النقل العام إلى وسط المدينة بشوارعها وكباريها بدون حذر أو عقاب، أو حتى جندي مرور يوقفه عن مخالفاته وجرائم سيره المرورية، أسهم  في انتشار جرائم وحوادث سرقة وخطف وترويج وتوزيع مخدرات، وهروب الطلاب من مدارسهم والحرفيين من ورشهم. 

وضياع أكثر من حرفة وتعرضها للاندثار، هرب عمال المصانع والمطابع والشركات، من نظام العمل والالتزام والولاء إلى حياة أسهل فى نظرهم بلا قيود، اختفى الكثير من الحرفيين، الحرف التي شكلت الإنسان المصري، التي تعبر عن هويته وحفظها من الاختلاط مع الهويات والثقافات الأخرى، والتي كانت في وقت من الأوقات ترفع اسم مصر عاليا في المحافل الدولية؟ هل تنازلنا عنها  مقابل التوك توك؟ ولدينا 4 ملايين توك توك تمحو 4 ملايين حرفي! الآلاف من الطلاب بمختلف الأعمار حتى الأطفال منهم يعملون سنوياً في التوك توك.                                                                 

أما شبكة «تيك توك»، التي تم إطلاقها عام 2016 وتضم 100 مليون مستخدم في أوروبا فما زلنا نتذكر قضية عصابة "التيك توك" التي يشتبه بأنها عمدت إلى اغتصاب أطفال واستغلتهم لتوريطهم في تعاطي المخدرات وترويجها. ومنذ أسابيع في لبنان هزت قضية عصابة الـ"تيك توك" المتهمة بعملية اغتصاب واستغلال الأطفال  وتوريطهم في تعاطي المخدرات وترويجها الرأي العام اللبناني، وأثارت موجة غضب كبيرة وتعاطفاً مع الضحايا القاصرين، وعلى إثرها أُطلقت التحذيرات حول أخطار المنصة على الأطفال لاعتبار أن النسبة الكبرى من مستخدميها من الأطفال والمراهقين.    وذكرت وسائل إعلام أن فتاة صغيرة تدعى أنتونيلا خنقت نفسها بحزام في منزلها في باليرمو، بصقلية، ونقلتها عائلتها إلى المستشفى، بعد أن اكتشفتها أختها.  وأكدت متحدثة باسم المستشفى أن الأطباء لم يتمكنوا من إنقاذها وأعلنوا موت دماغها، وبدأ القضاء الإيطالي ومسؤولو حماية الشباب تحقيقات في ملابسات وفاة الفتاة.  وذكرت وسائل الإعلام أنها كانت تشارك فيما يسمى تحدي الإغماء أو الشنق على تطبيق الفيديو «تيك توك»، الذي يظهر المشاركون وهم يخنقون أنفسهم ويصورون ذلك بهواتفهم الذكية للنشر عبر الإنترنت.  إن "لعبة الوشاح" فتقضى بأن يمتنع الأطفال عن التنفس حتى يفقدوا وعيهم لكي يشعروا بأحاسيس قوية، وتتسبب كل عام بوقوع حوادث بعضها مميت.

تعتبر منصة "تيك توك" بالفعل عالماً مليئاً بالأخطار بكل ما له من تأثيرات على عقول الأطفال وسلوكياتهم، وفق الخبراء التربويين، وتعتبر كل التحذيرات منه مبررة في ظل كل التحديات التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال فيه، بدءاً من المعلومات المضللة التي تنشر فيه ووصولاً إلى تأثيره في صحتهم النفسية وجعلهم أكثر عرضة للاكتئاب والعزلة الاجتماعية والأرق وغيرها، كما تظهر التجارب أنه يشكل مجالاً مفتوحاً لاستغلال الأطفال وتعريضهم للتنمر، وأيضاً لأهم الأخطار مثل الإدمان والاغتصاب، أما الألعاب الإلكترونية مثل "روبلوكس" و"فورتنايت" و"ماين كرافت"، فهي من الأكثر رواجاً بين الأطفال حالياً، وفي الوقت نفسه قد تكون من أكثر الألعاب خطورة مما يستدعي تسليط الضوء على هذه الأخطار التي تهدد كل طفل.

فإلى جانب الآثار النفسية لهذه الألعاب لما قد تسببه من إدمان وقلق مزمن وأرق وعزلة اجتماعية وكآبة وسلوك عدواني وقلة تركيز ، ففي الواقع تشكل تهديداً حقيقياً لسلامة الأطفال، الخطر الأكبر في تعرض الطفل إلى العنف من خلال  التواصل واللعب مع غرباء ليست هناك أية معرفة سابقة بهم، ومن الممكن أن يعمدوا إلى استغلاله والتحرش به، فهم يدخلون في هذه الألعاب لاستدراج الأطفال واستغلالهم خارج إطار اللعب، ومع الأسف معظم الأهل لا يدركون خطورة مثل هذه الألعاب، ولا يلجأون إلى أي شكل من أشكال الرقابة أو الضوابط للحد من الخطر على أطفالهم . 

لماذا لا نحسم مثل هذه الظواهر، وقد سبقتنا بعض الدول بحذر استخدامها والقضاء على فيروس هذه الشبكات والتطبيقات بمفارقتها وعجائبها المبكية؟! ونضع قواعد لأماكن سير "التكاتك"، وقوانين صارمة لحمايتنا من وجع وآلام الآثار الجانبية للأمراض الآسيوية. 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز