بوابة روز اليوسف تنفرد بحوار مع أم الشهيد محمد عبده
الأم المثالية لشهداء القوات المسلحة: السيسي هو درع وصمام الأمان لمصر
سلوي عثمان
بالرغم من حالة الحزن التي تعيشها بعد استشهاد ابنها البطل محمد عبده شهيد القوات المسلحة وفقدانها أيضا ابنتها فلذة كبدها المهندسة منة قبل فرحها بأيام بعد رؤيا لأخيها يطلب منها أن تسكن معه الجنة التي أنعم الله بها عليه وخيرها بين الدنيا ونعيم الجنة، فكان قلبها يختار نعيم الآخرة ولكن كان لسان حالها أمي لو مشيت هاتزعل وبعدها بدأت بسرد ماراته، مؤكدة أنه حقيقة وليس حلما، وبعدها فقدت النطق لاشهر الي أن فاضت روح الملاك الطاهر الي رب العزة والملكوت ويرحل الزوج، وتكون وحيدة في عالم مليئ بالاحزان.
فكان هذا التكريم كام مثالية لشهيد الجيش بمثابة تكريم من رب العزة، مؤكدة أن الله كرمها في السماء وها هي الآن تكرم من الأرض.
ولم يكن هذا التكريم الأول فقد كرمها الرئيس السيسي منذ عدة سنوات، والذي اعتبره فخرا لكل المصريين وأنه بمثابة الأب والاخ الذي يشعر لأمهات وأهالي الشهداء.
وأكدت أمل محمد المغربي أم البطل الشهيد نقيب محمد أحمد عبده شهيد القوات المسلحة أن مايصبرها علي فراق أبنائها ماتجده علي أرض الواقع من إنجازات، والقضاء علي الإرهاب والتنمية والأمن والأمان، مؤكدة أنها لا تبالي بالغلاء نظير العيش في سلام وأن مصر لم تذهب هباء بفضل أبطالها البواسل.
وأكدت أنه بالرغم من حالة الحزن ولوعة الفراق أكثر تكريم لها أن الله سبحانه وتعالي اصطفي أبناءها لينالوا الشهادة فهم أحياء عند ربهم يرزقون.
وقالت المغربي إن مصر ستظل شامخة بفضل جنودها البواسل، مؤكدة أن تكريم الرئيس السيسي لاهالي الشهداء بمثابة تاج علي الرؤؤس هو بمثابة تكريم الأب الكبير لأولاده، وعندما قابلته اثناء التكريم وجد رجلا يحمل هموم أمة يريد العبور بها لبر الأمان، وقلت له بالحرف الواحد (أنا كل همي اعرف ابني راجل ولا راح غدر فما كان منه الا ان قال ابنك راجل وبطل ودافع عن زمايله وشهيد حق) الجيش يضحي من أجل حماية الوطن، فالرئيس أكد أننا لن نترك حق الشهداء .
وقالت إن ابنها قام بالدفاع عن أرض الوطن لآخر نفس بالرغم من إصابته في ذراعه إلا أمه أصر علي مقاتلة العدو وجها لوجه وأنه كان يتمني الشهادة.
وبدأت المغربي في الحديث عن البطل بقولها محمد ابني الكبير كرمني الله به بعد خمس سنوات من الزواج، وجاء معه الخير فقد أدخل السرور علي الأسرة وفتحت أبواب رزق.
كان يمتاز بالذكاء والشقاوة في آن واحد مما ساعده علي الالتحاق بالمدرسة في سن صغيرة، وحصل علي شهادات تقدير في كافة المراحل التعليمية سواء من الناحية العلمية أو الأخلاقية حصل في الثانوية العامة علي مجموع ٩٤ ٪ علمي رياضة، وكنت اتمني أن يلتحق بكلية الهندسة ولكنه أصر علي الكلية الحربية، حيث إن والده كان يروي له قصص جنودنا البواسل والتضحيات التي قاموا بها في حرب الاستنزاف و١٩٧٣ مما جعله يعشق الحربية، وبالفعل اجتاز الاختبارات وتم قبوله، وأتذكر عند توصيله لأول يوم دراسة فقد بكيت كثيرا لفراقه وبعد مرور فترة التدريب٤٥ يوما، ذهبت لرؤيته وقد تغيرت ملامحه فقال لي ماتزعليش الحربية للرجالة وكان مشهودا له بدماثة الخلق، ثم تخرج في الكلية الحربية بكالوريوس العلوم العسكرية عام ٢٠١٠، ثم تم تكليفه عقب تخرجه مباشرة في سيناء لمدة عام ونصف، ثم اجتاز اختبار قوات حفظ السلام للسفر الي الكونغو في ٢٠١٣ وكان سعيد للغاية لقبوله، حيث إنه يعتبر السفر بمثابة اكتساب خبرات والتعرف علي الأساليب الحديثة في مجال الأسلحة ومكث هناك ١١ شهرا، ثم عاد التحق بالعمل في محافظة الإسماعيلية سلاح المدرعات وعشق هذا المجال فكان يعشق الدبابة بكل تفاصيلها لدرجة أنه في حالة عطلها يقوم بإصلاحها، وكان مشهودا له بالكفاءة في هذا المجال، وبذلك جمع بين رغبتي أن يكون مهندسا ورغبة والده بأن يكون ضابطا، وفِي بداية ٢٠١٥ كانت هناك أزمة التكفيريين وجودهم بسيناء فترة المعزول محمد مرسي وبدات التخوفات.
وقالت إن قلب الأم كان يشعر بالفعل بدأ هذا الهاجس يراودني خاصة بعد استشهاد البطل محمد أبو شقرة فكنت دائما أبكي بكاء شديدا، وأتساءل ماهي حالة أمه التي فقدت فلذة كبدها فكان ابني يرد ياأمي كلنا أرواحنا في أيدينا فداء لتراب مصر هو حد يطول يبقي شهيد ولو لم نقدم النفيس والغالي لهذا الوطن سوف تجدي الإرهابيين تحت بيوتنا ،،، ومن المواقف التي أثرت في ابني وفاة العريف محمد شتا حيث كان يحبه حبا شديدا مما جعله يقرر أن يتم نقله لسيناء.
وأكدت أنها لم تكن تعلم أن ابنها نقل الي سيناء هو يعمل بالإسماعيلية، وعندما كنّا نتحدث عن بطولات جنودنا في سيناء كان يقول ربنا معاهم ولَم يفصح أنه هناك وفِي الفترة الأخيرة كان مرتبطا بعمله بشكل كبير حيث إنه عندما يسافر اشعر به مسافر لمعشوقته وعندما اساله يقول ان الجو بالإسماعيلية مريح وقد اعتدت علي مكان العمل هناك، وكان يقوم بعمل خدعة لكي لا نعلم أنه في سيناء فبعد مرور أربع ساعات من توديعه لنا يقوم بالاتصال ويؤكد أنه وصل مقر عمله بالإسماعيلية ويواصل طريقه لسيناء بعد ذلك حيث إن الطريق يستغرق ٨ ساعات.
وكنت أدعو له دعاء مخصوص قبل سفره وهو حفظتك بالحي الْقَيُّوم الذي لايموت ودفعت عنك السوء بُقول لاحول ولا قوة الا بالله.
وعن اللحظات الأخيرة لابنها أكدت المغربي أنها كانت ننتظر محمد علي أحر من الجمر حيث إن الْيَوْمَ الذي استشهد فيه كان بداية إجازته ومن المقرر ان يصل قبيل الظهر ولكن وجدنا تليفوناته كلها مغلقة، ولَم نستطيع الوصول اليه فجاء مازن مهرولا ويبكي بحرقة ماما اخويا استشهد كل مواقع التواصل الاجتماعي منزله صورته فكانت صدمة بالنسبة لي وظللت اصرخ ابني ابني..
وتصف المغربي ابنها بالشجاعة شجاع مقداما، بالرغم من وجوده ٤ شهور بسيناء إلا أنه صنع مجدا حيث داهم مقر الإرهابيين يوم ١-٧ وهو الْيَوْمَ الذي كان مقررا ان يعلن فيه التكفريين سيناء ولاية لهم .... فروي لي قائده أن محمد قام بالفعل بتجهيز نفسه من حيث الطهارة والوضوء وتحضير حقيبته فما إن هم بالرحيل هو وأصدقائه لقضاء إجازتهم إلا وجاءت إشارة استغاثة بأن الكمين به مداهمات من قبل التكفيريين وجنودنا يحتاجون المدد والدعم،،، فبدون تفكير قرر ابني ان يستقل دبابته بالملابس الملكي وأن يلحق بالجنود بالرغم من تحذيره بأنه غير مكلف وانه في إجازة إلا أنه لم يصغ وكان نداء الواجب اهم وأولي وكان يردد لن نتراجع الكمين هايضيع.
ففجر ٢٠سيارة دفع رباعي بالمتفجرات وصارت جثث التكفيريين أشلاء وأثناء المداهمة أصيب بطلق ناري في ذراعه، إلا أنه أصر أن يستكمل العملية لنهايتها وكان بيقول ده يومي هاناخد حق أبطالنا الشهداء ،،،، ثم حدثت مناورات وجها لوجه فاصيب ابني بشظايا صدرت من طلقة اربجيه ثم توفي في الحال بعد أن نطق الشهادة وكنت دائما اسأل زميله الذي كان يلازمه هل تألم ابني من الطلق الناري فكان يقول والله أبدا محمد كان وجهه مضيئا كالبدر وكانت في عينيه نظرة رضا وفرحا بلقاء ربه وكان شجاعا ومقداما.
وعن ذكرياتها في عيد الأم شي انسي ابني الشهيد محمد عندما كان صغيرا كان يأخذ مني مبلغا من المال لشراء هدية عيد الأم فكنت أضحك وأشترط عليه نوع الهدية، ولكن عندما كبر ودخل مجال العمل فقد كان يقوم بشراء ثلاث هدايا من ماله الخاص باسمه واسم اخته وأخيه .