عاجل
الجمعة 11 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
الجبهة الوطنية.. بين الأمل والتحدي

الجبهة الوطنية.. بين الأمل والتحدي

تعتبر الأحزاب السياسية عنصراً أساسياً في بناء الدولة الحديثة، وأحد أهم ركائز النظام السياسي الديمقراطي، خاصة ونحن على أعتاب مرحلة حاسمة في تاريخ البلاد، وفي ظل مواكبة مسيرة بناء الجمهورية الجديدة، لا بد من توافر مناخ سياسي صحي يهدف إلى إصلاح التشريعات وتعزيز الوعي السياسي، وذلك من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وهذا في إطار التزامها بمواد الدستور المنظم للحياة السياسية والقوانين المنظمة لعمل الأحزاب السياسية. 



تشهد الساحة المصرية في الآونة الأخيرة تحركات نشطة لإنشاء عدة أحزاب سياسية جديدة. وهذه الظاهرة تعد بمثابة شرط أساسي لنجاح الديمقراطية، كما أنها تحمل في طياتها العديد من الدلالات التي تؤكد على ازدياد مساحة الحرية التي تعكس مدى التزام الدولة بحقوق الإنسان والحريات الأساسية. 

إنشاء أحزاب جديدة يؤدي إلى تنويع الخيارات السياسية المتاحة أمام المواطنين، مما يساهم في تعزيز المشاركة السياسية وزيادة الوعي السياسي، بالإضافة إلى تطوير الحياة السياسية وتعزيز الديمقراطية، من خلال تعزيز روح التنافسية بين الأحزاب السياسية من أجل تقديم برامج انتخابية أكثر جدية وتنفيذا لوعودها الانتخابية. 

تسعى العديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والعامة إلى تحقيق طموحاتهم السياسية من خلال تأسيس أحزاب جديدة، وذلك بهدف الوصول إلى مواقع صنع القرار والمشاركة في السياسات العامة الداخلية والخاجية، من خلال برنامج حزبي يحقق أهداف الحزب التي تصب في صالح المواطن والوطن. 

ومن هذه الأحزاب الطموحة الجديدة  حزب" الجبهة الوطنية"، الذي ظهر في المشهد السياسي المصري، في عام ٢٠٢٤م على يد وزير الإسكان السابق عاصم الجزار، رافعًا شعار "مصر للجميع "، ساعيًا نحو تحقيق أهدافه المرجوة، ومن هذه الأهداف: تعزيز المشاركة السياسية، وتقديم رؤية تنموية شاملة، والمشاركة في حل التحديات التي تواجه البلاد على أسس فكرية وطنية، تهدف إلى تحقيق التوافق بين مختلف التيارات السياسية، من أجل توفير بيئة سياسية مواتية. 

يمثل حزب "الجبهة الوطنية" فرصة لتجديد المشهد السياسي، وتقديم رؤى تنموية شاملة جديدة، كما يحمل رؤية مستقبلية يسعى من خلالها إلى التركيز على زيادة المشاركة السياسية والاستفادة من طاقات الشباب والنساء، وتعزيز دور المجتمع المدني، بالإضافة إلى الوصول لتحقيق التنمية الشاملة، مع التركيز على القطاعات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة، فضلًا عن الدعوة إلى الحوار الوطني، والعمل على بناء توافق وطني حول القضايا المصيرية للبلاد. 

الجدير بالإشارة أن الأحزاب السياسية تلعب دوراً حيوياً في صياغة الرأي العام وتوجيه السياسات العامة، بالإضافة إلى مشاركتها في صياغة الرؤية الوطنية للمستقبل، من خلال طرح رؤى وبرامج سياسية تعبر عن تطلعات مختلف شرائح المجتمع، كما تعمل على تعبئة الرأي العام حول القضايا الوطنية المهمة، وتساهم في تشكيل وعي سياسي لدى المواطنين، بالإضافة إلى تقديمها بدائل للسياسات الحكومية، مما يساهم في إثراء النقاش العام وتطوير السياسات ومساهمتها في بناء المجتمع المدني من خلال تفعيله دورها في التنمية المحلية وتقديم الخدمات للمجتمع، فضلًا عن العمل على ترسيخ قيم الديمقراطية والتسامح وقبول الأخر، من خلال الحوار والنقاش البناء. 

ختامًا.. بعد الاستعراض لدور وأهداف والرؤية المستقبلية للأحزاب السياسية، خاصة حزب الجبهة الوطنية، الذي يسعى لتجديد الأمل فى أهمية الحياة الحزبية، ولكي يكون قادر على مواجهة التحديات، لذا نجد انفسنا أمام العديد من التساؤلات التي يطرحها الشارع المصري ومنها:  * ما هي الأهداف الرئيسية التي يسعى الحزب إلى تحقيقها؟  *كيف يتصور الحزب مستقبل مصر؟ وما هي السياسات التي يقترحها لتحقيق ذلك؟   ما الذي يميز الحزب عن الأحزاب الأخرى؟  

 كيف يتعامل الحزب مع المنافسة الشديدة من الأحزاب الأخرى؟   هل يستطيع الحزب أن يقدم حلولاً لمشاكل الشباب .. وأن يلبي طموحاته؟ 

 ما الاستراتيجيات التي يتبعها الحزب لبناء قاعدة شعبية عريضة؟ 

 ما التوقعات المستقبلية للحزب؟.. وهل يستطيع أن يصبح قوة سياسية مؤثرة؟ 

أخيرًا، نظرًا لحداثة حزب الجبهة الوطنية خاصة أنه ما زال في بداياته، ومن الصعب تقييم أدائه بشكل نهائي. أعتقد أن إجابات هذه الأسئلة سابقة لأوانها، وأن الحزب نفسه هو الذي سيجيب عن هذه الأسئلة من خلال برنامجه وسياسته الحزبية، على أرض الواقع، لإثبات وجوده وتحقيق اهدافه من آجل ترسيخ الثقة المتبادلة والتواصل بينه وبين الشارع المصري.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز