أيمن عبد المجيد
مصر الوفية والقضية الفلسطينية
بعد جهود مضنية على مدار أكثر من عام، كُللت جهود مصر بالنجاح، بإعلان التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بوساطة ثلاثية مصرية أمريكية قطرية، حيث يدخل الاتفاق حيز التنفيذ بداية من الأحد المُقبل.
الاتفاق ينهي، بدخوله حيز التنفيذ، جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني، ويسمح بدخول المساعدات الإنسانية للحد من استمرار المُعاناة الإنسانية غير المسبوقة التي وصلت حد المجاعة في القطاع، ودمار البنية التحتية والصحية.
ومنذ بدء الصراع مطلع ثلاثينيات القرن العشرين، ومصر داعم دائم ووفيّ للقضية والشعب الفلسطيني، في صموده على أرضه في مواجهة محاولات التهجير المتكررة، والحق في إقامة دولة مُستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967.
ومع بدء العدوان الأخير، منذ السابع من يونيو 2023، وما شهده من جرائم إبادة جماعية على مدار عام وثلاثة أشهر من تدمير الإنسان والبنيان، في محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني قسريًا؛ وقفت مصر بكل صلابة رفضًا للتهجير ودعمًا لإيصال المساعدات وداعية لوقف إطلاق النار.
ولعل ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي على صفحته الرسمية، عقب إعلان التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بمراحله الثلاث، يعكس دور مصر في التوصل للاتفاق ورؤيتها لهدفه الرئيسي، ومستقبل الصراع.
رحب الرئيس السيسي، بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد جهود وصفها بـ«المضنية على مدار أكثر من عام بوساطة مصرية قطرية أمريكية«.
وأكد الرئيس «أهمية الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة، لمواجهة الوضع الإنساني الكارثي الراهن، وذلك دون أي عراقيل«.
فهدف مصر الرئيسي إيصال المساعدات الإنسانية الكافية بلا عراقيل، للحد من معاناة الشعب الفلسطيني، وتوفير سُبل الحياة.
وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات وتبادل الأسرى والمحتجزين، خطوة في الطريق إلى سلام دائم لا يتحقق إلا بحل الدولتين.
فيقول الرئيس في تدوينته: «تحقق السلام المستدام من خلال حل الدولتين، ولكي تنعم المنطقة بالاستقرار والأمن والتنمية في عالم يتسع للجميع«.
وكما كانت مصر، ستظل وفية للقضية الفلسطينية، فقد شدد الرئيس السيسي: «أن مصر ستظل دائمًا وفية لعهدها، داعمة للسلام العادل، وشريكًا مخلصًا في تحقيقه، ومدافعة عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني«.
ومنذ اللحظات الأولى للعدوان شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على رفض مصر القاطع لمحاولات تهجير الشعب الفلسطيني، وما جرى من محاولات تصفية القضية، حيث نجحت مصر في بناء رأي عام عالمي رافض للتهجير ومؤمن بضرورة إنفاذ المساعدات الإنسانية داعمًا للحل الجذري للصراع بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967.
وتواصل مصر دعمها من خلال العمل على إنفاذ المساعدات الإنسانية للأشقاء، في قطاع غزة، وضمان مع الشركاء تنفيذ بنود الاتفاق الذي يتم على ثلاث مراحل كل منها ٤٢ يومًا.
وتتضمن المراحل وقف إطلاق النار، وإنفاذ المساعدات، وتبادل الأسرى والمحتجزين، والجثامين، وانسحاب متدرج للاحتلال من محور فيلادليفيا والقطاع.
ويبقى التحدي هو التزام الطرفين بتنفيذ بنود الاتفاق، وإزالة عراقيل مرور المساعدات، والتوصل إلى رؤية لإدارة شؤون القطاع بعد الحرب، والتزام الاحتلال بالانسحاب من محور فيلادليفيا والقطاع، وتمكين السلطة الفلسطينية من الإشراف على معبر رفح من الطرف الفلسطيني.
مصر وفية لعهدها، وتحية لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه، رغم التضحيات التي سجلها التاريخ، والأمل في أن تكون حماس والسلطة الفلسطينية على قدر اللحظة، للوصول إلى تفاهم مسؤول لإدارة القطاع وتمكين السلطة من إدارة القطاع بعد الحرب، وما ينتظره القطاع من إعادة إعمار وقطع الطريق على أي ذرائع للاحتلال لإحباط الاتفاق.