عاجل
الثلاثاء 28 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
تريند الدكتور يعقوب

تريند الدكتور يعقوب

بعد التطور الرهيب فى وسائل الاتصال ووسائل التواصل الاجتماعى، أصبح التريند هدفًا للجميع وأصبح كل شخص مهما وصلت هيافته وتفاهته يحاول بكل الطرق أن يصل للتريند حتى يكون حديث المجتمع بأسره أو حديث العالم بأكمله، وهو ما يحدث حاليًا فى مجتمعاتنا التي يحاول فيها التافهون والجهال أن يصبحوا تريند عالميًا ووصل الأمر أن ربات البيوت ممن لا تقرأ أو تكتب وليس لديها أى محتوى ثقافى أو فنى أو سياسى أو رياضى أو اجتماعى تفعل أى شىء حتى تصبح تريند، ففى السنوات الماضية وتحديدًا منذ ما يقرب من عامين استيقظنا صباحًا على تريند عالمى وصاحبه مصري يغنى لبطة وكان اسم الأغنية «شيماء» وتحول هذا الشخص المجهول إلى نجم فى المجتمع المصري، وكذلك عامل البلدية الذي حاول دخول محل كشرى فتم تصويره وهم يمنعونه من دخول المحل وتحول إلى تريند تبحث عنه كل مؤشرات البحث على مواقع التواصل الاجتماعى والمواقع الإخبارية والقنوات الفضائية وقيل بعد ذلك بأن الأمر كان مدبرًا كدعاية لأصحاب المحل.



وفى الأسبوع الماضى كانت أهيف وأقذر لقطة للاعب من المواهب التي كان يمكن أن تكون واعدة لكنه ترك موهبته واتجه إلى نفخ بالون بيضاء ووضعها أسفل حذائه فى لفتة تشمئز منها كل العيون التي رأتها ليتحول إلى تريند ويصبح حديث المنطقة العربية بأكملها فى الوقت الذي كان فيه الدكتور العظيم مجدى يعقوب جراح القلب العالمى قد أعلن عن ابتكار جديد قد يحدث تحولًا كبيرًا فى علاج أمراض القلب ويتناول الابتكار صمامات قلب حية يمكن زراعتها فى جسم المريض وهى صمامات طبيعية تشكل من خلايا الجسم نفسه قد تسهم هذه التقنية فى حل العديد من المشكلات التي يعانى منها مرضى القلب.

لكن الحقيقة أن وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى كان لها رأى آخر فتناول أخبار بالون إمام عاشور كان أضعاف أضعاف تناول خبر الإنجاز التاريخى للسير مجدى يعقوب هو وفريقه العلمى الذين اخترعوا دعامة فريدة من نوعها أول مرة يتم استخدامها تساعد الأطفال أنهم لا يضطرون لإجراء عمليات مرة أخرى فى القلب لأن هذه الدعامة تنخرط فى وسط الأوعية والأنسجة وأول مرة فى التاريخ يتم استخدامها وهو اختراع صفق له العالم أجمع وتحدثت عنه كبرى الصحف والقنوات العالمية، أما هنا فى مجتمعنا العربى وبالتحديد المصري كان مشغولًا ومهمومًا ببالونة إمام عاشور وكان هناك تحليلات واسعة عن المقصد من هذه البالونة هل هو يقصد نادى الزمالك العريق أم يقصد الاحتفال مع ابنته أم يقصد صديقته الفنانة أم ماذا كان يريد إمام عاشور؟!.

وبصراحة هذا هو إعلامنا وهذه هى ثقافتنا وهذه تفاهتنا لأننا تركنا النجم الحقيقى والإنسان الحقيقى والذي يعمل لصالح البشرية جمعاء ويعمل فى السر دون تسليط الأضواء حوله ويترك أعماله المفيدة هى التي تتحدث عنه، وذهبنا نحن إلى الهيافة والتفاهة إلى بالون إمام عاشور الذي سوف ينفجر فينا جميعًا لأننا مازلنا نجرى وراء هذه التفاهات بل نحللها ونفرد لها الحوارات واللقاءات والتحليلات رحمنا الله من هؤلاء المعاتيه ورحم مجتمعنا منهم وزاد الله من أمثال الدكتور يعقوب.

حفظ الله مصر قيادة وشعبًا وجيشًا.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز