
نقيب الأطباء: ثورة في تقديم الخدمة الصحية وطفرة في التعليم الطبي

محمود جودة
شارك نقيب الأطباء د. حسين خيري، أمس الأربعاء 16 مارس، احتفالية الأمانة العامة للصحة النفسية بإطلاق المنصة الوطنية الإلكترونية الأولى للصحة النفسية وعلاج الإدمان، والتي أعلنت إطلاقها د. منن عبد المقصود أمين عام الأمانة العامة للصحة النفسية مؤكدة أنها المنصة الإلكترونية الأولى من نوعها في مصر والشرق الأوسط، وأشارت د. منن أن المنصة باكورة التعاون بين أمانة الصحة النفسية، منظمة الصحة العالمية، جامعة بريتش كولومبيا بكندا والمركز القومي للمعلومات بوزارة الصحة، وأكدت أمين الصحة النفسية أن المنصة تقدم خدماتها مجانًا باللغتين العربية والإنجليزية.
و في كلمته قدم د. حسين خيري نقيب الأطباء التهنئة بإطلاق المنصة وأكد أنها بداية لثورة في تقديم الخدمات الصحية عن بعد، وأن استخدام التواصل الإلكتروني في المجال الطبي سيحدث طفرة أيضًا في التعليم الطبي ويسهل تقديم التدريب للأطباء في المناطق النائية، وأكد د. حسين خيري أن نقابة الأطباء ستسعى لتعديل لائحة آداب المهنة بما يتفق مع معايير وضوابط تقديم الخدمات الصحية عن بُعد وذلك في إطار تبني الحكومة إصدار قانون منظم لذلك، مشيرًا إلى تنظيم النقابة لمؤتمر "التطبيب عن بعد" أواخر فبراير الماضي،وط ووجه نقيب الأطباء في ختام كلمته التحية للطبيبات في يوم المرأة المصرية و ذكر أن الطبيبات قدمن 111 شهيدة أثناء جائحة كورونا.
وقالت د. نعيمة القصير ممثلة منظمة الصحة العالمية في مصر خلال كلمتها، أن المنصة الإلكترونية ستقدم خدمات الصحة النفسية وعلاج الإدمان مجانًا للجميع داخل مصر وخارجها، حيث زاد الإحتياج في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع لخدمات الصحة النفسية وعلاج الإدمان، ما تؤكده إحصائيات منظمة الصحة العالمية عن زيادة الإضطرابات النفسية، وذكرت د. القصير أنه تم تسجيل مليون حالة انتحار على مستوى العالم، وأضافت د. نعيمة القصير ممثلة منظمة الصحة العالمية أن دراسات المنظمة أثبتت أن استثمار واحد دولار في الصحة النفسية يكون له عائد و مردود على الناتج القومي يساوي 4 دولارا، وأشارت أن مبادرة "100 مليون صحة" التي أطلقتها مصر تعني إدراك الحكومة لأهمية الاستثمار في الصحة، وطالبت القصير نقابة الأطباء بالمشاركة في رصد ومتابعة تقديم الخدمات الصحية عن بعد وتقييمها وكذلك تدريب الأطباء، وقالت أنه يجب تقييم آداء المنصة كل 3 شهور.
و أكد د. حسام عبد الغفار أمين عام المستشفيات الجامعية والمتحدث الرسمي لوزارة الصحة،زأن الأحداث والمجريات المتغيرة و السريعة في العالم ومنها جائحة كورونا كشفت عن مدى احتياج المجتمعات لخدمات الصحة النفسية، وأن الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان استطاعت أن تقوم بدروها وتقدم خدماتها بشكل أثبتت فيه أهمية قطاع الصحة النفسية و ضرورة الاهتمام به، وأكد د. حسام عبد الغفار أن وزارة الصحة تقدم كل الدعم لهذا القطاع لتطوير خدماته.
وتناول د. ممتاز عبد الوهاب العجز الشديد في عدد الأطباء النفسيين،حيث ذكر أنه يتطلب وجود 7000 آلاف طبيب على الأقل بينما المسجل من الأطباء النفسيين بالجمعية 1300 طبيب، متواجد منهم في مصر 700 فقط و الباقي سافر خارج مصر،و أشار د. ممتاز أن المنصة الإلكترونية ستساعد في سد تلك الفجوة بين المطلوب والمتاح.
و استعرضت د. راندا أبو النجا مسؤول الأمراض السارية والأمراض النفسية بمكتب منظمة الصحة العالمية في مصر أهمية الدور الإعلامي في مكافحة وصمة المرض النفسي وأن المنصة الإلكترونية ستعمل على الحد من تلك الوصمة وتحفيز المريض للتواصل مع الطبيب عن بعد،و أكدت د. راندا أن الأمراض النفسية عائق للتنمية المستدامة وأنه لا تعليم جيد إلا في وجود الصحة النفسية، وأشارت إلى أن التحدي الأكبر في تقديم خدمات الصحة النفسية في دول العالم ذات الدخل المنخفض والمتوسط هو الفجوة بين الطلب على الخدمة والمتاح منها، وأضافت أن 50% من دول العالم يوجد بها طبيب نفسي واحد فقط لكل 100 الف مواطن ومصر إحدى تلك الدول حيث يوجد 0.8 طبيب لكل 100 الف مواطن ويرجع ذلك للقصور في الموارد البشرية التي من ضمن أسبابها هجرة الأطباء، وأضافت د. راند أبوالنجا أن الدول منخفضة و متوسطة الدخل تصرف على المواطن سنويًا فقط 2 دولار في الصحة النفسية مقابل 50 دولارا في الدول مرتفعة الدخل.
وأشارت د. راندا أن المنصة الإلكترونية وما تقدمه من خدمات الصحة النفسية عن بعد ستقلل من أعباء الدولة و تتغلب على عجز الموارد البشرية، وأضافت أن مبادرة "حياة كريمة" فرصة جيدة لدمج الصحة النفسية و تقديم خدماتها من خلال المبادرة.
من ناحيتها أكدت د. سالي نوبي مدير المنصة الوطنية الإلكترونية للصحة النفسية وعلاج الإدمان، أن فكرة إنشاء المنصة بدأت قبيل عام 2019 بالتعاون مع جامعة بيرتش كولومبيا بكندا و د. مصطفى ممدوح مدرس الطب النفسي بكلية طب طنطا،و بعد بداية جائحة كورونا وتقديم أمانة الصحة النفسية لخدماتها عبر الخط الساخن وازدياد الإضطرابات النفسية بسبب الجائحة، تأكدنا من ضرورة الإسراع في تنفيذ المنصة الإلكترونية.
وأضافت د. سالي نوبي أن من أهم الصعوبات التي واجهتها أمانة الصحة النفسية هي التأكد من سرية البيانات وخصوصية المريض ما جعلنا نرفض أن تكون استضافة المنصة على الشبكة العنكبوتية بجهة خارج مصر، وأضافت د.سالي أن المركز القومي للمعلومات بوزارة الصحة استطاع أن تكون، الاستضافة بوزارة الصحة نفسها و هو إنجاز.و أشارت د. سالي أن المنصة تشمل 3 محاور، الأول يقدم التوعية و المعلومات الطب النفسي في فروعه المختلفة بشكل مبسط للمواطن، والمحور الثاني هو العلاجي و يتم فيه تقديم الخدمات و الجلسات النفسية بالتواصل عن بُعد،أما المحور الثالث يتناول تقييم اداء الخدمة و هو خاص بالمشرفين على المنصة.
و أعلنت د. سالي نوبي عن رابط المنصة http://nmhp.mohp.gov.eg/mental/web/ar? fbclid=IwAR0cNoOtZ11rbTdrfnU5cydABOOe53MqUY7dvfLU-op0g9FXv2cdDxuLM8I
و للفيديو التعريفي عن خدمات المنصة و طريقة الاشتراك رابط قناة يوتيوب النقابة https://www.youtube.com/watch?v=q6aiRqawNrI