الأحد 23 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
المتأسلمون وغزة وحملات المقاطعة

المتأسلمون وغزة وحملات المقاطعة

أريدكم أن تسامحوني أو حتى تفهموني وتسمعوني وتغفروا لي خطيئتي أو جريمتي ولكم أن تتقبلوا اعتذاري وهذه آخر مرة فإني جوعان وشيخ الوكالين يا أمتي العربية ويا عزيزيتي مدينة غزة الفلسطينية المأكولة لحم ومرمية عضم علي كل الموائد السياسية والدينية والتاريخية وأخرها المتاجرة بعلم فلسطين في ثلاجات المشروبات بالهايبر ماركت وسلاسل المحلات الغذائية.



 

سامحوني لأنني لم أجد أمامي الا ما تسمي بمنتجات المقاطعة فملئت منها البطون ووجدت فيها الرضا والشبع خاصة أنها عالية الجودة وتوفي بالغرض وليست مشكلتي أنني محب للمشروبات والحلويات الأجنبية والفرنسية واعتقد أن رغبتي هذه لا علاقة لها لا من قريب أو بعيد بالقضايا والمعارك والنعرات السياسية والدبلوماسية العربية حول دعم الأقصي وشهداء القضية الفلسطينية.

 

العيش والملح الذي نتناوله نحن كعرب والأغذية المستوردة لعلامات تجارية أجنبيه يوميا أصبح طعمه سبياسي حار سياسي وده اللي كان ناقص، لكن لا يعني أن من يشتري منتجات المقاطعة انه باع القضية وقبض الثمن فلا أحد يستطيع أن يعيش بدون طعام وغذاء وكساء ياناس يا عالم، واللحوم الطازجه لذيذه وضرورية إذن فما علاقة المأكولات والمشويات بالمقاومة والانتفاضة والحروب والمفاوضات.

 لا داعي لاستخدام حرب الطعام أو الشراب في استعادة الأرض والعرض فهناك أكثر من طريقة تضحكون بها على الشعوب العربية لكسب المعركة وجميعا سنصلي جماعة في الأقصي إن شاء الله.

الإسلام هو الحل شعار يحتاج إلى إعادة قراءة من جديد وكذلك الجهاد في سبيل الله ، فالإسلام والجهاد أمر جليل وعظيم في قلوب المسلمين جميعاً ولكن كيف نجاهد ولم يتوقف أغلب شعوب العرب إلا ما رحم ربي من مجاهده أنفسهم عن شرب وتناول المشروبات الغازية الأجنبية بعد وجباتهم اليومية وهم يعلمون أن أغلب هذه المشروبات الغازية مملوكة لشركات يقولون عنها إنها تدعم بعض الخصوم التي لنا معهم مواقف وخلافات سياسية.

فما فائدة إعلان قائمة منتجات المقاطعة وماذا قدمت هذه المقاطعة الوقتية للقضية الفلسطينية التي نحارب من أجلها جميعاً. "وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ" التوبة 25.

فقهيا.. ما المقصود بحملة منتجات المقاطعة إذن التي سمعت عنها ولم يحصل لي الشرف بالمشاركة بها.. وهل شراء منتجات من يحاربون المسلمين يعد حرام ام حلال شرعياً خاصةً أنه لدي اقتباس من السنه المحمدية النبويه المشرفة أذكركم به ففي الصحيحين حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا عبيدالله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ أعطى خيبر اليهود على أن يعملوها ويزرعوها، ولهم شطر ما خرج منها، وفي الصحيحين عن عائشة، قالت اشترى رسول الله ﷺ من يهودي طعاما بنسيئة، فأعطاه درعا له رهنا.

وبناء عليه وتصديقا لقول وفعل نبي الرحمة الكريم.. وانطلاقاً من دعوات مقاطعة السجائر والمياه المعدنية والفراخ الأجنبية نريد أن نفهم من حكم وموقف وأسس العلاقات التجارية الاقتصادية بين المسلمين واليهود دينياً وما مشروعيه بيزنس التطبيع خاصه أن هناك دولا وشركات عربية طبعت بالفعل معهم منذ سنوات ولدينا اتفاقيات سلام أيضا معهم.

في المقابل ومن سبيل الصيد في الماء العكر سارع بعض تجار الكيف وتجارة الجملة "الخلايا النائمة" المتجريدين من المشاعر الإنسانية عبيد الدولارات والحسابات البنكية الي وضع علم فلسطين علي منتجات بديلة لمنتجات المقاطعة إقناعا لنا بأن منتجاتهم الردئية أنها تدعم القضية الفلسطينية ويعلم الله أن لم يدفعوا مليم واحد من مكاسبهم لصالح أطفال غزة وهم يقتلون بدم بارد بدون عدة أو عتاد.

بل طلبوا من الشعب مقاطعة البضائع الأجنبية واستمرت شركاتهم في المرابحة الدولارية في البضائع الأجنبية المستوردة عادي جداً . "فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا۟ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ" النساء 77.

لقد أكل كثير من الاعبين الراقصين التجار المتأسلمون عباد الأموال لا المباديء علي مائدة القضية الفلسطينية وجنوا مكاسب لا حصر لها من ترديد شعارات لتحرير الأقصي الأثير دون أن يقدموا للقضية شئ واحد ودون أن تتحرر الأراضي الفلسطينية أو يتغير شي من الواقع وأطلق الكثيرين مشروعات دينية خيرية وهمية لدعم الفلسطنيين وفي النهاية نكل بالفلسطينيين أحسن تنكيل وهم جوعي عراه محاصرين كما تشاهدون.

لا أنسى طبعاً أن أتكلم عن جماعات الإسلام السياسي الإرهابيين التي ولدت وترعررت واكلت العيش علي قفا القضية الفلسطينية وتاجر كثيرون بإسم تحرير فلسطين و"على القدس رايحين شهداء بالملايين".

وتحول صعاليك وهلافيت ومنحرفين هذه الجماعات إلي أغنياء ورجال أعمال من وراء هذه الشعارات وبقي الاحتلال وبقيت مذابح الفلسطينين علي عينك يا تاجر، فابعدوا هذه المرة عن طعام الشهداء من الشعب الفلسطيني المحاصر المظلوم.

مرحباً .. إذن بمنتجات المقاطعة بعد كل هذه المؤامرات النفسية التجارية الاستثمارية المكشوفة التي تحاك بإسم دعم المقاومه وتحرير فلسطين أو حتى إشعار اخر، واعتقد أن هذه المنتجات الغذائية منتجات حلال لأن أغلب من يعمل بها ويتكسب قوت يومه منها إخوة عرب  مسلمين عاملون في فروع هذه الشركات علي الأراضي العربية وحاصلين علي تراخيص التشغيل من انظمتنا العربية التي تحكمنا وتعرف مصلحتنا أكثر منا كشعوب.

أتساءل.. هل سنحيا نحن الجيل الحالي حتى نشاهد دولة مستقلة للشعب الفلسطيني أو يظهر صلاح الدين الأيوبي من جديد؟.. فلقد وصلت الأمور إلى النزاع المسلح في أغلب قضايا الأمة العربية التاريخية ولم يجد أتباع وجماعات الاسلام السياسي إلا الطعام والشراب لكي نستغله ونحتمي به لحسم الأمور السياسية.

هل  "جت في اللقمة" هذه المرة فأسواق ومولات ومطارات أغلب الدول العرب مكتظه بهذه المنتجات ومنهم من كان يشتريها في الخفاء لكي لا نجرح مشاعرننا بعضنا البعض ونحن نعلم أن الأمور السياسية والمقدسات لا تسترد بهذه الطريقه أو الحملات ذات النفس السياسي الداخلي قبل الخارجي، ومؤامرة فيروس كورونا العالمية ليست ببعيدة عنكم أيها العرب فلا تنخدعوا مجدداً .  "وَإِن يُرِيدُوٓا۟ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِىٓ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِۦ وَبِالْمُؤْمِنِينَ" الأنفال 62.

في أيام الجامعة كان طلاب جماعات أهل الشر المتسولين للعطف والتدين الظاهري مقابل بيع أنفسهم لأشخاص اشتروهم بالمال يطلبون من طلاب الجامعات التبرع بدمائهم لدعم القضية الفلسطينية وهذا المنوال متبع ومثبوت كإنجاز لشباب جماعات الاسلام السياسي الإرهابيين بالجامعات والنقابات والنوادي والأماكن الاجتماعية وكانت هذه التنظيمات والخلايا السياسية الشبابية الحرامية داخل الجامعات المصرية وهذا مثبت وموثق أيضاً تقوم بسرقة دماء طلاب المدارس والجامعات وتبيعها للمستشفيات التجارية الاستثمارية الدولية ولا تصل أي دماء إلى غزة أو فلسطين .. فأي دين وأي شرف هذا.

في المقابل قدمت الدولة المصرية قيادة وحكومة وشعبا عبر التاريخ المصري وفي فصول هذه الحرب العسكرية الفلسطينية العربية التاريخية السياسية وحتي في حرب قطاع غزة الأخيرة 2025 علي الشعب الفلسطيني الأعزل أنموزجا يحتذي به في دعم الإخوة الفلسطنيين والمصالحة بينهم من خلال إدخال المساعدات الإنسانية لأبناء غزة عبر معبر رفح وساهمت مصر مرات ومرات في إعادة إعمار قطاع غزة والعمل والدعم المصري مستمر ومتواصل ولا أنسى جنازة الشهيد ياسر عرفات التي خرجت من القاهرة وكنت مشاركا بها.

مرحباً إذن بمنتجات المقاطعة كما تروجون ولا لشعارات الإسلام السياسي الكاذبة التي مزقت الوحدة والشمل العربي وأضاعت القضية الفلسطينية وقبلها الهوية العربية واتخاذ نضال وكفاح ونضال الشعب الفلسطيني المقدس شماعه لنصره بعض الإرهابيين بإسم الدين والاسلام ظلماً وعدوانا وحتما ستتحرر فلسطين عندما يتحرر العرب من خونة الدين والقومية.

إن شعارات مقاطعة المنتجات والمشروبات الأجنبية دعاية سياسية سوداء فاشلة عديمة الفائدة والطعم خاصه أن هناك دولا أجنبيه وأوروبية الكل يعرفها قامت وقدمت والقت مئات الأطنان من الأغذية جوا وبحراً لنجده الشعب الفلسطيني المحاصر وعلي رأس هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية فهل عدم شراء زجاجة المياه أو كيس الشيبسي ستعيد لنا الأقصي وبيت المقدس الأثير.

وحتى يتفضل ويمن علينا الساده العلماء والخبراء والمشايخ والفقهاء ورجال الدين بحسم هذا الجدل حول السلام والتجارة بقضايا الأمة والتطبيع مع المحتل دعوني أعيش ولو قليلاً مع منتجات المقاطعة وعفوا أيها المتشددون الراكون أمام الدولار والعملة الصعبة.

 

"إن ثقتنا في تحقيق سلام قائم على العدل والقانون الدولي تتراجع ، نريد أن نعيش بسلام مع إسرائيل ونقيم دولتنا الفلسطينية".

من كلمة رئيس السلطة الفلسطينية الرئيس محمود عباس خلال كلمته في الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز