عاجل
الثلاثاء 25 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
محاولة لتفكيك  مشهد معقد

محاولة لتفكيك مشهد معقد

بلا مقدمات أو ديباجة.. دعنا ندخل فى الموضوع بشكل مباشر.. عودة الحرب والتصعيد على جبهات اليمن / لبنان / سوريا. 



والتدخل العملياتى المباشر من الولايات المتحدة.. 

 

1 تسوية الملف النووى الإيرانى.

 

2 القضاء التام على استراتيجية الدفاع المتقدم الذي استثمرت فيه طهران منذ العام 1979 بتقليم أذرعها الإقليمية.

 

3 إحداث قدر من الفوضَى يحقق الهدف الأبعد وهو إقامة دعائم لنظام إقليمى مختلف فى ثوابته وجغرافيته وتاريخه أيضًا.

هذا المسار المعقد ليس وليد اليوم ولا الأمس وتم الاستثمار فيه من كل الأطراف؛ خصوصًا أطراف المواجهة المباشرة ودس فيه محاولات إحياء صراع «سُنّى- شيعى»، وعمد كذلك إلى تمكين التطرف والإرهاب على جراء الفوضى الأولى التي جرت فى 2011 ومعها تمت عمليات تفريغ للشرق من عناصر من تركيبته المجتمعية؛ وبخاصة دول المشرق العربى.

فى كل هذا المعترك كانت ولا تزال القضية الفلسطينية عنوانًا؛ تارة للمزايدة وهى فترة الاستقطاب بعد كامب ديفيد وحتى حرب الخليج الثانية..

وتارةً أخرى للمقايضة لحسابات سياسية «عربية- عربية»، وهى الفترة ما بعد نهاية الحرب الأهلية اللبنانية وتمدّد البعث السورى وحتى اغتيال رفيق الحريرى ورحيل الرعيل المؤسِّس لمنظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسهم أبوعمار.

وأخيرًا ورقة تفاوض على طاولة المفاوضات منذ حرب 2006 وحتى اليوم أحيانًا من تركيا ودائمًا من إيران. 

أمّا القضية الفلسطينية نفسها كونها قضية احتلال وحقوق الشعب الفلسطينى التاريخية؛ فهى نزيف مستمر منذ 40 سنة وأكثر.

هذا المسارُ هو ما جعل البعضَ يخلط بين كراهيتهم وعدائهم لفصيل وأيديولوجيته وبين المبدأ الثابت وهو طالما هناك احتلال فحق المقاومة أصيل ومشروع.. والسبب أن الفطرة العربية رصدت ساحات الاتجار بالقضية طيلة العقود الماضية مابين عواصم فى الإقليم وعواصم من خارج الإقليم العربى.

ليس بعيدًا عن ذلك هذا الخلل الذي جمع التيار القومى مع التيار الإسلامى فى بوتقة واحدة، وهو ما زاد من أزمة التشويش على الفكر العربى بشكل عام. 

بالأمس شهد قطاع غزة مجزرة بشعة كان سيرتكبها الاحتلال تحت أى مبرّر أو حجة، وذلك لترتيب وضعه الداخلى وعودة الائتلاف الحكومى وتمرير الموازنة بعد أسبوعين ومن ثم لا بديل سوى الإجرام الذي جرى وسيجرى. 

رتِّب المشهد بهدوء فى عقلك تعرف الآتى: 

1 - إن القطع الأمريكية لن تعود الآن. 

2 - إن هذه الحرب مستمرة لأهداف لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية وإن تصدرت العناوين.

3 - المواجهة مع إيران ستحدث.

النظام الإقليمى العربى سيتطور شكلاً ونوعًا.. تناغم المواقف المصرية ودول مجلس التعاون هو الأرض الصلبة الآن فقط.

مرحلة صعبة يغلق فيها مسار تاريخى ليبدأ مسار آخر ويزيد من صعوبته.. إن ذلك يجرى بالتزامن مع عملية تغيير النظام العالمى نفسه.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز