عاجل
الجمعة 21 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
حرب التجويع.. وعودة حرب غزة

حرب التجويع.. وعودة حرب غزة

استأنفت إسرائيل عدوانها على قطاع غزة بسلسلة من الغارات العنيفة أسفرت حتى الآن عن أكثر من 400 شهيداط و1000 من المصابين، وفقا لوزارة الصحة في غزة.وقال الدفاع المدني بغزة إن قطاع غزة على أعتاب مجاعة وندعو المجتمع الدولي للعمل على إنهاء معاناته؛ وفقًا لنبأ عاجل لقناة "القاهرة الإخبارية"، وأوضح الدفاع المدني بغزة أن إغلاق منافذ القطاع وعدم إدخال الوقود يهددان عمل طواقمنا.   وأعلنت الأمم المتحدة عن أن أكثر من مليون شخص فى غزة قد يواجهون نقصًا حادًا فى الغذاء، مؤكدة توقف ١٣ مستشفى و٤ مستشفيات ميدانية عن العمل بسبب الدمار فى القطاع.



وكانت إسرائيل قد بدأت "حرب تجويع" ضد سكان غزة كمقدمة للحرب علي غزة، حيث قرر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو منذ أكثر من أسبوعين وقف دخول جميع الإمدادات والمساعدات الإنسانية إلى غزة اعتباراً من صباح الأحد، وذلك بهدف الضغط على حماس للموافقة على مقترح ويتكوف المبعوث الأمريكي للمنطقة، معتبرين أن أهمية ذلك القرار تكمن في الضغط علي حماس، وقال مكتب رئيس وزراء الاحتلال إن القرار اتُخذ لأن حماس رفضت قبول الاقتراح الأمريكي بتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة، التي انتهت السبت".

 وحذرت منظمات دولية من خطر المجاعة وما تفعلة إسرائيل من ما أسمته "حرب التجويع" في غزة إذا استمر قطع الإمدادات عن غزة خاصة وأن غالبية السكان في غزة يعيشون علي الإمدادات الغذائية من خارج القطاع بعد تدميره وإنهاء كل سبل العيش به وحذرت المنظمات متسائلة ماذا سيحدث إذا بدأ أهل غزة يتضورون جوعاً خاصة وأننا في شهر رمضان الكريم، في حين صرح المكتب الإعلامي بغزة أن منع إدخال المساعدات الإنسانية إلي غزة يعني فعليا "حرب تجويع "على أهالي غزة الذين يعتمدون كليا على المساعدات الإنسانية.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيليّ في بيان، إنه "خلال الساعات الأخيرة، بدأت قوات الجيش تنفيذ عمليات برية مركزة في وسط وجنوب قطاع غزة، بهدف توسيع نطاق الأمن وإنشاء فصل جزئي بين شمال القطاع وجنوبه" وأعادت توسيع سيطرتها حتى وسط محور نيتساريم. كما وجه تحذيرًا عاجلًا إلى سكان قطاع غزة الموجودين تحديدًا فى بيت حانون وخربة خزاعة وعبسان الكبيرة والجديدةبالأخلاء فورا لانها مناطق قتال خطيرة.

ويبقى السؤال المهم لماذا عادت حرب غزة مرة أخرى؟ كل الشواهد كانت تؤكد أن الحرب على غزة كانت ستعود مرة أخري فقد خرجت تصريحات من وزراء في اليمين المتطرف تدعو للعودة للحرب مرة أخرى فقد قال وزير الأمـ.ـن القـ.ـومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير: "سأعود إلى الحكومة عندما تعود إلى حـ.ـرب كبرى أو تتوقف المساعدات أو يبدأ تنفيذ خطة ترامب "وقد رجع بن غفير بالفعل الي الحكومة بعد عودة الحرب  كما أعلن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش أن وقف المساعدات إلى غزة ليس سوى الخطوة الأولى. وأوضح أن "الخطوة التالية ستكون قطع الكهرباء والمياه، وشن هجوم واسع وقوي يؤدي إلى احتلال القطاع، مع تشجيع تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لتهجير السكان".

وبعدها أعلن وزير طاقة الاحتلال الإسرائيلي رسمياً قطع الكهرباء عن قطاع غزة، وشبكة الكهرباء أصلا مدمرة في قطاع غزة، لكن ما زالت هناك محطات مياه تعمل في المناطق التي لم يدخلها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتحديداً في المنطقة الوسطى، قرار قطع الكهرباء يعني توقف مضخات المياه ومحطات التحلية عن العمل.

ويبدو أن رفض حماس الموافقة على تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مثلما طلبت إسرائيل، وأعلانها  أنها لن تُطلق سراح المحتجزين الإسرائيليين المتبقين إلا بموجب شروط الاتفاق المرحلي المتفق عليه بالفعل وتأكيدها أن قرار نتنياهو بوقف المساعدات الإنسانية ابتزاز رخيص و"جريمة حرب" وانقلاب سافر على الاتفاق، كان مبررا كافيا لإيجاد الذريعة لإسرائيل للعودة للحرب.

كما أعلن ماركو روبيو  وزير الخارجية الأمريكي  عن “حالة طوارئ” لتجاوز الكونغرس وإرسال أسلحة بقيمة 4 مليارات دولار إلى إسرائيل، وهذه هي المرة الثانية خلال شهر التي تتخطى فيها إدارة ترامب عملية موافقة الكونغرس على إرسال أسلحة عسكرية إلى الدولة العبرية.وخلال الولاية الأولى لترامب، أستخدمت الإدارة إعلان الطوارئ لتجاوز الكونغرس وإرسال أسلحة إلى إسرائيل خاصة وأن هذه الأسلحة تشمل قنابل وصواريخ لضرب التحصينات والأنفاق تحت الارض ومنها " أم القنابل " التي سمحت أمريكا لأول مرة لإسرائيل بإمتلاكها  مما قد يمهد لعودة الحرب مرة أخرى.

عودة الحرب مرة أخري كان واضحًا حتي من قبل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الدفعة الأولى من الأسري، فما جرى لا يمثل نهاية الحرب، بل هو مجرد صفقة تبادل، بينما تبقى العمليات العسكرية خيارًا قائماً، عودة الحرب كان واضحا أنها قريبة وخلال شهر رمضان.لكنها اتوقع انها لن تكون حرب طويلة ،لكنها ستكون شديدة العنف، وقد يسقط عدد كبير من الشهداء في غزة.

من كان يعتقد أن الحرب لن تعود مرة أخرى  فهو مخطئ، وكان من الواضح أن ن هناك جولة أخرى من الحرب لكن أتوقع أنها  لن تكون طويلة لكنها ستكون جولة سريعة ومدمرة، وذات أهداف محددة زمنيًا، وستجعل الأوضاع في غزة أكثر مأساوية وقد يكون الهدف منها  القضاء علي ما تبقي من غزة ،وأن يرفع سكان غزة صوتهم ضد حماس ويطالبوها بتسليم ما تبقى من الأسري  لحماية أرواح المدنيين، وإلا  فإن العواقب ستكون كارثية.

أما فيما يخص قضية الرهائن، فقد فقدت حماس الورقة الأمريكية، حيث ظن قادتها أنهم لاعبون رئيسيون، لكنهم وقعوا في فخ الفرصة الأخيرة. فبدلاً من تسليم الرهائن وإنقاذ سكان غزة وسحب البساط من تحت إسرائيل بدحض الحجة التي تستخدمها إسرائيل كذريعة للهجوم علي غزة وإعطائهم الرهائن، توهّموا أن بإمكانهم البقاء سياسيًا، ولو في دور حراس على بوابات غزة.

كما أن الاحتفالات التي نظمتها الفصائل الفلسطينية وعلي رأسهم حماس بمناسبة الإفراج عن الأسرى قد يكون لها ثمن باهظا فإسرائيل كيان صهيوني نرجسي انتقامي، وما حدث خلال فترة وقف إطلاق النار لن يمر دون ردّ فقد تنتقم إسرائيل من الشعب الفلسطيني الذين هم  في الأصل ضحايا الحرب بين إسرائيل وحماس.

حتى ما تبقى من الأسري لدي حماس أصبح لا يشكل ورقة ضغط في إسرائيل، فجميع الأسري المدنيين لدي  حماس قد أفرجت عنهم ولم يتبقي الا عدد قليل من الأسرى العسكريين ورغم أن إسرائيل يُعتبرون كل المواطنين مجندين لذا فإن مسألة الأسري ليست مجرد قضية أمنية، بل تحمل بُعدًا أخلاقيًا بالنسبة للمجتمع والحكومة وهذا سبب ضغطا علي حكومة الكيان بسبب المظاهرات اليومية لوقف الحرب وعودة الأسري، لكن عمليًا الأن لم يعد العدد المتبقي من الأسري العسكريين كافيًا لردع التصعيد العسكري وقد تضحي إسرائيل بهم.

ومن المتوقع أن تضغط أمريكا على قطر الفترة القادمة  لإخراج قادة حماس من أراضيها، وربما يخرجون من الشرق الأوسط بالكامل. كما أن عمليات اغتيال لبعضهم، سواء داخل غزة أو خارجها، أصبحت قريبة جدًا.

للأسف هذه المرة لن يكون هناك دعم إقليمي أو دولي للتخفيف من حدة هذه الحرب، كما ستحظى هذه الحرب للأسف بدعم واسع من الشارع الإسرائيلي، وأعتقد أنها لن تواجه معارضة دولية تُذكر، وقد لا يُسمح لمعارضي الحرب في أمريكا وأوروبا وحتى الدول العربية بالخروج إلى الشوارع مرة أخرى، كما حدث في بداية الحرب.

وستنتهي الحرب على غزة عندما تُدمر إسرائيل ما تبقى من غزة، وعندما يفقد سكان القطاع الأمل في الحياة هناك، ليجدوا أنفسهم أمام خيارين: إما الخروج تحت القصف أو الرحيل بصمت، في سيناريو قد ينتهي بتحول غزة إلى الولاية رقم 51 تحت الوصاية الأمريكية.

ومن السيناريوهات المحتملة إذا استمرت الحرب أن تشهد هذه الحرب موجة نزوح جماعي للغزيين باتجاه سيناء ، ومن المنوقع تشديد الحصار وربما قطع الاتصالات والمياه ووقف إدخال المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الطبية. وقد تستمر الحرب في ضربات عسكرية مركزة على الجنوب مع السماح للغزيين بالفرار نحو سيناء لتنفيذ مخطط التهجير بالقوة وتدمير ما تبقى من غزة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز