على ابواب العام الجديد
د.كريم سلام يكتب: عام من الجهد يؤتي ثماره
قبل بداية العام الجديد 2022 ونحن في أواخر ديسمبر 2021، هل تظهر بوادر الأمل في الانتهاء من قوائم انتظار المرضى؟
ذلك المشروع القومي الضخم والمعني بالأساس بالفئة الأكثر احتياجا من المجتمع، المرضى الغير قادرين على دفع تكاليف العمليات الجراحية المقررة لهم بعد انطلاق تلك المبادرة الرئاسية، يوليو 2018 ولازال أغلب المواطنين يستمعون لتلك العبارة دون فهم حقيقي لمفهوم هذه الأزمة أو هذا الملف، وبالتالي، لا يمكن لمن لا يعرف ماهية المشكلة، أن يقدر حجم المجهود الذي تقوم به الدولة في انجاز هذا الملف.
لذلك كان لابد من تسليط الضوء على بعض المفاهيم المتعلقة بهذا الملف ما هو مفهوم قوائم الانتظار، ولماذا اولاها الرئيس أهمية بالغة بمبادرة رئاسية؟
هل حقا تمثل هذه القوائم مشكلة للمجتمع المصري؟
ما هي الإنجازات التي قام بها الفريق الحالي القائم على تنفيذ وما هي وسائل التغلب عليها ومحاولة عدم تكرارها مستقبلا؟
أسئلة كثيرة تتبادر للأذهان خاصة أن تلك المشكلة لا يعرف تفاصيلها من المجتمع الا من مر بالتجربة.
تلك الأسئلة التي أجاب عليها فريق العمل الحالي والقائم على تنفيذ المشروع وادارته، بقيادة المنسق العام ومدير المشروع د/ كريم أحمد سلام، وفريق عمله قوائم الانتظار، هي قوائم تشتمل على جراحات وتدخلات طبية مؤجلة، بعضها لحالات حرجة وملحة، وبعضها يحتمل التأخير، وغالبا ما تكون للمرضى معدومي الدخل أو محدودي الدخل، حالتهم الاقتصادية لا تحتمل تدخل سريع في القطاع الخاص، خاصة أن أغلب هذه الحالات يهمل مراحل العلاج الأولى قبل الحاجة للتدخل الجراحي، وبالتالي يكون هناك حاجة لتدخل الدولة في تمويل الجراحة، سواء عن طريق قرارات العلاج على نفقة الدولة، أو التأمين الصحي وهي امر طبيعي فوجود عمليات مؤجلة لا يعد ظاهرة خطيرة، فلابد من وجود بعض العمليات المؤجلة حتى في أرقى الأنظمة الصحية في العالم كالسويد وبريطانيا مثلا، خاصة بعض الحالات مثل حالات زرع الأعضاء البشرية او بعض العمليات المركبة وعمليات القلب المعقدة.
تظهر خطورة الظاهرة في ازدياد الاعداد المسجلة ولفترات طويلة على تلك القوائم وأن تتسع الفجوة بين الأعداد التي يتم تسجيلها حديثا، وما يتم اجراؤه من الجراحات التي تشملها هذه القوائم.
يعد الهدف من المشروع في البداية هو تخفيف الأعباء المالية على المواطن والاعباء الإدارية من خلال ميكنة كل القرارات المدرجة ليس فقط فيما يخص الإجراءات ولكن الأهم تقليل متوسط وقت الإنتظار في كل تخصص وسرعه التعامل مع المرضى بأفضل جودة ممكنه يقوم المشروع بتقديم الخدمات العلاجية المطلوبة للعديد من التخصصات حيث بدأت المرحلة الأولى من المشروع ب 9 تخصصات فقط، ثم زادت الى 11 تخصص هم (قسطرة القلب، جراحات القلب، جراحة المخ والأعصاب، جراحة العظام، جراحة الرمد، جراحة الأورام، زراعة الكلى، زراعة الكبد، زراعة القوقعة، القساطر المخية، جراحات الأوعية الدموية)، وقد تم بالفعل مؤخرا زيادة ثلاثة تخصصات أخرى هي (جراحة الصدر، العيوب الخلقية للأطفال، زرع النخاع)، تم الوصول لمعدلات تنفيذ تصل الى 1600 حالة يوميا مع التركيز على بعض الإجراءات الجراحية ذات الطبيعة الخاصة مثل القلب المفتوح للأطفال. حيث بلغ اجمالي الحالات المسجلة على المنظومة منذ بداية المشروع مليون ومائة واثنين وستين وخمسمائة وسبعة وسبعين حالة تم اجراء الجراحات الخاصة بعدد 942545 .
ويعد الإنجاز الذي أحرزه فريق العمل والمتابعة بالغرفة المركزية انجاز مبهر، حيث قام المشروع بالتعامل فعليا مع 391019 حالة خلال ما يقرب من العام (يناير 2021 حتى نوفمبر 2021)، منهم 323723 عملية جراحية، 19081 استبدال الاجراء الجراحي بالعلاج الدوائي، 8215 علاج أهلية.
من هذه الجراحات: 23881 جراحة أورام، 23953 جراحة عظام، 154394 جراحة رمد، 16931 جراحة قلب مفتوح، 113947 قسطرة قلبية، 23437 جراحة مخ وأعصاب، 1007 زراعة قوقعة الأذن، 129 زراعة كبد، 130 زراعة كلى، 4018 قسطرة طرفية، 1806 قسطرة مخية، كان من ضمن المعوقات التي واجهت إدارة المشروع في بداية استلام المسؤولية هو اسناد الحالات لبعض الجهات بعينها والتي تفوق قدرتها الاستيعابية مما أدى الى تأخر تنفيذ الجراحات وزيادة فترة انتظار المريض في حين وجود أماكن شاغرة بأماكن وجهات أخرى.
وهو ما تم التعامل معه حيث تنوعت الجهات والهيئات التي قامت بالتعاون مع إدارة المشروع في تنفيذ هذا الإنجاز فنجد أن مستشفيات التعليم العالي قد قامت باجراء 85312 عملية جراحية، 7709 من نصيب مستشفيات القوات المسلحة، 820 مستشفيات وزارة الخارجية، 28 جهات خيرية، 69829 مستشفيات خاصة، 75615 قام بها التأمين الصحي، 57814 أمانة المراكز الطبية، 30978 التعليمي، 28986 القطاع العلاجي، و9932 من نصيب المؤسسة العلاجية.
لضمان الوصول لصفر حالات انتظار، قام الفريق بتطوير السيستم بحيث يتيح لكل مريض متلقى للخدمة الطبية أن يقيم الخدمة مما يخلق جو تنافسي لتقديم الخدمة بأعلى جودة للحصول على رضى المنتفع.
كذلك النظر في حل المشكلة من جذورها هو الحل البديل والخيار الأصلح وهو ما تم البدء في السعي لتنفيذه من خلال وضع (خريطة صحية متكاملة لمصر)، لضمان توزيع عادل ومتكافئ للخدمات الصحية في جميع المحافظات وذلك من أرض الواقع مع توفير الكوادر البشرية المتميزة لضمان إتمام جميع الإجراءات كبل المحافظات في وقت قياسي، وتوفير الأجهزة والمستلزمات وتسريع الإجراءات بما يضمن حياة أفضل للمواطن المصري.
كذلك رسم خريطة كاملة لجراحات الأورام مع مراعاة التوزيع الجغرافي في وضع بروتوكولات العلاج الكيماوي أو الاشعاعي.
ذلك بالتوازي مع وضع خطة تطوير ورفع معدلات الأداء للجراحات في المستشفيات، حيث تم إعادة تشغيل بعض الوحدات بكافة القطاعات واضافة خدمات جديدة بمستشفيات أخرى طبقا لاحتياجات المشروع، وذلك من شأنه تقليل الأعداد الحالية، وفي المستقبل. مثال ادخال جراحات القلب المفتوح في مستشفى بنها للتأمين الصحي ومستشفى الزقازيق العام.
يعمل فريق العمل بالغرفة المركزية لمتابعة تنفيذ المشروع بجهد وحماس بهدف الوصول لصفر حالات انتظار في أقرب وقت، وذلك بالمتابعة الجيدة والتنسيق بين الهيئات كذلك متابعة العمل في جميع المستشفيات لرصد أي معوقات وزيادة تدريب العاملين وبحث سبل زيادة الإنجاز لوضع الخطوط العريضة للخطط المستقبلية كذلك من أهم أهدافهم ليس فقط اجراء الاجراء الطبي المطلوب، ولكن أيضا ضمان تقديمة بجودة عالية، كذلك تقليل متوسطات الانتظار وبالفعل تم الوصول لمعدلات تنافس المعدلات العالمية، فقد تم الوصول الى متوسط انتظار أيام في بعض التخصصات، والا يزيد عن يوم، بعدها يتم تحويل على أماكن أخرى لاجراء الجراحة مع مراعاة التخصص ومحافظة سكن المريض.
وبذلك يعد عام 2021 من الأعوام الناجزة والمثمرة في تاريخ المشروع، والذي تظهر مع نهايته بوادر الأمل في الانتهاء من ملف مهم وخطير ليس فقط بتقليل الأعداد المشتركة في المشروع، ولكن أيضا بوضع خطة مستقبلية واعدة قد تكون الأمل في الانتهاء من هذه المشكلة للأبد من أجل خدمة صحية اّمنة للمواطن المصري.