أشرف أبو الريش
الشتاء فى غزة
بعد عناء يوم شاق للغاية انتهينا من العدد الأسبوعى لجريدة روزاليوسف، بعدها صعدنا والزملاء مديرو التحرير إلى مكتب رئيس التحرير الزميل العزيز الأستاذ أيمن عبدالمجيد الذي يخوض تجربة نموذجية للصحافة القومية بكل أبعادها، نبدأ فى اجتماع مجلس التحرير لتحضير العدد الجديد، حيث لفت انتباهى تقرير يذاع على قناة بى بى سى للزميل محمد عبدالحميد مذيع القناة، والمهتم منذ سنوات بالشأن الفلسطينى وهو يعرض مشاهد مؤسفة لأهالى غزة، وقد غرقت خيامهم بماء المطر، وسط هذه الأجواء الشتوية القارصة، مئات من الأطفال والشباب والنساء يجتمعون حول مجموعة من الشباب، نصبوا حولهم سياجًا من الحديد، وقاموا بإعداد وجبات ساخنة من العدس والفول والأرز والخضار الساخن يوزع على أهالى غزة.
مشهد حزين عندما ترى الأطفال وهم يتقاتلون للحصول على وجبة صغيرة من الأرز، تسد جوعهم حتي يظلوا على قيد الحياة وسط هذا الخراب والدمار، الذي لحق بكل المدن الغزاوية على يد الاحتلال البغيض من القوات الإسرائيلية.
وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة أعلنت عن وفاة ستة أطفال حديثى الولادة خلال الأسبوعين الماضيين، والأعداد فى زيادة مستمرة هذا الأسبوع والأيام المقبلة بسبب البرد.
الأمم المتحدة حذرت بأن حياة الأطفال فى غزة معرضة للخطر بسبب انخفاض درجات الحرارة .
المؤشرات تؤكد أن الأيام المقبلة، خاصة طوال وجود موجة شديدة البرودة قد تؤدى إلى ارتفاع عدد الوفيات بسبب موجات الصقيع والحياة الصعبة بين الأسر فى الخيام، ينجم عن ذلك كارثة محققة للكثير من الرضع والأطفال الصغار، الذين لا يمكن لأجسادهم تحمل هذا الصقيع القاتل، وسط القليل من الطعام والشراب، كما أن الشتاء هذا العام فى غزة، سيكون الأشرس من بين أعوام الشتاء الماضية.
..غزة تعيش ظروفًا إنسانية غاية فى الصعوبة، أعداد الوفيات فى ارتفاع مستمر، البرد والصقيع والأمطار تضرب الخيام، أسر بالكامل أصبحت تعيش فى العراء بعد هذه الموجة الأوروبية الشتوية التي لن ترحم هؤلاء الأطفال والنساء والكبار فى السن.
مصر دائما وأبدًا كانت فى القلب من غزة، والقيادة السياسية تواصل دعم غزة وأهلها منذ بداية الأزمة وحتى الآن بتقديم المساعدات الإنسانية للأشقاء فى غزة .
المجتمع الدولى والمنظمات الدولية والإنسانية وكل العالم المتحضر لن يرحمهم التاريخ، ما يحدث من مجازر إنسانية على يد قوات الاحتلال الإسرائيلى ضد هذا الشعب، وصمة عار فى جبين الإنسانية، الغارات الإسرائيلية ما زالت مستمرة حتى كتابة هذه السطور، متى تتوقف؟! العلم عند الله، الحمد لله على نعمة الوطن، ونعمة الأمن ونعمة الجيش والشرطة، ونعمة المخلصين الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الدفاع عن تراب هذا الوطن.. تحيا مصر.