طارق مرسي
الإرهابى سخر منهم والحشاشين كشف تاريخهم الأسود:
القوة الناعمة «قدوة حسنة» فى مواجهة الجماعة الإرهابية
للفن رسالة وهدف وقدرة على تنمية الوعى بأسلحة القوة الناعمة ذات الفاعلية والجاذبية والتأثير فى الرأى العام، كما يلعب دورا تنويريا باعتباره فاعلا ومنفعلا وفعالا فى المجتمع ولهذا هو مرآة الشعوب التي لا تكذب ولا تتجمل.
نجوم الشعب وقوته الناعمة فى السينما والدراما على مدار السنوات الأخيرة قاموا بدورهم على الشاشة وتنبأوا بتسلل الفكر الإرهابى منذ أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات وحذروا من خطورته، بل إنهم بعد عام من الذهول قاموا لأول مرة فى تاريخ مصر بنفس الدور خارج الشاشة عندما انتفضوا فى وجه الفكر المتطرف وانضموا إلى صفوف المواطنين من أمام وزارة الثقافة وأشعلوا شرارة ثورة 30 يونيو التي أنقذت مصر من المتطرفين، ثم تعاظم دورهم على الشاشة بتقديم أعمال لكشف زيف المتأسلمين ووثائق خيانتهم للوطن مثل ثلاثية الاختيار وهجمة مرتدة والقاهرة كابول وأخيرا فى مسلسل «الحشاشين» لتؤكد القوة الناعمة المصرية أنها «قدوة حسنة» على الشاشة وأرض الواقع أمس واليوم وغدا.
عادل إمام القائد العام للقوة الناعمة
عادل إمام والكاتب وحيد حامد أول من فتحا ملف الارهاب فى السينما بفيلم «الإرهاب والكباب» عام1992، إخراج شريف عرفة بتناول كوميدى يحمل رسالة للمجتمع، وتدور أحداثه حول (أحمد فتح الباب) الموظف فى شركة المياه الذي يتوجه إلى مجمع التحرير لاستخراج الأوراق لنقل ابنه إلى مدرسة أخرى، وهناك يصطدم بالعقبات الإدارية، ويجد نفسه متورطًا فجأة فى حمل سلاح، وإشهاره فى وسط المواطنين، ليتخذ بعض الرهائن وينضم إليه بعض الموجودين وسرعان ما تأتى قوات الشرطة لتحاصر المكان.
وبعد عامين تعمق عادل إمام بشكل أكبر فى محاربة الإرهاب وقدم فيلم «الإرهابى» تأليف الكاتب لينين الرملى إخراج نادر جلال، ويعد الفيلم علامة بارزة فى مكافحة الإرهاب على الشاشة، كما قدم رصدًا لظاهرة العنف التي كانت منشرة فى مصر بذلك التوقيت.
وفى عام1995، كرر الزعيم عادل إمام التعاون مع الثنائى وحيد حامد وشريف عرفة فى تجربة جديدة تتناول الإرهاب والتطرف، لتختلف جذريًا عن تجربتهما الأولى فى «الإرهاب والكباب»، حيث قدم الثلاثى فيلم «طيور الظلام» الذي تناول قصة ثلاثة محامين أصدقاء، تفرقهم الظروف ومصالحهم، وهم «فتحى نوفل» الذي يستغل قدراته القانونية فى الوصول لمركز مدير مكتب أحد الوزراء، و«على الزناتى» الذي ينضم إلى الجماعات المتطرفة ليحقق مكاسب مالية بالدفاع عنهم، و«محسن» ذو الميول الاشتراكية، الذي يعيش كموظف عادى، ويقبل وظيفة بسيطة ويكتفى براتبه فقط دون أى طمع فى الحياة.
مسلسل العائلة «الإرهاب يصل الدراما»
بين فيلمى الإرهاب والكباب وطيور الظلام فتح الكاتب وحيد حامد نفس الملف فى الدراما التليفزيونية بمسلسل «العائلة» عام1994، والذي قام بطولته محمود مرسي، ليلى علوي، وعبدالمنعم مدبولى تأليف وحيد حامد وإخراج إسماعيل عبدالحافظ أول من تناول خطر الإخوان، والتطرف الديني.
الدراما تدخل بيت جماعة المرشد
من الأعمال الفنية المهمة التي بحثت فى تاريخ جماعة الإخوان ورجال الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والتقرب من عقيدتهم مسلسل «الجماعة» تأليف الكاتب الكبير وحيد حامد، عام2010، وشارك فى بطولته إياد نصار، بينما قدم الجزء الثانى فى2017، وضم نخبة من أبرز نجوم التمثيل أبرزهم صابرين، وعبدالعزيز مخيون، ونضال الشافعي.
الوجه الآخر للتطرف فى «الداعية»
تأليف مدحت العدل، إخراج محمد جمال العدل وهو من الأعمال التي تناولت فساد حكم الإخوان وقياداتهم، كما تناول سياستهم وأفكارهم، وفى نفس العام مسلسل اسم مؤقت وهو من المسلسلات المهمة ويرصد الصراعات بين 3 مرشحين للرئاسة، أحدهم تابع للنظام القديم، والآخر ليبرالي، والثالث يمثل التيار الإسلامي، ويصل للحكم بتزييف الإرادة واستغلال الدين، فى إشارة واضحة إلى الانتخابات الرئاسية لعام2012، والتي فاز بها المعزول محمد مرسي.
ويعود عادل إمام فى عام 2015 لكن فى الدراما التليفزيونية ومسلسل أستاذ ورئيس قسم ويحمل مضمونه زوايا سياسية تتعلق بثورة 30 يونيو والصراع السياسى القائم بين عدد كبير من الأحزاب السياسية، وتنبأ بخطر جماعة الإخوان، ويجسد (عادل إمام) فى المسلسل شخصية أستاذ جامعى يسارى الفكر ويعمل فى كلية الزراعة وثائر على الأوضاع السياسية قبل ثورة 25 يناير 2011.
ثلاثية الاختيار ملاحم تاريخية
فى عام 2020 وحتى عام 2023 تسجل القوة الناعمة أروع وثيقة تاريخية ضد التطرف بثلاثية الاختيار إخراج بيتر ميمى وشارك فيها باقة من نجوم مصر من جميع الاجيال، فى مقدمتهم أمير كرارة وكريم عبد العزيز وأحمد مكى وياسر جلال وترصد الأجزاء الثلاثة الوجه القبيح للجماعة المتطرفة بالصوت والصورة وجهود أجهزة الدولة فى مكافحتها وأكبر ملاحم القوات المسلحة فى تتبعها والقضاء عليها بعد فضحها وعودة مصر إلى أحضان أبنائها المخلصين وإعادة بناء الجمهورية الجديدة واستعادة الوجه الحقيقى للشخصية المصرية وخلال السنوات الثلاث قدمت الدراما عملين فى منتهى الأهمية وهما«هجمة مرتدة » و«القاهرة كابول» ومجهودات الدولة فى كشف مخططات الجماعات الإرهابية واستهداف مصر فى الداخل والخارج وحققت هذه الأعمال نجاحا كبيرا بفضل مصداقية الأحداث من قلب الواقع ومن واقع سجلات رسمية لتكون أفضل امتداد للجيل السابق لهم.
رائعة «الحشاشين» وجذور التطرف
وفى واحدة من افضل اعمال الدراما الوطنية قدمت القوة الناعمة مسلسل «الحشاشين» تأليف عبدالرحيم كمال وإخراج بيتر ميمى بطولة كريم عبدالعزيز الذي كشف جذور الإرهاب وتاريخهم الأسود من 1000 عام والذي يروى فصلاً مهماً فى تاريخ المنطقة التي نعيش بين تقلباتها السياسية والدينية، ويلامس المسلسل وطأة الواقع الذي تنتعش فيه الجماعات الطائفية والتي تمارس القتل على أساس الهوية، وتفتح دائرة الاغتيالات حتى آخرها، وتقبض على التاريخ بعنف ودموية لتحقيق سيطرتها ونفوذها بشرعية مقدسة وأحكام إلهية مزعومة يخدعون بها أتباعهم لتحريضهم على السمع والطاعة وتنفيذ ممارساتهم الإجرامية.