وليد العدوي
عبدالواحد وسامي في خدمة الدور المجتمعي للرياضة المصرية
نشر مدرب المنتخب الوطني محمد عبدالواحد عبر صفحته الشخصية على «فيسبوك»، نبأ زيارته إلى مدارس منشأة القناطر، رفقة صديقه المهندس ماجد سامي رئيس نادي وادي دجلة، بهدف مساعدة الطلاب الموهوبين لرعايتهم رعايه كاملة في مشروع كبير جدا، موجها شكره الشخصي لجهود ماجد في هذا المشوار.
وقال عبدالواحد: انتظرت قليلا، أملا في القاء الضوء على الحدث الذي قد يبدو للكثيرين بسيطا، لكن في جوهره مضمونا عظيما إنسانيا ومجتمعيا، فكانت الطامة الكبرى، لا حياة لمن تنادي، وظلت كعادتها البرامج الرياضية ومختلف وسائل الإعلام مشغولة بأجندتها اليومية التقليدية الخاصة بالقطبين الأهلي والزمالك وما يصنعه نجومهما، في مشهد عبثي من الطراز الأول، أن تتجاهل حجم الدور الإنساني الذي تطرق إليه عبد الوحد وسامي، رغم مشاغلهما الجسيمة.
لم ينس الساعد الأول في الجهاز الفني للمنتخب الوطني محمد عبد الواحد، ونجم الزمالك والترسانة الأسبق دوره كنجم كرة قدم، وهو بالمناسبة الدور المطلوب من كل رياضي مشهور، هكذا تسير أوروبا والدول المتقدمة، بل تشترط تلك الزيارات في بنود عقود اللاعبين، فكان توارد الخواطر بين الأصدقاء عبد الواحد وماجد سامي رجل الأعمال المصري، مؤسس نادي وادي دجلة في 2002، ومالك نادي ليرس البلجيكي.
اعجبت جدا بتهافت الأطفال في مدارس منشأة القناطر على النجمين عبد الواحد وسامي، حيث وعد الأخير بتبني المواهب الشابه والطموحة في مختلف المجالات الدراسية والرياضية، أي نجاح وفرحة تلك التي تضاهي هذه اللمسة الإنسانية الفريدة والبريئة والخالصة لوجه الله؟، فمدارس منشأة القناطر لا هى صوت انتخابي، ولا تقع في منطقة حيوية يمكن لمن يمر من خلالها تحقيق مكاسب جماهيرية أو مادية، اطلاقا، هى بعيدة كل البعد عن الاهتمام والأضواء.
اشكر عبدالواحد من صميم قلبي على نشر الفيديوهات التي نقلت لنا عمق المشاعر الدافئة من الأطفال، وهم يتعلقون في أكتاف سامي وعبد الواحد ومعهما حسن الشامي لاعب المقاولون العرب السابق، كما لو كانو بالنسبة لهم طوق نجاة، طوق نجاة من أهمال أو غياب وسط النسيان لقطاع مهم في المجتمع، فمن أجل هؤلاء خلقت الرياضة بشكل عام، وخلدتها كرة القدم بشكل خاص.
فدور النجوم ليس تسجيل الأهداف فحسب، إنما لهم دور محوري في المجتمع، هكذا التفت عبد الواحد بصحبة سامي في تحرك حميد، أرجو أن يلقى اهتمام الجميع، كما يجب تكراره، وليس أسطورة مصر والعرب وأفريقيا وليفربول الإنجليزي محمد صلاح ببعيد، والذي يقوم بمثل هذه الأنشطة المهم في المجتمع مع ناديه الإنجليزي، ومن قبله روما الإيطالي، وجميع اللاعبين في القارة العجوز دون استثناء، ومن بين شروط التقاعدات مع كبار النجوم وحتى الأنصاف منهم، القيام بأعمال الخير في رسالة سامية للرياضة والرياضيين.
فبقدر اشتهار لاعبي كرة القدم بمهاراتهم العالية وقدرتهم على إسعاد الملايين حول العالم، يظل ما لا يعرفه الكثيرون هو الدور الكبير الذي يلعبه هؤلاء النجوم في المجتمع، فبجانب تألقهم على المستطيل الأخضر، يحرص العديد منهم على ترك بصمة إيجابية في المجتمعات التي يعيشون فيها.
تتجاوز مساهمات لاعبي كرة القدم حدود الملعب، حيث يقوم العديد منهم بإنشاء مؤسسات خيرية لدعم القضايا الإنسانية المختلفة، فنجد بعض النجوم يتبنون قضايا الأطفال المشردين والمرضى، بينما يركز آخرون على دعم التعليم والصحة في الدول النامية، كما يساهمون في حملات التوعية بأمراض خطيرة، ويعملون على نشر ثقافة التسامح والسلام.
يمتلك لاعبو كرة القدم قوة تأثير هائلة على الجماهير، خاصة الشباب، وبفضل شهرتهم الواسعة، يستطيعون تحويل أنظار العالم إلى قضايا مهمة، فعندما يتحدث لاعب كرة قدم مشهور عن قضية ما، فإن صوته يصل إلى ملايين الأشخاص، مما يدفعهم للتبرع أو المشاركة في العمل التطوعي، كما يصبح هؤلاء اللاعبون قدوة للشباب، حيث يحفزونهم على تحقيق أحلامهم والعمل من أجل مجتمع أفضل.
لا يقتصر دور لاعبي كرة القدم على المبادرات الفردية، بل يتعاونون أيضًا مع المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني، فكثير من النجوم يشاركون في الحملات التي تنظمها هذه المنظمات، مثل حملات مكافحة الجوع والفقر، كما يساهمون في جمع التبرعات اللازمة لتنفيذ المشاريع الإنسانية في مختلف أنحاء العالم.. هذه نماذج العالم، ونحن لدينا عبد الواحد وسامي، شكرا لكما.