عصام عبد الجواد
أشبال الخلافة
تساؤلات كثيرة أصبحت تفرض نفسها اليوم بخصوص المرحلة المقبلة بعد أن أصبحت سوريا فى أيدى التنظيمات المسلحة، التي كانت محظورة من قبل بل وصنفها تنظيمات إرهابية شديدة الخطورة على المجتمع الدولى وعلى منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية خاصة، وما يهمنا فى هذا الأمر الأكثر خطورة هو موقف الأطفال الذين ولدوا على أرض الجهاد فى سوريا والذي أطلق عليهم وقت سيطرة تنظيم داعش أشبال الخلافة المزعومة التي ادعى التنظيم الإرهابى داعش أنه يسعى لتطبيق الخلافة الإسلامية فى دولته الوهمية فى العراق وسوريا وما يخصنا فى هذا الأمر هو الأطفال الذين ولدوا من آباء جهاديين والكثير منهم بلا جنسية فقد تناولنا فى المقال السابق كيفية سيطرة هذه التنظيمات على الأطفال وكيف استطاعت غسل أدمغتهم بل وقام البعض منهم بتنفيذ عمليات إرهابية فى الكثير من المناطق، فبعد تحرير أغلب الأماكن فى سوريا وسقوط نظام بشار الأسد أصبحت التساؤلات حاليًا ما هو مصير ما بقى من أعضاء التنظيم الذين دخلوا سوريا وانضموا إلى هذه التنظيمات وأصبح لهم أشبال صغار كانوا لا يحملون جنسية ومن الممكن أن يحملوا اليوم الجنسية السورية ويستطيع والده أو ولدته على المدى البعيد أن يعيده إلى موطنه الأصلى فأطفال الخلافة ولدوا خلال السنوات الأخيرة بمناطق كانت تحت سيطرة التنظيمات المسلحة وليس هناك إحصائيات محددة موجودة بخصوص عددهم وهل هم مئات أم آلاف أم أكثر أو أقل كل ما يعرف هو عندما تم إعلان الخلافة المزعومة من تنظيم داعش وإخوته فى عام 2014 كان التنظيم قد فكر فى مستقبل من سيعيشون تحت ولائه فمؤسسو التنظيم الإرهابى كانوا يدركون جيدا بأنه لتأسيس دولة يجب أن يكون هناك شعب فلذلك قاموا بجلب نساء لإنجاب ولإرضاع الأطفال على أن يتم من الصغر تدريبهم على الجهاد، ففى تقرير تحت عنوان «أطفال الدولة الإسلامية» نشرته فى مارس 2016 مؤسسة «كيليام » وهى معهد للأبحاث حول الإسلاميين والتطرف الإسلامى مقرها لندن تبين أن 31 ألف امرأة حملت فى الأرض التي كان يسيطر عليها المسلحون فى الفترة ما بين شهر أغسطس 2015 وفبراير 2016 ومنذ صغر سن هؤلاء الأطفال عمل التنظيم الإرهابى على غسل أدمغتهم ليتم استخدامهم بعد ذلك كجواسيس أو وعاظ أو جنود أو انتحاريين أو ذئاب منفردة فى المكان الذي يريدونه .. كما كان التنظيم يتحكم فى النظام التربوى فى كل منطقة كان يسيطر عليها ليقوم بتكوين جيل يضمن له الخلافة على المستوى العسكرى والأيديولوجى ، وأفاد التقرير أن التنظيم الإرهابى يعتبر الأطفال بمثابة صفحات بيضاء يمكن طباعة الأيديولوجية الإسلامية المتطرفة عليها منذ الصغر، والآن بعد أن تغير الوضع وأصبحت سوريا محررة على يد الجماعات المسلحة وأصبح هؤلاء الأطفال فى مأمن تام هم وقياداتهم وأعضاء تلك التنظيمات ماذا سيكون رد فعل هؤلاء الأطفال بعد أن كبروا وتشبعوا وتدربوا على أيدى هذه التنظيمات وماذا لو عادوا إلى بلادهم؟ .. فبعد أن كانت أوروبا تطالب بتسليم أبنائها ممن ولدوا فى هذه الأماكن لإعادة تأهيلهم نفسيًا ولم تستطع إخراج إلا عدد قليل منهم فماذا لو عادوا بشكل طبيعى اليوم هل سيكون نفس الإجراء مع من أجبروا على العودة سابقًا وماذا سيفعل هؤلاء فى المستقبل .. ندعو الله أن يعودوا إلى طبيعتهم التي فطرهم الله عليها.
حفظ الله مصر قيادة وجيشًا وشعبًا.