روائية إماراتية: الرواية التاريخية تفقد الجانب الإبداعي عندما تعتمد أحداثها على التاريخ المجرد
أ.ش.أ
أكدت الروائية الإماراتية ريم الكمالي أن الرواية التاريخية تفقد الجانب الإبداعي عندما تعتمد كلياً في شخوصها وأحداثها على التاريخ المجرد ولا تترك مساحة للمخيلة، وقالت إنها في روايتيها (سلطانة هرمز) 2013، و”تمثال دلما” 2018، اعتمدت على توظيف الأمكنة التاريخية فقط لكي تعيد بناء عوالمها بقالب روائي، عبر ابتكار أحداث وشخصيات من المخيلة.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات الدورة الـ 40 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، بعنوان "الرواية ذاكرة تحفظ المكان والزمان" أدارتها الشاعرة أمل إسماعيل، وتحدثت فيها الكاتبة ريم الكمالي عن تجربتها من زوايا مختلفة، ركزت فيها على صلتها بالمكان كمحرض على الكتابة.
وعن رواية "تمثال دلما" أشارت الكمالي إلى أنها كتبتها لتتعرف من خلالها على حياة سكان الجزر وشعورهم نحو المكان وظروف المناخ والبيئة الطبيعية من حولهم، ما اضطرها بعد الانتهاء من كتابة الرواية إلى السفر للبحرين وإلى جزيرة دلما في أبوظبي، وعقب معايشتها لأمكنة النص على الواقع قامت بإعادة صياغة روايتها، لأنها تعتبر الكتابة الثانية والمراجعة هي المرحلة الأكثر أهمية والتي تأخذ منها وقتا أطول من الكتابة الأولى للنص.
وحول روايتها الجديدة "يوميات روز" الصادرة مؤخرًا عن دار الآداب اللبنانية، كشفت أن فكرة كتابتها ولدت أثناء مشاركتها في ندوة طرح خلالها سؤال حول من هي أول امرأة كتبت ونشرت نصاً أدبياً في دبي، ومن وحي النقاش تبلورت الفكرة وأنجزت روايتها التي يدور زمنها في منتصف ستينيَّات القرن الماضي، قبل قيام الاتحاد في دولة الإمارات.
وتحدثت ضيفة الجلسة عن صلتها بالأمكنة وتحولاتها، وتناولت حضور ذات الكاتب في روايته، وأبدت انحيازها لتجريد السرد من واقع الكاتب وحياته لصالح الخيال.
وردًا على سؤال حول موجة كتابة الرواية التي أنتجت كثافة في الأعمال المطبوعة، رأت أن الزمن كفيل بغربلة الأعمال وأن الشهرة مسألة سطحية بالنسبة للروائي، وقد تفيد نجوم السينما وغيرهم، أما الكاتب فإن العزلة تفيده أكثر ليبدع في عمله.