عاجل.. تركيا تستعد للحرب ضد أحفاد صلاح الدين في سوريا
عادل عبدالمحسن
أفادت صحيفة "حرييت" التركية أن العد التنازلي لعملية أنقرة العسكرية المقبلة في شمال سوريا ضد الأكراد الذين ينحدر منهم السلطان صلاح الدين محرر القدس من يد الصليبيين، قد بدأ.
وفي ضوء الأحداث الأخيرة، فإن المفاوضات مع القوات الكردية، وخاصة حزب العمال الكردستاني "PKK" ووحدات حماية الشعب "YPG"، مستبعدة.
ووضع الجيش التركي، بحسب مصادر عسكرية، في حالة تأهب قصوى، مما ينذر باحتمال اندلاع أعمال قتالية في المستقبل القريب.
وكان وزير الخارجية التركي فيدان كاهان، قال مؤخراً الأكراد، إنه إذا تم تجاهل هذا التحذير فإن العملية ستبدأ دون تأخير.
وتعتبر السلطات التركية هذه الجماعات الكردية المطالبة بحقوق الأكراد منظمات إرهابية تشكل خطرا على الأمن القومي التركي.
منذ بداية الصراع السوري، نفذت تركيا عمليات عسكرية متكررة في سوريا لمكافحة الأكراد المطالبين بحقوقهم، مما أدى إلى السيطرة على أجزاء من شمال سوريا، وإنشاء مناطق آمنة للاجئين السوريين.
لكن من وجهة نظر القادة الأكراد، يبدو الوضع مختلفًا، حيث تلتزم قيادة حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب بالمفاوضات، بحجة أن تركيا والقيادة السورية الجديدة هي التي ترفض الحوار.
وأعرب الممثلون الأكراد عن مخاوفهم من أن يؤدي نزع السلاح في ظل الظروف الحالية إلى تدميرهم بالكامل كقوة سياسية وعسكرية في المنطقة.
ويؤكد الأكراد أن المفاوضات ضرورية لضمان سلامة السكان الأكراد في شمال شرق سوريا، الذين عانوا بالفعل من عواقب العمليات التركية وتقدم الجماعات الإرهابية.
وقال الأكراد إن الأحداث الأخيرة في سوريا، بما في ذلك سقوط نظام بشار الأسد وصعود قوات جديدة مدعومة من تركيا إلى السلطة، تزيد من تعقيد الصراع المعقد بالفعل.
وهذا لا يؤدي فقط إلى تعقيد الوضع بالنسبة للأكراد، الذين سعوا إلى الحكم الذاتي في شمال شرق البلاد، ولكنه يعقد أيضًا الرد الدولي على عملية تركية محتملة.
وأصبحت الولايات المتحدة، التي دعمت سابقًا القوات الكردية في الحرب ضد داعش، الآن مضطرة إلى الموازنة بين دعم حلفائها ومراعاة مصالح تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي.
ومن الممكن أن يؤدي أي هجوم تركي جديد على المواقع الكردية إلى إثارة موجة جديدة من اللاجئين وتفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة، حيث عانى بالفعل عدد كبير من المدنيين.
ويراقب المجتمع الدولي، وخاصة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، الوضع عن كثب، ويدعو إلى وقف التصعيد والحوار. ومع ذلك، ونظراً للخطاب التركي الحالي والاستعدادات العسكرية، فإن احتمال القيام بعملية عسكرية لا يزال مرتفعاً، مما قد يؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة التي تمزقها الصراعات بالفعل.