تعرف على سمات التطرف الفكري وأهم أغراضه
السيد على
رصد الدليل المرجعي لمواجهة التطرف، الصادر عن دار الإفتاء المصرية، مراحل التطرف وأشكاله، كما عرف التطرف الفكري ورصد سمات التطرف الفكري وأهم أغراضه.
ربما يعجبك
التطرف الفكري
يعرف الفكر: أنه المعقولات والمعاني التي تنتج عن تفكير البشر، وتأخذ شكل عقيدة أو مبدأ يؤمن به، فتكون منه العقائد والتصورات البشرية، وتكون باعثة ومؤثرة على السلوك ؛ حيث لا يكتفي ذلك التعريف بوصف الفكر بكونهحركة عقلية يثيرها شيء ما أو تبغي الوصول إلى التعرف إلى مجهول ، وإنما أشار إلى كونه معبرا عن العقيدة والمبادئ الناشئة عن تفكير البشر، والتي كانت قبل مجرد معقولات ومعان.
ويعتبر التطرف الفكري هو المرحلة الأولى التي تمثل الشكلالأول من أشكال التطرف، وفي تلك المرحلة يتخذ المتطرف موقفا فكريا وسلوكا متجاوزا لحد الفهم الجمعي لمجتمعه، أوللتيار الرئيسي الذي ينتمي إليه.
فالمتطرف فكريا تبدأ قناعته الشخصية وافكارة في الابتعاد تدريجيا عن حدود الاستقامةوالاعتدال، وتقترب من الغلو والأحكام الصدامية، فعلى سبيلالمثال فإن صاحب التوجه العنصري تجاه أصحاب البشرة السوداء يتخذ مقوفا فكريا وسلوكا يتجاوز حد المبدأ الجمعيلمجتمعه الذي ينبذ العنصرية والتطرف بهذا الشأن، وعلى ذلكالمتطرف بشأن الدين وغيره.
سمات المتطرف فكريا
وفي هذه المرحلة تتسم عقلية المتطرفبعدة سمات تؤثر في استعداده الفكري والثقافيوفي انتقاله في مراحل التطرف، وأبرز تلك السمات هي:
- الولاء لأصحاب الفكر المتطرف يكون مقدماعلى ولائه للفكرة ذاتها ،فولاء المتطرفينالمنتمين للتنظيمات الإرهابية مقدم علىولائهم للإسلام .
- التشبث بالأفكار القديمة وتقديسهاورفض كل ما هو جديد أو تمييز بين الخطأوالصواب مما تحملهمما يصيب المتطرفبالجمود وإلغاء الدور النقدي للعقل .
- المنهج الصدامي مع كافة التيارات والأفكارالمخالفة؛ سواء أكانت تلك التيارات تنتمي لذات الدين والجنس والعرق أم لا.
- تشويه الحقائق: وهي سمة يتسم بهاالفكر المنحرف، فتعطيه القدرة على قلبالمفاهيم وطمسها، وتقديم أدلة وبراهينغير كافية أو مناقضة للواقع.
- الانغلاق على النفس ورفض أي فكر مخالف حتى لو كان صوابا ما دام لم يخرجمن بين المتأثر بهم أو المنتمي لهم صاحبالفكر المتطرف .
- غياب فكرة النقد الذاتي، وهي التي تحول أفراد تلك الجماعات المتطرفة فيما بعدإلى عقليات ذات أفكار متجمدة غير قابلة للتطوير.
- غياب فكرة الحوار والتسامح، مما يعزز منفكرة التكفير، ويؤسس لمظاهر العنف فيما بعد.
أهم أغراض التطرف الفكري:
1- حشو أذهان أفراد المجتمع –لا سيما شبابه- بأفكار لا تنسجم مع الأفكار الأصيلة التي تتوافق مع ثوابت المجتمعفي مختلف عناصر الثقافة المرغوب فيها.
2- التشكيك في صحة الأفكاروالممارسات التي لها مرجعية ثابتة، ممايتسبب في إحداث ازدواجية في الفهم،ومن ثم ارتكاب السلوك الانحرافي.
3- إضعاف وحدة المجتمع وتمزيق تماسكهوتوزيعه على كيانات واتجاهات ذاتانتماءات مختلفة.
4- تشويهه صورة الإسلام والمسلمينونعتهم بأوصاف مضللة؛ للتقليل من أهمية الإسلام كدين ومنهج، وللتقليل من أهمية المسلمين كبشر مثل غيرهملهم خصوصية في الفكر والمنهجوالسلوك.
5- إحداث اعتداءات فادحة على النفس أوعلى الآخرين أو على المجتمع وإلحاقصور من الأذى المغلظ؛ لإجبار صناع القرار في المجتمع على تنفيذ قناعاتهم المفروضة عليهم .
6- إيجاد أجيال ذات عقول بسيطة لا تفرق بين الحق والباطل، ولا تنظر إلا على السلبيات، وتغفل الإيجابيات، وتنبهر بما لدى الغير، وتتنكر على التاريخ والتراث.
7- إيجاد أجيال تتهاون في احترام حقوق النفس وحقوق الآخرين، كما تتهاون في أداء الواجبات على نحو سليم.
8- نبذ الوسطية؛ وذلك بالغلو في الدينأي بالتعصب للجماعة، والغلو في قائدها، والتكفير بالمعصية، وتكفيرالحاكم بغير ما أنزل الله، وتكفير الخارج عن جماعتهم، والقول بجاهليةالمجتمعات المسلمة المعاصرة، والحكم على بلاد المسلمين بأنها دار كفر، واستحلال الدماء والأموال بناء على ذلك، وتحريم الطيبات، والغلوبتحريم العمل في الوظائف الحكومية.
9- تغيير المعاني الصحيحة للمفاهيم، فمثلا يعتبر الانتحار جهادا، وقتل النفس بغير حق استشهادا.
شاهد أيضاً
جوجل نيوز
