

محمد قبيصي
ماء ودماء العرب "2"
قبل أن أستكمل ما كتبته وقلته عن أبناء العرب شعوباً وأقطارا نظرت إلى السماء قليلا فنحن في هذه الأيام في أيام مفترجة ومحبوبة ومحفوفة بكثير وكثير من العلم والإيمان لدى الرب والعبد.
أمتي العربية الحبية أعداؤكم لن ينالوا منكم بكثرة جيوشهم أو أسلحتهم ولكن تغلبهم عليكم يتحقق بعدم يقينكم وإيمانكم بأن العرب إخوة قادرون على صناعة المستحيل فالتمكين لنا يأتي إلا بعد تطابق القول مع العمل ورص الصف لخلق حضارة عربية بمواصفات عالمية وهذا ليس صعباً ولا مستحيلاً.
كفانا نعرات إقليمية وخلافات فكرية وحزبية بين هنا وهناك فاحسنوا الظن بأهل السياسة والدبلوماسية والرأي العام لأنهم يعرفون أكثر منا هموم ومشاكل العرب ومكلفون منا كشعوب بالقضاء عليها وهم قادرون على ذلك فجامعة الدول العربية تعيش تحت ضغط لكي تنحل وتنهار وأبدا أبدا لن يحدث ذلك.
يا رجال الأمن والأمان مصرياً وعربياً.. وزراء الداخلية العرب في كل مكان نحن نصبح ونمسي في أمن وأمان وهذه نعمة ما بعدها نعمة فلتعرفوا أن دوركم كبير والمحن والفتن التي تستهدفنا أكبر وأكبر فالناس العرب أمنهم في رقبتكم وهم أبناؤكم وأحبابكم فحافظوا علينا وعلى دمائنا بقدر المستطاع.. ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
العلماء العرب في كل التخصصات.. هل الأمة العربية الآن مؤهلة لقيادة البشرية على هذا الكون وإصلاح المعمورة أم نحن أقل من ذلك؟ أنتم درستم التاريخ فنريد أن يتحقق ما سبق نريد السيادة عليطى العالم ليس بهدف الاحتلال والاستعمار بل بهدف نشر تاريخنا وأمجادنا ومدى قوتنا وعزتنا.. فكيف نتقي كل ما يضعف هذه القوة ويقتلها وأنتم العلماء والمفكرون العرب ونفتخر بكم.
آباء التعليم أساتذة الجامعات أيها المعلم والمدرس والبروفيسور واجهوا من يخرب التعليم العربي ويدخل عليها تعليما أجنبيا جافا خاليا من الأخلاق والقيم.. فالمناهج العربية التعليمية يجب أن تواكب العصر الحديث لا أن تنغلق وتنحصر، ويقولون إنها مناهج تدرس العنف والتطرف وقم للمعلم وفه التبجيل.
أهل الاقتصاد والمال والأعمال في العالم العربي نريد أن يتحرر اقتصاد دول الشرق الأوسط من التبعية للاقتصاد الغربي الأجنبي فكيف يحدث ذلك؟.. المال هو عصب الحياة والتنمية والنمو والصناعة حلم عربي قديم جديد فالسفهاء الآن يستغلون أسواق العرب لترويج بضاعتهم فتحولنا إلى أمه آخذة ومستهلكة لأنهم صنعوا لنا كل شيء ولم يعطونا الفرصة أن نصنع شيئا الا ما رحم ربي.
مشايخنا في المساجد العامرة.. آباؤنا بالكنائس والأديرة.. العالم الشرير يريد أن ينقض علينا.. وقوى الشر عندما تختلف يتركون كل الأسباب ويفكرون في العرب والبلدان العربية فلم يرحمونا ولم يشفقوا علينا وهم يتذرعون بكل وسيلة في إيقاع الضرر بقطبي الأمة مسلمين وأقباطا بهدف تفريق شملنا وقتل الوحده بينا.. يا رجال الأزهر والكنيسة هذه قضيتكم ودوركم في التوعية والتحصين الديني والأخلاقي والرعاية الأسرية فبدونكم سنقع بين مخالب الإرهابيين والمتطرفين وتجار الدين.. فلتكن كلمة الدين واحدة وقوية وواضحة ومواكبة لكل الأحداث والمجريات.
شباب العرب فتيات العرب زهور البراءة والأمل.. التكنولوجيا التكنولوجيا يا شباب فهي سلاح ذو حدين.. اعلموا تماماً أنكم الهدف الأكبر لدى الغرباء وبالنسبة لنا فأنتم كل ثروتنا وعزتنا. ومكائد الغرب بالفتيات العربية واضحة وظاهرة فلتقدمي لهم العكس كفتاة عربية تفتخر بتربيتها وثقافتها العربية الأصلية.
أهل الفن والإعلام والصحافة والثقافة والأدب العربي والإبداع.. ليس ما تقولونه هباء بل هو رسالة سامية وكلام لا يستهان به، في أيديكم إعلام مقروء ومسموع ومرئي استخدموه أحسن استخدام في نقل إبداعات العرب وليس إبداعات الغرب استخدموه في تقوية الروح المعنوية لكل الكادحين والعمال والفلاحين، استخدموه في نقل ورصد حجم الإنجازات والبطولات للجيوش العربية العسكرية ورجالها البواسل في المعاهد والكليات والمدارس الحربية لكي يشاهدوا ويعرفوا أننا مستعدون ليل نهار.
حكام العرب صانعو القرارات أصحاب المسؤوليات الوزراء وأعضاء المجالس والبرلمانات حفظكم الله.. الرعيه سكانها لا حصر له وأحلامهم أكثر.. فالعمل العمل ليس أمامنا إلا هو، الكل يبحث عن فرص عمل بدلا من هجره العقول للخارج الأوروبي والأمريكي لا بد أن يكون لكم وقفة وأنتم ذو قوة وصبر مع من تسبب في هجرة العقول العرب وحصر تفكيرهم في جني المال مقابل إعطاء عقولهم لشعوب غيرنا ثم نعود ونستورد ما نجحوا فيه فلتحافظوا عليهم يا أصحاب المسؤوليات ولتكن الوظيفة هي طوق النجاة تحمل لصاحبها العيش الكريم والذكرى العطرة.
أصحاب الحريات وحقوق الإنسان العرب.. لماذا أنتم متخاصمون مع بسطاء الشارع العربي انزلوا للناس ووضحوا لهم مفهوم الحريات والديمقراطية والقبول بالآخر، قوموا بزيارة النجوع والقرى وشاهدوا واسمعوا ماذا يقول لهم دعاة الفتنة ومندوبو الإخوان والدواعش والمكفرون والتكفيريون.. ليس الغرب فقط هو واحة الديمقراطية، فللعرب ديمقراطيتهم أيضا التي تناسب طبيعتهم ومجال الحرية مفتوح ومصان فلتوضحوا ذلك للناس يا أصحاب الاتجاهات العالمية والحريات وعلى وجوهكم الابتسامة والأمل.
"إن مصر التي هزمت الإرهاب من قبل لقادرة بتصميم وإرادة شعبها علي دحره والقضاء عليه فمصر لا تدافع عن نفسها فقط ولكن تدافع عن الإنسانية بأكملها من هذا الخطر المحدق بها.. إن مصر تحتفظ لنفسها بحق الرد وبالأسلوب والتوقيت المناسب للقصاص من هؤلاء القتلة والمجرمين المتجردين من أبسط قيم الإنسانية".
من كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية بعد مقتل المصريين المختطفين في ليبيا على يد عناصر تنظيم داعش الإرهابي.