عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
مواجهة التطرف
البنك الاهلي

تعرف على الدوافع النفسية للتطرف وفقا للدليل المرجعي لمواجهة التطرف

رصد الدليل المرجعي لمواجهة التطرف الصادر عن دار الإفتاء المصرية، الدوافع النفسية للتطرف. 
 
 
وفي مقدمة المبحث، قال الدليل إنه لا يولد أحد متطرفا، بل يتجه إلى التطرف مدفوعا بعدة عوامل متنوعة ومتشابكة، وتأتي أهمية دراسة تلك الدوافع من كونها المدخل إلى تفسير الظاهرة، وفهمها فهما دقيقا، مما يساعد على وضع استراتيجيات الوقاية والمكافحة.
 
وبعيدا عن المقاربات النمطية التي تبنت الدافع النفسي فقط، أو دافع الدين فقط لتفسير ظاهرة التطرف، فإن الدراسات النظرية والميدانية ودراسات الحالة، أثبتت أن دوافع التطرف متعددة الاتجاهات، فقد تكون سسيولوجية أي اجتماعية، أو دينية، أو سياسية، أو نفسية ، وأن محاولة تفسير الظاهرة في اتجاه واحد فقط قد يكون تبسيط مخلا يؤدى إلى قصور في فهم الظاهرة وتحليلها.
 
 

- الدوافع النفسية

 
 وتناول الدليل والدوافع النفسية للتطرف ، وقال إن الاتجاه النفسي لتفسير ظاهرة التطرف في مقدمة الاتجاهات الدراسية التي اهتمت بالظاهرة وبيان دوافعها، ولاقى ذلك الاتجاه قبولا، حتى أن البعض ربط بين التطرف وبين الاضطرابات النفسية بشكل سببي، فحكم على كل متطرف بأنه يحمل نوعا ما من الاضطرابات النفسية. 
 
 
ُ
والحقيقة أن الدوافع النفسية لها دورها الذي لا يمكن أن ينكر فى الدافع في اتجاه التطرف، إلا أنها ليست الدوافع الوحيدة التي يمكن أن تكون سببا في تحول الشخص نحو التطرف، وفي دراسة أجريت على نحو 60  إرهابية كولومبيا مسجونين بتهم تتعلق بالقتل الجماعي، والاغتصاب،  والاتجار بالمخدرات ، تبين أن غالبيتهم  لا يعانون من أمراض نفسية، بل تكمن المشكلة في اعتقادهم الزائد في أن الغاية تبرر الوسيلة، مع تحييد أي عواطف وكوابح أخلاقية، ما دام هناك مكاسب مادية من وراء العمل، وقد أجريت دراسة موسعة في عام 2011م، أظهرت أن معظم من يرتكبون جرائم القتل الجماعي لا يعانون أمراضا نفسية واضحة ، بمكن ربطها سببا لارتكاب تلك الجرائم.
 
ونرصد لكم أبرز الدوافع النفسية للتطرف حسبما جاء فى الدليل المرجعي لمواجهة التطرف الصادر عن دار الإفتاء. 
 

- الإحباط

 
تعتبر نظرية " الإحباط أو العدوان" من أكثر النظريات شهرة وقبولا في تفسير ظاهرة التطرف، وذلك الاحباط المراد يتولد نتيجة ارتفاع في توقعات الشخص بالنسبة إلى إشباع لواقع الشخص وظروفه حاجاته، ولكن لا يتمكن إلا من إشباع قدر أقل بكثير من توقعاته، مما يدفعه إلى "العدوان" حيث يتم إحلال ذلك العدوان في غير محله، بمعنى أن في مجال  ذلك الشخص لو توقع مستوى وظيفي معين، ثم تم رفضه من العديد من الشركات التي تعمل في ذلك المجال، فإن ذلك الشخص يشعر بالاحباط، ويتولد عنده غضب شديد يقوم بإخراجه في غير محله، كأن يعتدي على أخيه الصغير عند عودته من مقابلة عمل فاشلة، ونحو ذلك. 
 
وعلى هذا النحو يدفع الاحباط الشخص إلى السلوك العنيف، ومن ثم تزيد فرص انضمامه إلى التنظيمات المتطرفة أو تبنيه للأفكار التي تعتمد العنف خيارا اساسيا.
 

- الشعور بالدونية او ما يعرف " بعقدة النقص" 

 
 
 
 تبنت العديد من الدراسات النفسية الشعور بالنقص والدونية كأحد دوافع التطرف ، لما يتولد عن تلك العقدة من شعور بعدم الامان، مما يدفع الشخص إلى محاولة تحقيق ذلك الامان عن طريق الانتماء لاحدى الجماعات المتطرفة التي توفر له ذلك الشعور، ويشعر من خلالها بالقوة والسيطرة. 
 
إن مثل هذا الفرد مصاب بحالة مرضية شديدة تتطلب منه دائما الحصول على المزيد من القوة، ويحاول دائما تأمين وضعه في الحياة من خلال بذل جهود غير عادية وباستخدام ردود فعل عنيفة وبدون صبر وبدون أي اعتبار للاخرين، ويتسم سلوك هذا الشخص بسعيه الحثيث المتسم بالعصبية والتسرع نحو تحقيق هدف مبالغ فيه للسيطرة والهيمنة على الآخرين. 
 

- تضخم الأنا 

 
 
 
تضخم الأنا هو شعور الفرد بالكبر والاهمية الزائفة، وتتسم تلك الشخصية بالانفعالية والحدة مما ينعكس على أسلوب تصنيفه ورؤيته للأشخاص، والتي غالبا ما تكون اثنينية لا توسط فيها، "صديق- عدو"، "مؤمن- كافر" ونحو ذلك، مما يؤثر على سلوكه وقراراته، وهذا الدافع يتشابك في طرقه مع رغبة الشخص في التميز، فتلك الرغبة في التميز عن المجتمع والبيئة المحيطة بالشخص تمثل دافعية كبيرة تجاه العديد من السلوكيات المتطرفة .
 
 
 

- أحادية التفكير 

 
ان الشخص الذي يتسم بأحادية التفكير لا يستطيع مواجهة الضغوطات النفسية التي يتعرض لها؛ لأنه لا يملك استخدام الوسائل الدفاعية أو طرق التكيف الصحيحة والناضجة، بل إنه يفكر دائما بين طرفي النقيض، ولا يملك أحكاما متوسطة على الاشياء، فهو إما ناجح وإما فاشل، وإما منبوذ من مجتمعه أو محبوب من مجتمعه، وهكذا، مما يمهد الطريق أمام اعتناق ذلك الفرد للفكر المتطرف ومن ثم انخراطه في الجماعات المتطرفة لإحساسه أن تلك الجماعات تملك ما يفتقده في مجتمعه، وتمثل ماذا وملجا صحيا بعيد عن بيئته التي لا يستطيع التعايش معها.
 
 
 

 - الاضطرابات الذهانية

 
 
ويصاب به بعض المرضى العقليين، وهو عبارة عن اضطرابات تجعل المريض بها يعتقد أنه المخلص أو القائد العظيم الذي يقود البشر، مما يؤدي إلى اضطرابات عنيفة عندما يفشل الفرد في كتمان تلك الاعتقادات أو محاولة الظهور وفق ما يعتقده، مما يعزز من احتمالية التطرف الفكري لدى هذا الفرد وسلوك المسالك العنيفة تجاه مجتمعه.
:

- الاندفاع الوجداني

 
 
 
الاندفاع الوجداني يراد به المبالغة في الانفعالات سواء كانت انفعالات الحب أو الكراهية أو الغضب، فصاحب الاندفاعات الوجدانية لا يمكنه التوسط واتخاذ مواقف معتدلة وناضجة تجاه مواقفه الحياتية، ومشاعره التي يشعر بها تجاه الاشخاص، ولذلك قد يدفع الحب الشخص المتسم بالاندفاع الوجداني إلى التطرف لمجرد وجود شخص يحبه في صف المتطرفين، فيميل إليهم بل وينضم إلى ممارساتهم السلوكية لمجرد تعلقه بذلك الشخص، وعلى العكس فإن كراهية الشخص لفرد أو لجماعة معينة قد يئول به إلى نفس الامر والاصطفاف مع أي فكر أو جماعة قد تؤدي ممارستها إلى إلحاق الأذى بذلك الشخص أو الجماعة، وهكذا فإن الاضطراب في المشاعر والمبالغة في ردود الأفعال قد ينتهي بالشخص إلى التطرف.
 

- الميول الانطوائية

 
 
الكثير من الدارسين يرى أن الشخص المتطرف قد يكون ممن يعاني بنسبة كبيرة من الانكفاء على الذات والانطواء؛ وإنما تعود العلاقة بين الانطواء وبين التطرف من جهة أن الجماعات المتطرفة عادة ما تستعمل خطابا بسيطا يعتمد خيارات أحادية، وهو ما يتواءم وطبيعة المنطوي الذي يفضل هذه الافكار ويشعر بالثقة تجاه أولئك الاشخاص، مما يجعله مرشحا بشكل أكبر من غيره للانضمام واعتناق تلك الافكار المتطرفة.
 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز