عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

وحيد حامد.. كلماته الأخيرة تلويحة وداع

وحيد حامد في كلمة بعد تكريمه
وحيد حامد في كلمة بعد تكريمه

ربما كانت كلماته الأخيرة في تكريمه الأخير تلويحة وداع، قرأناها في عيون فنانين لم يتمكنوا من تمالك مشاعرهم إزاء رؤية وحيد حامد وكلماته، بعد تكريمه بجائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر، خلال حفل افتتاح الدورة 42 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.



 

صعد حامد إلى المسرح ليسلمه المخرج شريف عرفة الجائزة، وانهمرت معها دموع النجوم، الفنانة لبلبة اغرورقت عيناها بالبكاء، وكذلك إلهام شاهين ويسرا، وأمينة خليل وعلا رشدي، اللاتي امتلأت عيونهن بالدموع تأثرا بكلمة الكاتب الكبير.

 

وبعد أيام من تكريمه، عقد الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد لقاء الوداع مع محبيه من الجمهور والفنانين، من خلال ندوة ضمن فعاليات المهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

 

الناقد طارق الشناوي رأى أن وحيد حامد قرر خوض المعركة حتى النهاية، فهو لم يكتب فقط أفلامًا استثنائية، صار قسط وافر منها أيقونات في تاريخنا السينمائي، ولكنه صاحب فكر قبل أن يكون صاحب فيلم، ويرصد كل التفاصيل ويواجه كل السلبيات التي تتربص بنا.

 

واعتبر الشناوي أن الكاتب الراحل استشرف في "طيور الظلام" صراع المجتمع المدني والحكم الديني، واعتلاء الإخوان الحكم بعد ثورة 25 يناير 2011 قبل أن تسقطهم، الإرادة الجماهيرية الشعبية في 30 يونيو 2013، وأراد الإخوان الانتقام من وحيد وقرروا إقامة دعوى قضائية ضده في العام الأسود الذي امتلكوا فيه زمام السلطة في أيديهم، فأشهر في وجههم الجزء الثاني من "طيور الظلام"، موضحا أن وحيد حامد لم يكن في الواقع لديه مشروع، لجزء ثانٍ، هو أساسًا ضد مبدأ استثمار النجاح للجزء الأول، ولكنه فقط أراد أن يرد عليهم بطريقته.

 

"أفضل تكريم هو ما ينبع من القلب، ودائما ما كان يكفيني جدا حب وتقدير الأصدقاء والزملاء وكل من وجد في أعمالي شيئا أحبه" بهذه الكلمات بدأ وحيد حامد الحديث عن اختياره للتكريم بجائزة الهرم الذهبي التقديرية، متوجها بالشكر لمهرجان القاهرة: "شكرا لكم لأنكم قدّرتم مشواري الطويل والمرهق في حب الوطن وحب الكتابة".

 

وعن هذا مشواره يقول وحيد حامد: "كنت ولا أزال ابنا مخلصا للشارع المصري، أعرفه جيدا ولست بغريب عنه، فعلى مدار رحلتي مع الكتابة، كنت أحصل على أفكاري من الناس، ثم أعيد تصديرها إليهم في أعمالي، لذلك سعادتي تكون كبيرة عندما يقابلني أشخاص تجاوزوا الخمسين من عمرهم، ويقولون؛ إنهم تربوا على أعمالي، حينها فقط أشعر أنني لم أقصر، وقدمت شيئا طيبا للناس".

 

وتابع: "منحت الكتابة كل الإخلاص، فلم أكتب حرفا إلا وكنت مقتنعا به تماما، وأيقنت منذ اللحظة الأولى أن شفرة التعامل مع الناس هي أن تكون صادقا معهم، فلم أخدعهم قط، واخترت أن تكون قضية العدالة هي التيمة الأساسية لأعمالي". وحيد حامد الذي كرمته الدولة المصرية بأرفع جوائزها، وهي "النيل"، بالإضافة إلى جائزة الدولة التقديرية، وجائزة الدولة للتفوق في الفنون، ولد في الأول من يوليو 1944، بمحافظة الشرقية، وتخرج من قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس عام 1967، ليبدأ بالتوازي رحلة البحث عن تحقيق حلمه في كتابة القصة القصيرة، فكانت أول إصداراته مجموعة قصصية بعنوان "القمر يقتل عاشقه"، ولكن فجأة تغير المسار، وتحول الاهتمام لكتابة الدراما بنصيحة من الكاتب الكبير يوسف إدريس، لتنطلق رحلة السيناريست وحيد حامد بين جدران ماسبيرو مطلع السبعينيات، بكتابة الدراما الإذاعية والتليفزيونية، قبل أن ينطلق في مجال الكتابة للسينما نهاية السبعينات، بفيلم "طائر الليل الحزين"، إخراج يحيى العلمي، الذي كرر معه التعاون عام 1981 في فيلم "فتوات بولاق" عن قصة لنجيب محفوظ.  ورغم أن مسلسل "أحلام الفتى الطائر" إخراج محمد فاضل، كان بداية سطوع نجم وحيد حامد ككاتب عام 1978، فإن هذه النجومية تأكدت في رحلته السينمائية التي تعاون خلالها مع مجموعة من أبرز مخرجي السينما المصرية، كان صاحب النصيب الأكبر فيها المخرج سمير سيف، الذي قدم 9 أفلام من تأليف وحيد حامد، بدأت بـ"غريب في بيتي" عام 1982، وتواصلت بمجموعة من أهم أفلام "حامد" مثل "الغول" و"الهلفوت"، و"الراقصة والسياسي"، و"آخر الرجال المحترمين"، و"معالي الوزير". وكان لوحيد حامد تجربة خاصة مع المخرج عاطف الطيب، امتدت لـ5 أفلام، يزينها؛ "البريء" و"التخشيبة"، و"الدنيا على جناح يمامة"، كما أخرج له حسين كمال "كل هذا الحب"، و"المساطيل" و"نور العيون"، وكتب "حد السيف" للمخرج عاطف سالم.  

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز