عاجل
الأحد 16 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ماء ودماء العرب "1"

ماء ودماء العرب "1"

هذه المرة أكتب وأنا حزين، مهموم، منكسر، لأنني إنسان عربي أصيل مثقف ومضطلع لمسرحية مملة وسوداء ورخيصة، فبت ضعيفا منهزما، صامتا وأخرس، فاقدا للنطق أمام حال أمتنا العربية الحبيبة الحرج ودمائها مباحة مستباحة ولذيذه أمام ضباع السكك المرتزقة مصاصي دماء البشر شرقيا وغربيا ومن كل حدب وصوب.



 

 

لدي شجن، خوف وقلق على الأشقاء العرب والمسلمين  فكيف لا أحزن، اعتصر وأبكي على أشرف الأمم وأكرم البشر.

 

لا داعي للوصف والتشخيص والتنظير لما نحن فيه، فالحال لا يوصف والوضع لا يسر عدوا أو حبيبا واللي فينا مكفينا، كيف ولماذا وصلنا إلى هذه المرحلة التي وصل إليها الجيل العربي الواعد، أصبحنا وأمسينا ننتظر، نترقب لما سيفعل بنا وبمستقبلنا.

 

حاولوا جاهدين أن يتمكنوا منا مرات ومرات وفشلوا، هدفكم أيها الأعداء معروف ومعلوم هو القضاء على عروبتنا وتاريخنا ومستقبلنا مقابل التبعية والانكسار والاحتلال بشكل مباشر أو غير مباشر لكن نموت نموت وتحيا عروبتنا.

 

 

البلدان العربية سقطت في فخ منصوب ومع سلامة النية وبساطه شعوبها نزفت أعين الشعوب العربية على حالها بدلاً من الدموع دما فانهالوا على البلدان العربية واحدة تلو الأخرى حتى أسقطوها ودمروها بين مشتت ومنهار.

 

تريدون أن أفتح لكم باب الجروح العربية.. تريدون أن أذكركم بما حدث لنا ويحدث يوميا.. حسنا.. انظروا للعراق بداية من أول القصيدة واحتلال بوابة العرب الشرقية احتلالا قضي على العراق وقسم العراقيين طوائف ومللا وتحول العراق القوي الكريم إلى مجرد قاعدة عسكرية في يد محتل مجرم بغيض استهدف العراقيين في أعز ما يملكون "وحدتهم".

 

ثم جاءت مؤامرات ما يسمى بالربيع العربي فجرفت أمامها تونس واليمن وليبيا والسودان وسوريا ولبنان وكانت ستسقط مصر لولا الوعي والإيمان لدى الجيش والشعب وكل ذلك مخطط ومرسوم ومستمر لقتلنا في قلب ديارنا بأيدينا وبسواعدنا.

 

 

العروبة في خطر، كيف صورتم العربي كإنسان منبوذ إرهابي متطرف غير مرغوب فيه، العرب أبدا لم يكونوا برابرة، كلا وألف كلا نحن أمة الإسلام والإيمان، أمة محمد والأديان السماوية، أمة الوسطية والكرامة، أمن الأمان والسلام، اللسان عربي والقرآن عربي، عباد مؤمنين تحت أسقف الجوامع والكنائس، طهارتنا عزتنا، ثقافتنا قديمًا وحديثا علمت العالم كله الإنسانية والحضارة والتقدم وسبل البقاء.

فلتغلقوا المواقع الإباحية، أوقفوا طوفان الثقافة الغربية.

 

بأي ذنب حاصرتمونا وبأي جرم فرقتمونا لا نريد أن نخرج من العالم وبينكم وفيكم رجال قادة وزعماء رسخوا للسلام والحرية والعدل والمساواة فأبدا لن تناولوا من عروبتنا وأبدا لن نستسلم لسلاطانكم.

 

مصر تصمد يومياً فهي آخر ما تبقى للعرب، استقبلت أبناء جلدتها من كيل ممزق مزق شاهدت واعترضت وقاومت كميه الظلم الذي أهلك الشعوب العربية ووقفت بصف أبناء جلدتنا وجيرانا وعزوتها لحمايتهم واحتضانهم.. سكنوا بينا وعاشوا عيشتنا.

 

إياكم ومصر.. احتروسوا من مصر.. مصر خط أحمر، لا تجربوا مصر، المصري مرفوع الرأس بمزاجكم أو غصب عنكم.

إن مصر هي قلب العروبة النابض، دم أبنائها غال ونفيس، ليس رخيصا لشهوتكم، ماء النيل مقدس ونهرها، خالد هزيمتها مستحيلة ورايتها مرفوعة ترفرف في السماء فلا تلعبوا مع مصر والنتيجة معروفة.

 

 

إن المؤامرة الكونية علينا كعرب تعمل ليل نهار، أين احترامكم لحوار الحضارات ومؤامرة مسخ الحضارة والهوية العربية على عينك يا تاجر.

 

لا صوت يعلو فوق صوت الحق، والعرب أهل حق دينهم وجهادهم حق هم أهل علم وأصالة وسخاء ليسوا أهل طمع واستعمار واستهتار.

هذه بلاد الشرق أرض الفيروز أيها الفرنجة إذا لم تفهمونا وتقبلونا فاتقوا شر الحليم إذا غضب، مقدساتنا محفوظة لساننا العربي فصيح لن يتغيير أو يتلون نحن الحضارة وأنتم المسخ طالما الذوق مش نافع معاكم.

 

إنني أطالب الجميع بالاستعداد واليقظة، أطالب الصغار قبل الكبار أن ينظروا حولهم من لهم ومن عليهم اتريدونها أمة عربية ممسوخة منحلة بلا كرامة بلا مبدأ لا وألف لا، عاداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة متوارثة جيلا بعد جيل ونفتخر بها والخيل والليل والبيداء تعرفني.

 

العربي حر عزيز وقبل كل شيء يا أتباع العم سام.. القدس وفلسطين باقية طالما نحن باقون، أهل الحجاز في قلوبنا مكة وديارها، مصر محفوظة إلى يوم الدين نيلا وشعبا، والسودان سوف يتعافى إن عاجلا أو أجلا، سوريا والشام بلاد جميله معطاءة أبدا لن يستخدمها أحد لكسر الوحدة العربية الشقيقة.

 

 ليبيا وتونس والمغرب العربي، قبائل تاريخية عريقة نفضت المحتل وقتلته وخلدت بطولات عمر المختار بطولات وبطولات لو كنتم أهل شرف فلتدرسوا ملاحم الوطنية في اليمن السعيد أيضاً لأبنائكم وشبابكم المتكالب علينا لإضعافنا ليل نهار.

 

إنني حزين مكلوم على الأمة العربية والإسلامية حتى يأذن الله بأمر كان مفعولا، مكلوم على أوجاعنا وجراحنا العربية التي تنزف يوميا بفعل فاعل ليس منا ولا فينا.

 يا عروبة يا عرب أنتم أمة تعيش الآن على المحك، فالوحدة الوحدة هي سبيل الخلاص والبقاء من ثعابين الغرب وأفاعي الخلاعة وناهبي البترول والآثار والأثر.

"هذه آخرتها، هذه المياه والملح الذي بينا وبينكم، هذا الدم والإخوة التي بيننا وبينكم، بدل ما تكونوا معانا تكونوا ضدنا، لمصلحة من بالله لمصلحة من، قد تندمون في يوم لا ينفع الندم، الذي بيته من زجاج لا يرجم الناس بالحجارة، من أنتم من أنتم؟". 

خطاب "الرئيس معمر القذافي" 2011.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز