عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أحمد ماهر لـ"بوابة روزاليوسف": ذئاب الجبل لم يقدم النجاح الذي كان مكتوبا له

أحمد ماهر
أحمد ماهر

أينما حل يسرق الأضواء بكاريزماته الطاغية، ممثل من الطراز الرفيع، ولايزال يحافظ على نجوميته، مع كل عمل يؤديه يثبت دائما أن لديه الجديد ليقدمه، وأنه مهما قدم من أدوار فهو قادر دائما على مفاجأة الجمهور بتألق جديد، وعندما تشاهد أعماله تعرف أنك أمام أحد الأيقونات، فهو الحدث والجاذب الأكبر للجمهور لمشاهدة أي عمل يظهر فيه، والذي يعكس فيه إرادة قوية للابتكار والاستمرار في العطاء الفني.



 

"بوابة روزاليوسف" حاورت واحدا من النجوم الأكثر شعبية، يمتلك موهبة كبيرة جعلته متمكنا ومتميزا ويفرض نفسه على الشاشة الكبيرة والصغيرة، لا يحتاج من كلمات التعريف سوى "أحمد ماهر".

- في البداية.. هل توقعت كل هذا النجاح الذي حققه العرض المسرحي "الليلة المحمدية.. في صحبة الهادي الأمين"؟

أي عمل يتناول سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ربك بيكتب له أوفر النجاح، فالمسعى شريف والمسعى طيب والذكرى عطرة وصاحب الذكرى، حبيب القلوب، ومن يقدمون هذا العمل الفني جاءوا عاشقين لحضرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، كيف لا تنجح هذه الأمسية، وصل الحال أن معالي وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم صعدت خشبة المسرح لتحية أبطال العمل، فتحت معها حوارا وسألتها عن انطباعها حول العمل، فقالت إنه لشيء هائل، فقلت لها هل من العدل أن أمسية تضافرت فيها كل هذه الفنون والدولة والوزارة صرفت عليها بهذه الكيفية، أنها تعرض هذه الأيام القليلة، فقالت لي لا، أنا سأمد عرض أيام المسرحية، فقلت لها أرجوكي لن نمد أيام العرض، ولكن طالبتها بأن يعرض هذا العمل في شهر رمضان، حيث الوجد الديني متقد ومشتعل، فقالت لي أوك، هذا العمل يقدم في رمضان، ولكن أنا سأقترح عليها أيضا إحدى الأماكن لتعرض فيها، إما وكالة الغوري، أو في مسرح الطفل في الحوض المرصود في السيدة زينب حيث العبق والليالي الرمضانية وأهل الله وعشاق سيدنا النبي، فكل هذا سيكون له أثر بالغ في الحضور لمثل هذه الأعمال الفنية.

أحمد ماهر
أحمد ماهر

 

- في ذكرى مرور 27 عاما على عرض مسلسل "ذئاب الجبل"، ما زال محط اهتمام ومتابعة من الجمهور أينما عرض، فما السر وراء نجاحه وانجذاب الجمهور لمشاهدته إلى الآن؟

كل ما يصدر عن الصدق يصل ويستقر بصدق في نفوس وروع وجدان المتلقين، العمل على مستوى؛ بدءا من الكتابة، الكلمة كانت بديعة والحدث والحكاية والحدوتة كانت من واقع طيف مجتمعي صعيدي خرج أحد أبنائه ككاتب وأديب وسيناريست هو من قدم هذا العمل، ثم جاء المخرج مجدي أبو عميرة وقع اختياره على مجموعة من الفنانين الذين جسدوا هذه الشخوص، ومن جهة الإنتاج، نجد أن قطاع الإنتاج أنفق كما يجب أن يكون، لذلك خرج العمل بهذا التأثير والأثر الذي سيظل خالدا، ما أود قوله أن العمل رغم هذا النجاح، فالعمل لم يقدم كما كان مكتوبا له، وهذا لأن عبد الله غيث رحم الله عليه هذا النجم العظيم توفاه الله، لو كان كتب لعبد الله غيث عمرا، كان هذا المسلسل أصبح له أثر مثل الأثر الموجود ألف مرة، ولكن أنت تريد وأنا أريد والله فعال لما يريد.

- مسلسل يجمع كل هؤلاء النجوم.. كيف كانت كواليس تصويره؟

يحضرني موقف شجي جدا، أنا ربنا أكرمني بلقاء النجم العظيم الراحل عبد الله غيث والأستاذ العظيم حمدي غيث في العديد من الأعمال، ولكن في هذا العمل أنا رأيت عبد الله غيث أثناء تصويره بعض المشاهد ويقول لي أنا تعبت، اتركوني لأنام قليلا، أو دعوني أغادر، وأنا من منطلق الدلال والعلاقة التي تجمعني به أهاجمه وأقول له أنت (تتدلع) وما تفعله هذا (مساخة) وليس هناك ما يدعو لذلك، هل تفعل ذلك لتعرف مدى حبنا لك، فالكل يحبك، ولكن (بلاش دلع دا دلع حريم وعيب وأنت شديد) لأنه كان يلقب في الوسط الفني، بالشديد، لأنه كان يقدم أدوارا شديدة الصعوبة، كان جمل رحمة الله عليه، وظليت أداعبه كأخ أكبر، فكان ينظر لي ويقول أنت لا تفهمني، إلا أن وصلنا إلى نقطة النهاية، وفجأة جاءني خبر أنه دخل المستشفى وذهبت إليه لزيارته، فقلت له انهض يا شديد، فقال لي الشديد برك (أنا عمال أقولك أنا تعبان وأنت مش مصدق أنا بركت) وتأكدت أنني لم أكن مدركا مدى الألم الذي كان يعانيه.

أحمد ماهر
أحمد ماهر

 

- في رصيدك العديد من المسلسلات والأفلام.. لكن ماذا عن أقرب الأعمال إلى قلبك؟

كلهم أحبائي، إن كنت متزوج ولديك أبناء، فلن تستطيع التمييز بين أبنائك ولا تفضيل ابن عن آخر.. بالطبع لا، فهذه هي القضية، لكن يبقى أقول أن لدي ابن عاق، وهو أحد المسلسلات التي قدمتها، وكان الظن أنه سينجح إلا أنه فشل فشلا ذريعا، والمسلسل اسمه مغامرات ميشو، وفشل المسلسل لأن المخرج كان فاشلا، إنما كل الأعمال حبيبة إلى قلبي.

- رغم أنك عاصرت أهم الفنانين في تاريخ السينما المصرية، إلا أنك كنت بارزا عن سائر نجوم جيلك.. كيف ترى مكانتك بين نجوم جيلك؟

 

 

عندما ينعم عليك الله بعشق ما تمتهن وعشق ما تعمل وعشق مصدر لقمة عيشك فهذه نعمة كبيرة جدا من عند الله، لأن في النهاية هذا يفضي إلى أنك تبدع وتقدم ما يدعو إلى الدهشة وما يبعث على المفاجئة بالنسبة للمتابع والمتلقي، وهذا بخلاف من يعمل لمجرد أنه مضطر أن يعمل ليأكل ويشرب، فضل وعدل من الله أنك تعيش بهذا المعنى، أما وأنك عاشق لمهنتك أمر طبيعي أنك تحافظ وتحرص على تقديم ما هو جديد وما يبعث على الدهشة.

- ما سبب الغياب المفاجئ؟

مسألة أنك تعودت على أكل التفاح والمارون جلاسيه، وفجأة تجد أن ما يقدم له الأتة والجبنة المش أو القريش، هذا يجعل نفسك ترفض، فما يقدم لنا هذه الأيام يدعو للرفض، هذا إلى جانب أن أبناء المهنة الغيورين عليها ونحن في مصر من علم العالم العربي هذه الفنون تراجع إنتاجنا مقابل ما يقدم من أعمال هابطة وموضوعات ردئية ودونية، وفنانين تقدموا إلى الساحة، هؤلاء الفنانون ما أنزل الله بهم من سلطان، لن يتعلموا ولم يدخلوا إلى فصول وقاعات التدريس التعليمية في الأكاديمية التي تتباهي بها مصر، في تصوري إنه فيروس ينتشر كانتشار الكورونا.

 

 

- ماذا تفعل لو عاد بك الزمن للوراء.. هل من قرار معين ستغيره؟

نعم، أنا أضعت من عمري سنين، لأنني كنت أحرص ما أكون على أن أدخل الحربية، ولكن اليوم وأنا أقول إنني مارست ما أحب وما أعشق، المسألة لم تكن موهونة بأن أقدم نفسي كجندي أو ضابط أعمل في المؤسسة العسكرية لأنك في النهاية أنت جندي ببناء أجيال لتعليم وتثقيف أجيال لأن الفنون التي نقدمها شأنها شأن ما تقدمه المساجد من عظات ومن تعالم ومن ما تقدمه الكنائس أيضا من دروس الأحد.

- لكل ممثل دور يحلم بتأديته.. فما الشخصية التي تغريك؟ 

أريد أن أقدم شخصية الحسين بن سيدنا علي رضي الله عنهما وأرضاهما، وأريد أن أقدم شخصية ابن الفارض الملقب بسلطان العاشقين، وأريد أن أقدم شخصية شاعر العرب المتنبي، وأريد أن أقدم القعقاع بن عمرو الدوسي، وهناك العديد من الشخصيات التي أحلم أن أقدمها.

 

 

- هل سبق وقدمت شخصية ثم وددت أن تعيد تقديمها لتخرج بشكل أفضل؟

لا يوجد ممثل على وجه الأرض قدم شخصية إلا وهو في آخر ليلة يحزن لأنه يكتشف أنه كان من الممكن أن يقدمها في صورة أفضل مما قدمها بكثر، ولكن هكذا الأيام، لأنك أنت في كل يوم وأنت تراقب إفرازك وإبداعك تكتشف أن هناك جديد وأن هناك ما كان لو تم اكتشافه قبل ذلك، سيكون ممتع، ولكن الزمن جري وسبحان من يغير ولا يتغير، ولابد أن تنسلخ وأن تبعد عن هذا العمل وتبحث عن جديد.

- ماذا كانت نصيحتك لابنك محمد يوم دخل مجال الفن؟

الالتزام، الانضباط، احترام المواعيد، السعي وراء تقديم الحقيقة كما ترضي ضميرك وخاصة إذا كنت مقدم على تقديم شخصيات تاريخية أو إسلامية أو شخضية تحدثنا عن السير العربية.

- هل كباقي الفنانين رفضت دخول ابنك الوسط الفني في البداية بسبب صعوباته؟

نعم، رفضت دخوله المجال الفني، ولكن ليس بسبب صعوبات المهنة، وإنما بسبب ما سيقدمه، ولذلك عندما أخبرني بأنه يريد التمثيل، فقلت له (فيه نويت أصلي ولكن لا يوجد نويت أمثل).

 

 

- دائمًا ما تحمل على عاتقك هموم الوطن، فكيف ترى الاستقرار في مصر ودورها في إرساء الاستقرار والسلام في البؤر المتوترة؟

حلم حياتي هو أن ننعم بالهدوء والأمن والسكينة لأنه مثل ما نرى محاطون بحمامات دم في كل المنطقة العربية، ربنا يديم علينا نعمة الهدوء والأمن والأمان، ومثلما قال الله تعالى في كتابه الكريم: "ادخلو مصر إن شاء الله آمنين" ومثلما قال الرسول عليه الصلاة والسلام "إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض" وقال "استوصوا بمصر وأهلها خيرا، فإن لكم منهم صهراً وذمة"، فالخطاب السماوي والخطاب النبوي يحضان على عشق مصر والدفاع عنها والحرص على أن تكون مصر في طليعة الأمم.

- بمناسبة مهرجان القاهرة، فإن مهرجان الجونة السينمائي رافقه منذ انطلاقه الكثير من الجدل، فما رأيك؟

لم يتسن لي حضور مهرجان الجونة، لأنني كنت رئيس لجنة في مهرجان مسرح الفرق الحرة في الإسكندرية. وحاليا لدي أكاديمية لتعليم فنون الأداء والتمثيل والإلقاء، تحضر وتجهز الراغبين للتقدم لأكاديمية الفنون أو من يستعدون لإجراء امتحانات للعمل في القنوات الفضائية والمحطات الإذاعية، أو من يرغبون في التقدم لنقابة المهن التمثيلية سعيا للحصول على تصاريح للممارسة العمل الفني.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز