

كاميليا عتريس
هل نحن مستعدون لاستقبال السائحين؟!
مع الإعلان عن افتتاح المتحف المصري الكبير بعد شهور قليلة.. هذا الصرح العظيم الذي يعتبر من أكبر متاحف العالم، الذي يضم داخله آثار لحضارة واحدة من أهم الحضارات وهي الحضارة المصرية القديمة بكل كنوزها، وأهمها كنوز الملك توت عنخ آمون، والتي تبلغ أكثر من 5000 قطعة وأيضاً مراكب الشمس.. وأما خارج المتحف وعلى بعد مسافة ليست بالبعيدة نجد العجيبة الكبرى من عجائب الدنيا أمامنا وهو الهرم الأكبر لخوفو، وبجواره هرمي خفرع ومنقاورع ووبجوارهم، تمثال أبو الهول.. آثار عظيمة من صنع أجدادنا وحلم الملايين من بلاد العالم التي تريد مشاهدتها.. مما جعل واحدا من أشهر البلوجرز في العالم (مستر بيست) يأتي لزيارة الأهرامات ويسجل فيلما عن أسرار بنائه ويثبت للعالم أن المصريين هم بناة الأهرامات، والمثير للدهشة أن الفيلم بمجرد نزوله على صفحته في خلال ساعة فقط شاهده أكثر من 33 مليون شخص من أنحاء العالم وبعد مرور ثلاثة أيام وصل عدد المشاهدين إلى 100 مليون وكل يوم نسبة المشاهدة في تزايد.. وحقيقة أيضا بفضل علماء المصريين، وعلى رأسهم د. زاهى حواس الذين صاحبوا فريق العمل داخل الهرم لشرح طريقة بناء الأهرامات وإثبات من هم بناته.. وأكيد حسب التصريحات من القائمين على السياحة فى مصر أن هناك نسبة كبيرة من أعداد السائحين ستزداد في الفترة المقبلة إن شاء الله ومصر ليس بها الأهرامات والمتحف الكبير فقط.. بل بها متاحف كبرى مثل المتحف القومي للحضارة الذي به المومياوات الملكية، وأيضاً المتحف الروماني اليوناني بالإسكندرية، بالإضافة إلى أكثر من 25 متحفا في المحافظات.. فنحن نملك آثارا من كل العصور في كل مكان في مصر فنجد آثارا مصرية قديمة ويونانية رومانية وقبطية وإسلامية وعصر حديث ونملك أماكن سياحية متعددة فلدينا السياحة الشاطئية والعلاجية والدينية.. وللأسف رغم كل هذا نجد نسبة السياحة عندنا مقارنة بدول عربية ودول أخرى في العالم نسبة لا تليق بما نملكه من كل هذه الأماكن التي تجذب السائحين.. وعلينا أن نواجه أنفسنا ونبحث عن الأسباب بكل شفافية وأولها تعاون كل الجهات المنوط بها العمل على تهيأت المناخ المناسب لاستقبال السائح من أول المطارت ثم وسيلة المواصلات لنقله بين الأماكن التي يريد زيارتها بسهولة بدون مطاردة أو مضايقات والمشكلة الأكبر التي دائما ما تكون محل المقارنة بيننا وبين الدول الأخرى هي كيفيفة التعامل مع السائح ونظافة الأماكن السياحية.. للأسف وعندما تسأل القائمين على الآثار فى تلك الأماكن من المسؤول عن نظافة المكان.. يقولون لك هذه مهمة المحافظة والمحليات وعندما تسأل عن المضايقات التي يواجهها السائح يقولون هذه مهمة شرطة السياحة!
وكل واحدة من هذه الأشياء تجعل السائح لا يعود مرة أخرى، ويحمل انطباعا سيئا للآخرين عن بلادنا. الحقيقة هذه مشاكل لا بد أن نواجهها بكل جدية ولا بد أن تعرف كل جهة دورها في الحفاظ على السائح وسمعة بلدنا.. وهنا أطرح سؤالا لمحافظ القاهرة.. هل قمت بزيارة للشوارع المحيطة لجامع الأزهر ومتحف نجيب محفوظ ومجموعة السلطان الغوري ورأيت مشهد المخلفات على أسوار هذه الأماكن.. هل زرت منطقة مجمع الأديان ورأيت شكل عربات نقل القمامة والمخلفات حول هذا المكان السياحي المهم.. من المسؤول عن هذا.. وأيضاً اسأل محافظ الأقصر هل رأيت ساحة أبو الحجاج وسور معبد الأقصر وكيف تحولت الساحة من مكان يملأه الحمام إلى مكان يملأه الباعة الجائلون؟! وبعد كل ذلك نسأل لماذا البلاد الأخرى لديها أعداد سائحين أكثر منا؟! وهل نحن مستعدون لاستقبال أعداد السائحين القادمة؟ا ونحن لا نعرف كيفية فن معاملة ولا أدوات استقبال السائح؟!