عاجل
الأربعاء 12 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

ناهد زيان تكتب : دولة أحمد شوبير!!

ناهد زيان تكتب : دولة أحمد شوبير!!
ناهد زيان تكتب : دولة أحمد شوبير!!

حديث الساعة الآن، والشغل الشاغل لكل رواد مواقع التواصل الاجتماعي؛ هو تلك المعركة المؤسفة التي وصلت حد التشابك بالأيدي فضلا عن السُباب والشتائم على شاشات الفضائيات بين "الكابتن" أحمد شوبير والمعلق الرياضي أحمد الطيب. لا تعنيني أسباب تلك المعركة المحتدمة، ولا تفاصيلها المتشعبة، ولا تبادل الاتهامات بشكل وصل لينطبق عليه وصف "كيد النساء". ما يهمني هنا هو ما جاء في حوار الإثنين مع وائل الابراشي على شاشة دريم في برنامج العاشرة مساء. وبشكل أكثر تحديدا هو كلام "الكابتن" أحمد شوبير الذي صدمني ولا شك في أنه صدم كثيرين غيري.



بداية أنا لا أُدِين أيٍ منهما ولا أُبَرئُه، ولستُ في موقف يجيز لي محاكمةَ أيهما. ولكن كلاهما إعلامي يدخل البيوت ويحصل على ثقة متابعيه أو على بعض تلك الثقة على الأقل. فما حدث أمر غير مقبول، وأحدث بالتأكيد شبه صدمة للناس. فالأمر في الأساس لا يستحق كل ما حدث، الأمر بدأ ببساطة من تقليل الكابتن أحمد شوبير من شأن مطربين شعبيين بسطاء في مقابل آخرين من أهل الفن عدهم هو من أهل القمة وعليه فمقارنة محبي الأهلي والزمالك من الفريقين "الشعبي والكبار" مقارنة تعمل على تجسيد النظرية الظالمة البغيضة: "إحنا شعب وأنتم شعب"!!!

تستطيع أن تفهم وتحلل حديث الكابتن أحمد شوبير وأن مرتاح، ودون جهد ومشقة أبدا. فالأفكار كانت واضحة، والرسالة وصلت بلا شك. وأقول لك كيف تلقيت ذلك الحديث.

بدأ شوبير حديثه بتعال شديد، حين وصف المواجهة بينه وبين الطيب بأنها "غير متكافئة"!!. ثم تابع بأنه يعترف أنه أخذ عن الطيب إحدى جُمله ولزماته وهو يعترف بذلك لأن: "ما حدش عنده أمانه في الوسط الرياضي زييّ"!!. هو بذلك حسب فَهْمي المتواضع ينسف مصداقية العاملين في مجال الإعلام الرياضي كله ويشكك في أمانتهم، حيث تحدث لوائل الإبراشي قائلا: "علشان تعرف بس أدبي وأخلاقي والتزامي، أصل أنا ما بأعرفش الكذب. يمكن أنا الوحيد في الوسط ده اللي ما بيكدبش"!!

وفي حواره أكد شوبير مرارا على مساعداته المتعددة ودعمه المتواصل غير مرة للكابتن أحمد الطيب في مجال التعليق والعمل الإعلامي، ولذا كان الأخير يأتيه كل إجازة بهدية إما جاكيت أو بدلة اعترافا بفضل شوبير عليه لأنه من تسبب في عمل الطيب في قناة "أبو ظبي الرياضية". الأمر إذن وساطة ومحسوبية في البداية ومعايرة ومنّ في النهاية.

الحقيقة أن انتقادات شوبير لأحمد الطيب كانت غريبة وجديدة في بابها فهو يأخذ عليه استخدامه لكلمة "انقلاب" على أساس أنها غريبة على الوسط الكروي والتعليق الرياضي!! شوبير يداعب السلطة بل ويفرض وصايته وحمايته عليها وعلينا فهو أحرص على الاستقرار والأمن من السلطة نفسها، هو أكثر ملكية من الملك!! فلتحذفوا الكلمة واشتقاقاتها من قاموس العربية إذن.

بأريحية وتباهي يعترف الكابتن أحمد شوبير أنه ومن أول مباراة قام بالتعليق عليها أحمد الطيب على قناة النيل نبه المسؤولين في القناة بأن الطيب يزرع الفتنة ويروج للتعصب وثمة مخطط في ذهنه يعمل عليه!!. من أول مباراة تحدث مع المسؤولين دون أن يلفت نظر زميله أو يوجه له النصح، توجه للشكوى في غياب لما ينبغي أن يكون عليه الشكل المؤسسي.

أخطر وأهم وأبرز ما جاء في هذا الحوار هو تباهي أحمد شوبير وزهوه بما يملكه والد زوجته من مصانع وما تملكه زوجته وبناته وزوج ابنته رجل الأعمال من ممتلكات وسيارات وفلل وعقارات وزعمه أن ذلك يجعلهم بعيدين عن أي نقد أو أن يطالهم أي نقاش، وأنه باستطاعتهم الإنفاق "على قطر واللي في قطر" ولا تسألني عن علاقة قطر بالخلاف بين مذيع ومعلق رياضي. وللرجل الحق في أن يَزُود عن أسرته ويرعى محارمه ويدافع عنهم لا شك في ذلك ولا جدال، ولكن أن يكون دفاعه عنهم منطلقا مما لهم من ممتلكات وسيارات وأموال وما حققوه من تقديرات في شهاداتهم الجامعية من جامعة "MSA" الخاصـــــــــــــــــــــة وعملهم معه في مجال الإعلام وفي برامجه فتلك قصة أخرى.

وثمة تساؤلات قفزت إلى ذهني عندما شاهدت هذا الحوار -الذي وبالمناسبة قد حقق نسبة مشاهدة عالية جدا على موقع يوتيوب-هل كانت بنات الكابتن أحمد شوبير تحققن هذا التقدير في إعلام جامعة القاهرة؟؟ هل كانت بناته تحققن هذا التقدير لو كن بنات أي مواطن عادي؟؟ وهل كانت أي منهن لتجد عملا فور تخرجها وربما قبل التخرج على سبيل التدريب لو لم تكن ابنة الكابتن أحمد شوبير؟؟

للعلم سيدي الإعلامي الكبير الجامعات المصرية تخرج سنويا مئات الآلاف من الخريجين، كثير منهم من كليات القمة فما بالك بالكليات الأخرى؟؟ غير أنه في بلد كبلدي تعلو المحسوبية والوساطة على كفاءات كثيرة الأمر الذي يجعل خريج اقتصاد وعلوم سياسية يعمل عامل نظافة وفرد أمن وخريج الإعلام يقف على عربة بطاطا أما خريج الحقوق بتقدير ممتاز فلا يحق له العمل في النيابة ولا القضاء لأن والده عامل نظافة وليس أحمد شوبير ولا من هم في نفس مستواه أو شهرته!!.

ملخص القول ومجمل الرسالة أنه في مصر ثمة "دولة" داخل الدولة هي جزء من الشعب مترف وثري وفوق أن تطاله أي انتقادات، ومن حقه أن يتباهى بأمواله وممتلكاته في خطاب متعالي وممزوج بالزهو والفخر على مرأى ومسمع من باقي الشعب المهموم بأسعار الدواء المرتفعة، وبمصاريف رمضان القادم على الأبواب، ويليه العيد وما يحمله من ثُقْل يلقى على عاتق الأسر البسيطة المجهدة، بدل أن يبعث في نفوسهم فرحا وبهجة، ففي الأخيـــر الفقراء لا يدخلون الجنة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز