عاجل
الجمعة 21 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
أنا المؤسسة العسكرية

أنا المؤسسة العسكرية

مهما تكلمت، مهما كتبت، مهما شرحت وفندت، لن أستطيع أن أوفي قطرة واحدة سالت من دماء شهداء القوات المسلحة عبر الأيام والعصور.



لقد قدم الجيش المصري بكل فخر مئات بل آلاف الجنود الشهداء دفاعنا عنا في معارك محفورة في أذهاننا خاضها من أجلنا داخل مصر وخارجها.

الجيش المصري جيش عظيم ويستحق كل يوم أن نقف ونفكر ونتأمل أمام تضحياته من أجل الوطن والمواطن وبدون مقابل فقط، لأنهم يؤدون الأمانة أمام الله أمانة الدفاع والفداء والتضحية بالغالي والثمين لكي تبقى مصر حرة أبية مرفوعة الرأس بين الأمم.

الشعب المصري يحب الجيش والجيش يحب الشعب، والجيش هو صمام الأمان لبقائنا نحيا ونعيش ونعمل ونفرح ونتواجد تحت أعين حامي الحما بكل حرية وأمان.

نعم نعيش في استقرار واطمئنان لأن لدينا درعا وسيفا كما قالها الرئيس الراحل أنور السادات.

حاول كثير من الأعداء والمرتزقة النيل بكل خسة وندالة من عزيمة الأبطال فتحطمت أكاذيبهم ودخلوا في نحورهم بعد أن تأكدوا بأن الجيش المصري لا يقهر ولا يخاف.

متى ستعلمون وكيف ستتصرفون إذا عرفتم أن كل ما يدبر ضد مصر هدفه الأول والأخير هو كسر ملحمة الصمود لدى القوات المسلحة المصرية، فالجيش المصري صيد ثمين من قبل الطامعين للقضاء على مصر والمصريين إلى الأبد.

القوات المسلحة واعية لكل ما يُكتب ويقال تعرف تمامًا أن أبناء مصر يستحقون أفضل من ذلك، وهي دافعت عن الأرض والعرض قبل أن نولد من أجل أن يكون لدينا مستقبل مشرق وسعيد، وشهد الصغير والكبير بأن خير أجناد الأرض شوكة لا تنكسر هم قلعة من قلاع النبل والوفاء والأخلاق.

ماذا لدينا بعد الجيش لكي نمدح فيه؟ وهل عيب أن نمدح ونتغنى بجيشنا الحبيب؟ كيف نثق فيمن قدم مصلحة الجماعة والحزب على مصلحة بلد؟ هل أصبحت الأموال والأولاد أغلى عندكم من الأوطان والشعوب والبسطاء والفقراء؟ بأي ثمن بعتم القضية؟ وماذا تنتظرون منا بعد أن عرفنا حقيقتكم الدنيئة وكشفنا هويتكم أيها الخلايا النائمة؟ إنكم قوم سوء يا أهل الشر لأنكم تستهدفون قلب الأمة العربية والعروبة النابض.. تستهدفون الجيش المصري وهذه هي المصيبة الكبرى.

لا أنسى عندما حاصرتنا ميليشيات الإرهابي المتأسلم حازم صلاح أبو إسماعيل وقاموا باقتحام مدينة الإنتاج الإعلامي سرقوا الاستوديوهات، صالوا وجالوا في أروقة مدينة الإنتاج الإعلامي، حملوا معدات التصوير والكاميرات عليطى أكتافهم وخرجوا بها ضاحكين منعونا من الدخول والخروج لعملنا إلا بتصريح من مشايخهم الضالة، وقتها اعتقدنا أنها النهاية وأنه لا إعلام أو حرية في مصر بعد اليوم.

أنقذتنا فرقة الصاعقة المصرية.. كسرت الحصار الديني المتطرف البغيض على الإعلام والصحافة، تحصنا ونحن أفراد معدودة، مذيعين ومذيعات خلف دبابات الجنود المصرية، خائفين من الإرهاب، لكننا سعدنا بوجود الأبطال بيننا، وبين ساعة وضحاها رجعنا إلى استوديوهاتنا وبرامجنا أحرارا سعداء، تكلمنا من جديد وقلنا كما كان يقول الناس في الشوارع "الجيش والشعب إيد واحدة" و"يسقط يسقط حكم المرشد".

وعندما هجم عناصر الإرهاب على أقسام الشرطة ومديريات الأمن بالمحافظات ونفذوا الجريمة الكاملة في كرداسة والإسكندرية واستباحوا كنائس المصريين، بهدف شق الصف وقتل الوحدة الوطنية، ظن البعض أن مصر لن تعود إلى سابق عهدها وطنا حرا للجميع نعيش فيه ويعيش فينا.

وقتها وقف أهلي وأقاربي بالأرياف، والفلاحون الشرفاء في كل مكان، صفا واحدا مع جنود الأمن المركزي والمجندين أمام أبواب مراكز الشرطة دفاعا عن القانون وأرواح البسطاء حتى حدث التلاحم التاريخي بين المصريين وهرب المندسون من أتباع الإرهابيين إلى الجبال وخارج البلاد.

بعد كل ما حدث ويحدث لنا يوميا من أزمات اقتصادية مفتعلة وترويج الأخبار المغرضة وتداول الوقائع الملفقة بعد كل ما تشاهدونه من سب وقذف من الخارج لأهل الأمن والأمان، هل لا يزال لديكم أي شك بأن المؤامرة كبيرة ومستمرة هل لديكم أي شك بأن هناك من يعمل ليل نهار لكي يغير هوية مصر لتصبح هوية دينية متطرفة مغلقة أمام العالم.

في كل يوم ومع كل صباح واجب على أبناء مصر من المتعلمين والإعلاميين والصحفيين والمثقفين والعمال والفلاحين وأهل الحكمة والمشورة، أي أرض وتحت أي سماء أن يخرجوا للناس في عائلاتهم وبين أقاربهم وأحفادهم وعلى صفحاتهم وفي مساجدهم وكنائسهم ودورهم يحكون ويقصون قصص الفداء البطولية للجنود الواقفين على خط النار يدعمون صبرهم وتضحياتهم حتى لو بالكلام يقومون بتكريمهم فكلنا جنود إلى يوم الدين.

أيها الجندي المقاتل المصري الشريف المجهول الذي لا تعرفني ولا أعرفك أنا جندي أيضاً مثلك تماماً.. أنت تحمل البندقية وفي يدك المصحف والصليب وأنا في يدي القلم والقرطاس، تؤدي خدمتك لحمايتنا وأنا أقوم بدوري المهني الصحفي والإعلامي المتواضع في توعية الناس بمؤامرات الخونة وأئمة الكفر والعصيان.

أيها الأم المصرية الشريفة يا رجال مصر الشرفاء في كل مكان أولادكم أولاد الفلاحين المجندين فوق رؤوسنا جميعاً هم أولادنا قبل أن يكونوا أولادكم، يقدمون للبلد وللوطن أكبر خدمة مقدسة على مدار التاريخ لا تحزنوا كثيرا لأنهم ماتوا فداء للوطن، فهم أبطال ونحن نعرف كيف ومتى نكرمهم.

سوف أجمع أوراقي وأضع أقلامي في جيبي الصغير وفي رقبتي كاميرا التصوير وأذهب عبر طرق مصر الجديدة التي شقتها في الصحراء والجبال لكي ألتقي جنود مصر الأبطال على الجبهات المفتوحة للقتال علينا.. أتعرف عليهم هل هم صعايدة أم فلاحون، هل هم متزوجون ولديهم أولاد أم لا، كيف هو حال الخدمة العسكرية معهم وماذا يأكلون ويشربون ويتسامرون؟!

أقف لكي أشاهد العسكري المصري الجندي المقاتل في مصنع الرجال وأتقاسم معه العيش والملح، ثم أعود إلى دربي مسرعا وأكتب عنهم وعن قصصم وحياتهم وحكاياتهم، ليس لأنني أجاملهم وأنتظر منهم شيئا، ولكن لأنني مخلص لهم، وأتمنى أن أكون واحدا منهم وبينهم أنا وأولادي وأحفادي حتى آخر العمر.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز