عاجل
الجمعة 28 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
الحقونا بأشجار الزنزلخت

الحقونا بأشجار الزنزلخت

نعم تحولنا من عصر الاحتباس الحرارى إلى عصر الغليان الحرارى، وارتفعت درجات الحرارة فى عدة مناطق فى العالم بشكل غير مسبوق وكان الأثر الأكبر فى المنطقة العربية.. فى مصر تعدت الحرارة الـ45 درجة مئوية فى الظل وقاربت الـ50 درجة فى أسوان..



 

تغير المناخ وكل الحلول التي وضعت لإنقاذ الأرض من تعدى الزيادة 1.5 مئوية قد باءت بالفشل أمام الاستمرار فى استخدام الوقود الأحفورى وانتشار الحروب والصراعات التي خلفت كل أنواع الغازات المحرمة، كل ذلك يحتاج إلى سنوات لكى نواجه تدهور المناخ.. لكن هناك حلول طبيعية حباها بنا الله لتخفيف حدة الحرارة وزيادة الأكسجين.. ببساطة هى الأشجار. وقد اشتهرت مصر بزراعة أنواع نادرة ومتنوعة من الأشجار منذ عهد الوالى محمد على، واستمر التوسع فى إقامة الحدائق التي نالت شهرة واسعة مثل حدائق الحيوان والأورمان وجزيرة النباتات بأسوان، ثم نشأت عشرات الأحياء بالقاهرة والمحافظات اشتهرت بزراعة الأشجار مثل أحياء المعادى ومصر الجديدة التي نشأت بها وكانت تتميز بوجود حديقة فى كل مربع سكنى، وكان الأمل أن يحتذى بهذا الحى النموذجى لكن مع الزحف العمرانى تحولت الأحياء والمناطق السكنية إلى غابات من الأسمنت غاية فى القبح وتلاشت المساحات الخضراء مما ضاعف الإحساس بدرجات الحرارة.. وأتعجب هنا كيف نجحت دول الخليج الصحراوية فى استزراع غابات شجرية تتحمل الحرارة والجفاف فى حين تتم فى مصر أكبر «مذبحة أشجار» على يد المحليات للأسف.. آخر الإحصائيات التي أتمنى أن تراجعنا فيها الجهات المسؤولة أنه ما بين 2017-2020 تراجعت المساحات الخضراء فى مصر من 7.8 مليون متر إلى 6.9 مليون متر مربع، كما وصلت الخسائر فى المساحات الخضراء فى نفس الفترة بالقاهرة إلى 910 آلاف متر مربع، وانخفض نصيب الفرد من 0.87 متر مربع عام 2017 إلى 0.74 متر مربع عام 2020..

 

وقد تساءلت من قبل وما زلت أتساءل: أين ذهبت القرارات والمبادرات التي تهدف للحفاظ على الطبيعة وزيادة استزراع الأشجار لتقليل حدة الغليان الحرارى الذي نعيشه، ما مصير مبادرة «اتحضر للأخضر» ومبادرة «زراعة مليون شجرة»؟! هل تم الإعداد الجيد لتلك المبادرات بتوفير المياه اللازمة والمساحات الصالحة للزراعة مع اتجاه الدولة لترشيد المياه؟ وما الخطوات العملية للمبادرات المعلن عنها ولم نراها حتى الآن وحتى لو نفذت تلك المبادرات كم من السنوات سنحتاجها لكى تنمو وتعلو تلك الأشجار؟!

 

المعروف أنه كلما زاد الغطاء النباتى تحسن الجو فالشجرة الواحدة تعمل على تقليل الحرارة فى الصيف حتى 4 درجات بخلاف أنها تمتص 20 كيلوجرام غبار فى السنة وتبتلع 80 كيلو ترسبات تحتوى على معادن سامة مثل الزئبق والليثيوم والرصاص، وتنتج الشجرة الواحدة 700 كيلوجرام أكسچين سنويًا كما تستوعب 20 طن ثانى أكسيد الكربون، أضف إلى ذلك أن المجاميع الجذرية للأشجار البالغة قد تشكل عاملًا مخففا للزلازل، وتوجد أنواع للأشجار تتحمل الحرارة والجفاف ومنها ما هو سريع النمو مثل شجرة المظلة واسمها الرسمي «الزنزلخت» وهى أيضًا طاردة للناموس.

 

نتمنى من وزارة الزراعة والبيئة أن تسعى لزراعة مثل تلك الأشجار لإنقاذنا من الغليان الحرارى على ألا تزيلها المحليات!

 

نقلاً عن مجلة روزاليوسف

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز