عاجل
الجمعة 28 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
فاتن حمامة كل الألقاب سعت إليها!!

فاتن حمامة كل الألقاب سعت إليها!!

أكتب عن فاتن حمامة دائما، بسبب وبدون سبب، لأن فاتن كانت وستظل هى فقط السبب.



توجت فاتن حمامة بلقبين غاليين، طوال رحلتها الفنية (سيدة الشاشة العربية) وذلك فى الستينيات، ثم فى النصف الثانى من التسعينيات، وبعد إعلان نتائج مهرجان القاهرة السينمائى الدولى 1996 عن أفضل 100 فيلم مصري فى تاريخنا، حظيت فاتن بنحو 11 فيلما منها، وأطلقوا عليها (نجمة القرن)، وكاتب هذه السطور وثق اللقب فى كتاب يحمل نفس العنوان من إصدار مهرجان الإسكندرية السينمائى،وحضرت فاتن على غير عادتها التكريم، مما يؤكد سعادتها به، إلا أنها وحتى أيام قبل الرحيل 2015 ظلت حريصة فى البحث عن فكرة تعيدها لعبق الاستوديو، كان لديها أكثر من مشروع مع المخرجين شريف عرفة وعمرو سلامة وأيضا بداية خيط درامى لم يكتمل مع الممثل أحمد حلمى، اتفق مع فاتن على أن يحمل المشروع فكرة  سياسية تقدم فى قالب (لايت كوميدى) على غرار (إمبراطورية ميم)، الذي كان يتناول الديمقراطية، وأهدى لها حلمى بورتريه يحمل صورتها بريشته.

فاتن نموذج للفنان صاحب الموقف الفكرى حتى لو لم يعلو صوتها، إلا أنها لم تنعزل يوما عن مشاعر الناس.

فى عام 2013 بالجامعة الأمريكية ببيروت، عند منحها الدكتوراه الفخرية، هاجمت حكم الإخوان وهم فى يدهم السلطة بمصر.

فهى تدرك أن ما حظيت به من حب وتقدير وصار اسمها، مرادفا (لسيدة الشاشة) يفرض عليها واجبات اجتماعية ووطنية، بعض برامج الفضائيات، تقدم مقاطع من هجوم مريم فخر الدين على فاتن بسبب لقب (سيدة الشاشة)، والغضب يعلن نفسه بتلك العبارة، هل نحن (خادمات الشاشة)؟ مريم كانت الأعلى صوتا فى إعلان الرفض، ماجدة الصباحى وهندرستم، لم تتسامحا مع اللقب، سميرة أحمد عندما سألوها، لم تجد ما يستحق الغضب فى تتويج فاتن حمامة (سيدة الشاشة)، بينما شادية تركت الإجابة مفتوحة، لم تدل بدلوها.

هل كانت فاتن استثناء فى جيلها؟ إجابتى هى نعم والدليل أن العديد من التجارب الأولى للمخرجين الذين تفجرت موهبتهم نهاية الأربعينيات ومطلع الخمسينيات كانت فاتن حمامة هى الهدف والطريق لتحقيق أحلامهم الأولى على الشاشة، حسن الإمام (ملائكة جهنم) ويوسف شاهين (بابا أمين) وكمال الشيخ (المنزل رقم 13) وغيرهم.

قال لى المخرج الكبير كمال الشيخ وهو ما أكده لى الكاتب الكبير سعد الدين وهبة أن فاتن كانت تتقاضى خلال عقد الخمسينيات، أعلى أجر، 5 آلاف جنيه بينما كل نجمات الجيل لم يتجاوزن 4 آلاف، قطعا تم استثناء ليلى مرد التي كانت وحتى منتصف الخمسينيات قبل ابتعادها عن السينما تحصل على ثلاثة أضعاف أجر فاتن.

هناك أيضا وثيقة أخرى، فى (تترات) فيلم صلاح أبوسيف (لك يوم يا ظالم) 1951ستقرأ هذا اللقب يسبق اسم فاتن، (ممثلة مصر الأولى) الفيلم إنتاج صلاح أبوسيف، ما الذي دفع مخرجنا الكبير، إلى إضافته سوى أنه استشعر من خلال ردود فعل الجمهور أن فاتن تستحق تلك المكانة.

لا حظ أن صلاح لم يكتب لقب (نجمة) بل حرص على (ممثلة)، وهو حقا التوصيف الأسمى والأبقى.

 لسبب أو لآخر، لم يسبق هذا اللقب اسم فاتن فى أفلام الأخرى، إلا أن المنطق والزمن يؤكد جدارتها، بكل الألقاب التي حظيت بها، فهى لم تسع إلى لقب، كل الألقاب سعت إليها!!

 

نقلاً عن مجلة روزاليوسف

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز