02:16 م - الأحد 2 يونيو 2024
لم تكن اسرته تعلم انه سيكون له شأن في عالم التلاوة فبعد ولادته مباشرة امتلاء البيت حزنا بعد اكتشاف انه كان كفيفا وجاء الجد الاكبر الشيخ حسن النادي وهو من كبار علماء الازهر ليبارك للعائلة فوجد الحزن يخيم في المكان فاخذ الطفل الصغير وظل يقرا في اذنيه قران وقال كلمة ولدنا هذا انشاء الله سيكون من اهل القرآن وسيكون له شانا وصوته سيعجب به العالم اجمع.
انه الفريد في دهره ووحيد عصره فضيلة الشيخ محمد حسن النادي الذي وهبه الله جمالا في الصوت وحسناً في الأداء وجودة في التلاوة وعلوم القراءات وعلوم النعم والمقامات مع المحافظة على الأحكام ومخارج الحروف وآداب وخلق القرآن الكريم والوقف والابتداء.
ويسر لنا قصته شقيقه الشيخ عبدالرؤوف النادي عضو نقابة القراء ومحكم دولي ان الشيخ محمد حسن النادي ولد بقرية بندف مركز منيا القمح محافظة الشرقية في يوم السبت الموافق 7 من أبريل ۱۹۲۳ ميلادياً و الموافق ٢٠ من شعبان ١٣٤١ هجريا من أسرة معروفة بالسادة الأشراف بالشرقية " عائلة النادي " نشأ وترعرع في بيت القرآن الكريم من أسرة قرآنية من السادة أشراف الشرقية ينتهي نسبهم الى الامام الحسين رضي الله عنه .
أسرة معروفة بالقرآن صوفية الوالد والأعمام " أباً عن جد " قراء وعلماء ، وجده العالم الجليل الشيخ حسن النادي حمله بين ذراعيه . بعد الولادة مباشرة وأذن في أذنيه، وتلى آيات من القرآن وقال : ولدنا هذا من أهل القرآن وسيسمع العالم كله صوته وينتشر صيته في كل بيت .
وبورك به جده عن والدته العالم الجليل الشيخ / محمد مصطفي الزهار ، من هيئة كبار علماء الأزهر الشريف ..
رحلته مع القرآن الكريم :
في الرابعة من عمره كانت البداية من كتاب القرية حيث أنها طبيعة الأسرة حرصها على التمسك بالدين وحفظ القرآن حيث الطبيعة
الصوفية وكانت هذه هي العتبة الأولى والأساس نحو مدارج الشيخ محمد حسن النادي بالكتاب فقد أتم ختم وحفظ القرآن الكريم بأحكامه وعدد سوره وعدد آياته وأرقام الآيات وأرقام صفحات المصحف وحين يسأله أحد عن آية من آيات القرآن فسريعاً ما يجيبه عن موضع الآية
ورقمها في السورة . وكان ذلك على يد الشيخ / على ابراهيم صقر .
وقد أتم حفظ القرآن الكريم وهو في السادسة من عمره فقال عنه الشيخ / على ابراهيم صقر : ( أنه قارئ نبغه وفلته من فلتات الزمان ) وعندما سئل لماذا قلت هذه المقولة ؟ أجاب : أنني كلما قرأت له آية مرة واحدة لا أكررها فأرى هذا الشيخ الصغير يكررها مرة أخرى ببراعة وبفطرة نقية طاهرة . إن دل ذلك يدل على أنه من نسل طيب وطاهر
.
وفى سن التاسعة من عمره اعتلى دكة القراءة مع أكابر القراء حينذاك فمنهم شيخه ومعلمه الشيخ / عوض خاطر، والشيخ / حسين عجاج والشيخ / إسماعيل حوايج ، والشيخ / على على عوض ، وهم من قراء القرية أنذاك . وقد داوم على قراءة القرآن يوم الجمعة بمسجد
.
وقد تربى في ساحة وضريح جده العارف بالله سيدى الشيخ / حسن النادي فأجاد الإنشاد الديني وبرع فيه كأكابر المنشدين ، وقد كان يشارك في الحضرة الأسبوعية ويشارك في المولد النبوى السنوى
بالقراءة والإنشاد الديني .
وفي سن الحادية عشرة من عمره افتتحت الاذاعة المصرية عام ١٩٣٤ م ، وقد داوم على سماع قراء الإذاعة أمثال الشيخ على محمود ، والشيخ / محمد رفعت ، وذلك من خلال الراديو (المذياع ) وقد تأثر بهم وينشد معهم ويقرأ ويجيد معهم بصوته العذب الرنان . فأثر ذلك في مسامع من حوله وكل من يسمعه ، وبدأت تنهال عليه الدعوات فأحضر إليه والده الزى الرسمي للقراء من الجبة والقفطان والعمة ) وشيئا فشيئاً ذاع صيته في كل القرى ثم المراكز المجاورة ثم المحافظة وأصبح من المعروفين في قراءة القرآن والإنشاد الديني
.
وذاع صيته بالإسكندرية فاضطرت الأسرة أن ترافقه إلى الإسكندرية ومن هنا داوم إحياء الليالي بالقرآن الكريم والإنشاد الديني والإبتهالات ومن هنا اشتهر في إحياء قراء الإسكندرية .
وقد عين مقرناً بمسجد سيدى ( المرسى أبو العباس )
ومنها اعتمد في إذاعة إسكندرية المحلية
فكان مثله الأعلى في هذا الوقت هو فضيلة الشيخ / مصطفى إسماعيل .
وفي الرابعة والعشرين من عمره عام ١٩٤٨ ميلادياً قدر الله أن يقرأ القرآن يوم الجمعة على الهواء مباشرة على موجات الإذاعة المصرية بترشيح وبأمر فضيلة الشيخ / مصطفى إسماعيل وكان ذلك أمام الملك فاروق ، فقرأ وأجاد وأبدع فاستحسنه الملك فاروق وأعجب بصوته هو وجميع الحاضرين ، .
وقد أثنى عليه الملك فاروق وحاشيته وكان ذلك سببا في اعتماده قارنا بالإذاعة المصرية بأمر من الملك فاروق شخصيا تقديرا له ولصوته العذب الطاهر .
المجالين وأجاد فيهما جميعا كالمشايخ علي محمود وطه الفشني ومحمد النادي . ومن الطرائف التي لم تتكرر في تاريخ الإذاعة المصرية أن الشيخين الفشني والنادي بالذات كانا يتبادلان الأدوار في فجر ليالي شهر رمضان بالإذاعة المنقولة بثا مباشرا في أواخر خمسينيات القرن الماضي ومطلع الستينيات حيث كان الشيخ الفشني يجلس للتلاوة مرة ويبتهل الشيخ النادي ؛ ثم في مرة أخرى يجلس الشيخ النادي للقراءة ويبتهل الشيخ الفشني ومن ارشيف الصحف القديمه اختارت لكم هذا الخبر القديم جدا حيث يقراء الشيخ محمد حسن النادي قرآن الصباح علي الشبكه الرئيسية للبرنامج العام ٢٩-٨- ١٩٦٠ الموافق السابع من شهر ربيع الأول ولاحظو كان يسبق قرآن الصباح ابتهالات العملاقين الانشاد الشيخين اسماعيل سكر ومحمد الفيومي ثم تقدمة التلاوه من العالم الجليل دكتور محمد عبد الله دراز فيالها من ايام رحمهم الله رحمه واسمعه واسكنهم فسيح جناته وجزاه الله عنا خير جزاء لما قدمه من عطاء في خدمة كتاب الله الكريم .
وفى سنة ١٩٥٤م أعلنت الإذاعة المصرية عن مسابقة للمبتهلين . فقدم فيها شيخنا الجليل / محمد حسن النادي مبتهلاً ، وقد نجح فيها بامتياز واصبح معتمداً بالإذاعة المصرية قارناً ومبتهلاً .
وكان ثالث الثلاثة وهم ( الشيخ / على محمود ، والشيخ طه الفشني ، الشيخ محمد حسن النادى ( فكانوا قراء ومبتهلين في الإذاعة
المصرية .
وقد كان له رصيد من الإبتهالات المسجلة والحفلات القرآنية المسجلة أيضاً في الإذاعة المصرية هذا غير التواشيح والأدعية ومنها توشيح ) تجلى مولد الهادي ) ، وتوشيح ( بمولد أحمد ) ، وتوشيح ( النور قد
ضاء لنا واستنار ) وغيرها كثير من التواشيح .
غير أنه ترك عدد من الإنشاد بمصاحبة الموسيقى والبطانة بالإذاعة المصرية وترك ايضاً حفلات مسجله بالمعهد العالي للموسيقى العربيه بمصاحبة كبار الملحنين منها الموال اللذي شهر به الليل يطول يا قمر
ودور انت فاهم للشيخ / ذكريا احمد ودور هلت ليالي الفرح وأدوار كثيره وأناشيد يدنيه .
وعلى رأسهم الشيخ طه الفشنى وبطانته فكان هذا أعظم شرف القرية
بندف ومحافظة الشرقية .
وقد سافر الشيخ / محمد حسن النادى إلى جميع الدول العربية ومنها سوريا وتونس ولبنان وله تسجيلات بالإذاعة السورية والبنانية وغيرها
من الدول العربية وأيضاً سافر إلى بعض الدول الأوربية .
وقد حرصت كثير من البلدان على أن يحضر إليهم فضيلة الشيخ محمد حسن النادي ويحيى ليالي رمضان المعظم بتلاوة القرآن والتواشيح الدينية والابتهالات ؛ حباً له وتقديراً لموهبته وإبداعه في القراءة والتواشيح والابتهالات .
وقد حضر الشيخ معاهدة ١٩٣٦ وحرب ١٩٤٨ وثورة ٢٣ يوليو عام ١٩٥٢ كما افتتح حفل المنشية عام ١٩٥٤ والتي كانت به محاولة اغتيال الرئيس الراحل / جمال عبد الناصر ، وحضر أيضا العدوان الثلاثي عام ١٩٥٦
وفاته
وجاء اليوم المشهود يوم الخميس الساعة الحادية عشرة صباحاً الموافق ١٩٦١/٦/١ ميلادياً والموافق ١٦ من ذي الحجه عام ١٣٨٠ هجرياً فقد كان اليوم مشرقاً صافياً مضيئاً يشهد على عظمة هذا الشيخ الجليل العظيم ، وفجأة دون سابق إنذار تبدل الجو وغيمت السماء رغم أننا في وضح النهار يسكت وينصت كل أفراد الأسرة وهو يجلس بينهم ينظرون إليه وإذا به يتمتم ببعض آيات من القرآن الكريم ثم ينطق بعدها الشهادة.