عاجل
الأحد 19 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

مأساة "سيدة العمرانية" و"شيخ الفتنة" أمام محكمة الأسرة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

محكمة الأسرة كثيرًا ما تعج بمئات القضايا، التي يتبادل فيها طرفا المعادلة الاتهامات فيما بينهما، مدفوعين بمشاعر الانتقام والكراهية، لتتهدم أركان منازل كانت المودة والرحمة هي عمادها ورمانة ميزانها حتى وقت قريب. 



 

مباراة كبيرة يخوضها أنصار كلا المعسكرين، يتسلح كلٌ منهما فيها بالأهل والأقارب وكبار المحامين، انتظارًا لصافرة النهاية وإعلان هوية الفائز، في موقعة يخسر فيها الفريقان.

 

في بعض الحالات جرى العرف والعادة، أن يحتكم الطرفان- حال اشتعال شرارة المشاكل بينهما- إلى حكم من أهله وحكم من أهلها، إن أرادا إصلاحًا، لإصدار قرار ملزم لكلا الشريكين، تُحفظ به دعائم استقرار الأسرة، التي أبغض الله طلاقها الحلال، لما له من ضرر بالغ على نفسية الأبناء، الذين يمثلون قوام مستقبل الأمة والمجتمع.

 

وقد يرد البعض المسألة إلى أولي الدين والعلم، لأخذ المشورة وتصحيح مسار الحياة، وإصلاح أي اعوجاج يطرأ على سلوك أحد الزوجين أو كلاهما، فيما تكون منصة القضاء هي الملاذ الأخير، إذا ما تم استنفاد كل الطرق المُمكنة، لإصلاح ذات البين.

 

تفاصيل مأساة الزوجة المسكينة داخل محكمة الأسرة

في قصتنا هذه اختلطت الأمور، حين سلم رب البيت وربان السفينة أمره لـ"بوصلة خربة"، عطبت اتجاهاتها وأصاب التلف مؤشراتها، لتكون النتائج من جنس المقدمات.

 

البداية كانت طبيعية، ومضى قارب الحياة فيها بالزوجين، دون أن يعكر صفو حياتهما شيء، ليتشاركا الحياة بأفراحها وأتراحها، جمع رباط الزواج المقدس بينهما، وطوال 15 عامًا كانت الزوجة "ص. ك" مثالًا يحتذى به في الإخلاص والوفاء لزوجها. 

 

الشرارة الأولى

انطلقت الشرارة الأولى، كونها لم ترزق بالابن المنتظر، الذي يملأ حياتهما بالبهجة والسرور، لكنها لم تكن نقطة الفصل التي توقف شراع سفينتهما المتهالكة، ليستكملا الرحلة على ما بها من نقص وخلل. 

 

مرت الأيام والسنون، وتعرضت الزوجة الأربعينية لاختبار قاسٍ، كشف عن المعدن الحقيقي لزوجها وشريك عمرها، إذ أصيبت بداء عضال، أفقدها قدرتها على الحركة، والقيام بأعباء المنزل اليومية، لتصبح طريحة الفراش، وفي أمسّ الحاجة للمعاملة الحانية والكلمة الطيبة، ردًا للجميل بعد سنوات من الكفاح والشقاء.

 

خلال الستة أشهر الأولى، أبدى الزوج تعاطفًا مصطنعًا، مع ابتلاء "المرض" الذي أسقط شريكة عمره، وتعامل معها بشيء من اللين والرحمة الزائفة. 

 

وانكشف الستر

مرت الأيام الحلوة، لتتبدل أوضاع الزوج فجأة ودون سابق إنذار، من النقيض إلى النقيض، ليتحول "الخِل الوفي" إلى شيطان مارد، ويرد الحسنة بالسيئة، ويقابل الإحسان بالنكران. 

 

تعرضت الزوجة لأقصى أنواع الإهمال والإساءة، وتغافل الزوج عن دوره في رعايتها، متحررًا من واجبات قوامته للإنفاق عليها، دون سند أو برهان حقيقي، ليتركها نهبًا للعوز والحاجة وقسوة المرض.

 

تسلحت الزوجة المريضة بالشجاعة اللازمة، وواجهت شريك عمرها مطالبةً بحقوقها المشروعة، وبتفسير منطقي لهذا التجاهل القاتل و"الخسيس".

 

الفتوى المارقة

أمام تساؤلاتها العاصفة التي كشفت عن ضعف موقفه، فاجأها الزوج الغادر برد فعل أكثر خسة، ليلقي بها في الشارع ويطردها خارج المنزل، مبررًا هذا التحول بفتوى دينية سمعها عبر إحدى القنوات الفضائية، تعطيه الحق في عدم الإنفاق على قرينته، حال عدم قدرتها على تلبية حقوقه الشرعية من "العلاقة الحميمية".   

 

وأمام هذه الدناءة والخسة، حركت الزوجة المسكينة دعوى قضائية داخل محكمة الأسرة بالعمرانية، للمطالبة بحقها في الحصول على نفقة تكفل لها حياة كريمة، وتحفظ ماء وجهها وحياءها.

 

من جانبه، أوضح أيمن محفوظ "محامي المدعية"، أن موكلته تقدمت بطلب "نفقة زوجية"، فيما أقر الزوج أمام القاضي بسلامة موقفه، الذي اتخذه بناءً على فتوى لأحد "شيوخ الفضائيات".

 

وكشف "محفوظ" عن الحكم الذي أصدرته هيئة المحكم، والذي جاء منصفًا لموكلته، بأحقيتها في الحصول على نفقة تتناسب مع دخل زوجها.

 

وأشار محامي المدعية إلى أنه قام بإخطار مقر عمل "المشكو في حقه" للتنفيذ، مؤكدًا أن موكلته تحصلت بالفعل على النفقة المقررة لها من أجر الزوج.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز