ألاعيب قديمة

بقلم : عاطف حلمي

حزب النور لم يتعظ من تجربة تنظيم الإخوان، ولايزال يمارس ألاعيب الجماعة بنفس الأدوات القديمة العقيمة ... الإخوان راهنوا على واشنطن والدعم الأوروبي، والآن يكرر حزب النور نفس الجريمة ويقدم نفسه للولايات المتحدة بصفته البديل وربما الوريث الشرعي لعرش الإخوان المنهار، في انتظار ساعة الصفر للانقضاض على السلطة وفي أضعف الاحتمالات افساد خارطة الطريق ... "النور" لعب دور "الكومبارس" و"السنيد" للاخوان في فترة المعزول مرسي، والآن لديه الأمل في القيام بدور البطولة في فيلم سبق أن فشل جماهيرياً واسدل عليه الستار إلى الأبد في 30 يونيو.

 

قضية خلافية

أخواننا بتوع "النور" اثبتوا أنهم راسبون في "كي جي وان سياسة"، فلقد تحولت الثوابت الوطنية لديهم إلى مجرد فرضيات جدلية، ولم يشعروا بذرة خجل عندما وصفوا في بعض تصريحاتهم احترام علم الدولة وسلامها الوطني بأنه "قضية خلافية"، ولا نعلم كيف يرون احترام رمز وشعار الدولة قضية خلافية وأن علم الوطني لايعدو كونه مجرد "قطعة قماش"، بينما في تظاهراتهم يصبح رفع علم القاعدة فريضة؟!.

 

فقدان ذاكرة

أحد قيادات حزب النور قال لافض فوه: "من قال إن حزب النور سلفي"، ... واضح أنه لايرى الجيش الجرار من أصحاب اللحى أعضاء الحزب المنحدرين رأساً من الحركات والتنظيمات السلفية، وربما ليس لديه مرآة يرى فيها لحيته الطويلة العريضة لتذكره بأنه لايزال سلفياً.

 

غنائم "النور"

نادر بكار مستشار رئيس حزب النور لشؤون الإعلام قال "إن احتفالات أكتوبر تأكيد لمناسبة نهنئ بها المصريين ونؤكد إننا نحتاج لإستحضار هذه الروح روح الإنتصار والتخطيط" ... وأضاف ـ لافض فوه ـ "قررنا عدم المشاركة في التظاهرات خوفا من الإحتكاكات المتوقعة مابين مجموعات مصرية محتلفة فإننا لانفضل أي مظاهر التجمعات في هذا اليوم" ... عنكم ما شاركتم ... فلم نراكم يوماً بين ثوار 25 يناير 2011 بل افتيتم بأن الخروج على الحاكم حرام، ولم نسمع لكم رأياً معارضاً لسياسات المخلوع مبارك، ولم تنتفضوا على نظام المعزول مرسي حتى بعد أن تلاعب بكم واستغلكم أسوأ استغلال، ولم تخرجوا في موجة 30 يونيو الثورية، ولم توقعوا على استمارات "تمرد" ولم تنضموا حتى إلى حملة "تجرد"، ولم نر منكم أي مشروع سياسي وطني حقيقي .. بل مجرد شعارات فضفاضة تدغدغ مشاعر البسطاء، بينما خرج من صفوفكم البلكيمي ومن على شاكلته ... فقط رأيناكم تتدافعون على حصد الغنائم بعد كل معركة لم تشاركوا فيها.

 

صدمة

قال الدكتور بسام الزرقا عضو المجلس الرئاسي لحزب النور: "إنه ترك لجنة الـخمسين لأسباب صحية حيث إنه خشى على صحته جراء ما يتم داخل هذه اللجنة"، ... وهنا لا أشك في مدى صدق الزرقا فيما قاله لأن اخواننا في حزب النور لايزالوا يعانون من صدمة انهيار كل أحلامهم، وكلما شاهدوا مصر تسير نحو انجاز خارطة الطريق والعبور من نفق تجار الدين المظلم إلى فضاء الدولة المدنية الفسيح أصابتهم الحسرة وخيبة الأمل، وكلما تمعنوا في تركيبة لجنة الخمسين زاد يقينهم بأنه لاجدوى من امتلاكهم للنسخة الاحتياطية من مفتاح الإخوان الذي يحتكرون به الدين ويستخدمونه لفتح الأبواب الموصدة في طريق طموحهم الجامح نحو السلطة، بل ربما يكون هو نفس المفتاح الذي سيفتح أمامهم بوابة "طريق اللي يروح ما يرجعش"