عاجل
الإثنين 15 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
السودانيون في مصر بخير

السودانيون في مصر بخير

كان من الطبيعي أن يتجه الشعب السوداني لمصر المؤمنة في أوقات الشدة والمحنة والابتلاء، وهي الملاذ الآمن والوجهة الصحيحة حيث التاريخ والجغرافيا والمصير، 



 

ولأول مرة في تاريخ السودان القديم والحديث أن  يلجأ السودانيون لإخوانهم المصريين بهذا العدد، وللمعلومية أعداد كبيرة من السودانيين جاءت إلى مصر عقب حالة عدم الاستقرار في الفترة الماضية وصراع الأحزاب السياسية على كراسي السلطة مما أدى إلى حالة السيولة الأمنية.

  حينما جار على السودانين الزمان وادلهمت عليهم الخطوب وفُرضت عليهم حرب كارثية قضت على الأخضر واليابس هاجروا شمال الوادي ووجدوا ترحابا حارا وحضنا دافئا ولم يحدث في تاريخ البشرية ماضيها وحاضرها أن استهدفت الحروب الشعوب بهذه الطريقة المتوحشة.   ولو نظرنا إلى الحروب والاضطرابات التي دارت من حولنا في محيطنا الإقليمي أو التي في أقاصي الدنيا لم يحدث مطلقا أن قامت ميليشيا أو حركة مسلحة باستهداف المواطنين، وأن يكون هدفها القتل والسلب والنهب والتهجير والتطهير العرقي وتدمير البنية التحتية  حتي في رواندا، والتي شهدت حربا أهلية شهيرة، كانت طبيعة الحرب قبلية بين التوتسي والهوتو، أما بقية القبائل في رواندا فلم تتأثر  بالحرب ولم يصبها مكروه.

  ميليشيا الدعم السريع لم تستهدف القوات المسلحة السودانية فحسب، ولكنها استهدفت المواطن في ممتلكاته وعرضه، فكان القتل والسلب ودفن الناس أحياء والاغتصاب.

 ففي السودان على سبيل المثال حدثت عدة انقلابات عسكرية لاستلام السلطة، وحينما يفشل الانقلاب يستسلم الانقلابيون وتنطوي صفحة الحرب إلا هذه الحرب الوجودية التي لم تشهدها بلادنا منذ الاستقلال وعلى الرغم من ذلك ستنطوي صفحة الحرب قريبا وسينجلي الظلام وستشرق شمس السودان وسنودع الظلام وسنمسح دموع اليتامى والثكالى، وتبدأ صفحة جديدة من تاريخ السودان عنوانها وداعا الفرقة والشتات السودان أولا وأخيرا، ولا بد أن تودع القوى السياسية حالة البغضاء وتنظر الي الإمام وإلا فإن جيل ما بعد الحرب يختلف عما قبله وستجد القوى السياسية خارج التاريخ  التحية لمصر التي عرفها السودانيون عن كثب شعبا وحكومة، حتى إن الرئيس عبد الفتاح السيسي حينما سألته صحفية عن الأعداد الكبيرة الني جاءت إلى مصر  كانت إجابته قاطعة وواضحة وأشفت صدور السودانيين.

 قال الرئيس السيسي، إن الوافدين إلى مصر قد جار بهم الزمان، وأضاف بأن مصر لن تفتح معسكرات لاجئين وإن الوافدين يعيشون مع إخوانهم المصريين دون تمييز، ومن حسن الطالع أن بعثت الحكومة المصرية سفيرا إنسانيا لم يتكبل بقيود الدبلوماسية المنمطة ولم يرهن نفسه للبيروقراطية المستهلكة، بل قفذ فوق كل ذلك وانفتح على المجتمع السوداني بكل فئاته، والسفير هاني صلاح يشارك في كل المناسبات.

وأعجبتني كلمته في إفطار الصحفيين الذي نظمه مركز عنقرة للخدمات الصحفية والإعلامية، فاندهشت للمعلومات التي يعلمها عن السودان، حيث ذكر أن الخطوط الجوية السودانية بدأت العمل عام 1946، وفي نفس الوقت كان فريق المريخ السوداني يلعب في إحدى الدول الأفريقية فأعلن لهم انتصار الفريق، وقدم هاني محاضرة رفيعة وقيمة عن العلاقات السودانية المصرية.

 

- عضو مجلس نقابة الصحفيين السودانيين

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز