عاجل
الخميس 9 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

د. إيمان ضاهر تكتب: العيد في "أم الدنيا" نور ونصر لتاريخ مجيد

د. إيمان ضاهر
د. إيمان ضاهر

سألوني عن العيد في الدنيا، فأجبت: ينبع نابضا من روح كتاباتي، عندما أتخيل نفسي في مصر، فحضارة العيد ملك مشاع لها، حيث تتسع للبشرية بأكملها.



 

وأطوف في رحلة حالمة، ترتل شعرا ألهمته 

كنوز أطوار أعيادها على مر تاريخها، نثر من الخلود على ممر العصور والدهور، تتوج قلعة السلام الودود، والخير المتدفق في كل العهود. 

وإذ بروحي تسكن بهناء معطرة بالعود والتمر، وعبق القرفة، ومن شعلة الفرحة، ها هي بصيرتي في شرود هائمة في حضارة العيد، تتفتح وتهلل بأنوار

الحفاوة، ملاذ وجواهر تحط رحالها في العيد.

 

في "أم الدنيا".. تلمع لي مرابعها، وأدور وأدور في أرجائها الرائعة، في "أرض الكنانة" الواسعة.

كل عيد عليك يعود دوما بجديد، عيد من أشرف الأعياد "الحفلة الكبيرة" "التضحية"، عيد الإلهام الميبن واليقين، فيه الضوء المُنير، للعبد الفقير لكنه عند ربه كبير، يستجيب له يستكين بتضرعه، بالتضحية والطاعة لرب العالمين، وهو الحكيم العظيم، على كل شيء قدير.

"مصر" في عيدها، "مصر" في العيد أسطورة عيد، تكمن فيه روعة القديم الخالد وجمال الحاضر الزاخر. 

 

ليال مضيئة متألقة لنيل حبها، وعاشقة لهوى طقوسها الخالدة.. العيد يشرق بالقيم والمبادئ في طلعته البهية، في أرضها العظيمة.. وما أندر من عاش هذه التجربة الفريدة التي عشتها للعيد!! نقوش من ذهب هي تقاليد العيد في قلاع "أم الدنيا"، تحكي قصص التاريخ في صفحات العيد السعيد. 

ففي أيام العيد نسافر في لقاء التاريخ ونفتح صفحات ثرية، عصور مصر التاريخية الفرعونية والمملوكية والفاطمية القبطية والإسلامية.

 

في مصر العيد عرس في شمالها وغربها، جنوبها وشرقها من القاهرة للإسكندرية، من أسوان وحلوان، إلى الفيوم ومرسى مطروح، من سيناء الأبية، إلى السويس الشامخة، إلى أسيوط والصعيد ولا يسعني تعداد كل محافظاتها الجميلة، بأهلها وزينتها، ولمة عائلاتها وموائدهم العامرة.

 

في مصر العيد، حب وتسامح، والأهم في هذا العيد، صلاة العيد، وتكبيرات العيد المباركة في مساجد مصر، التي يحث خطباؤها روادها التمسك بمكارم الأخلاق.. والاخلاص للدين والإتيان بمكارم الأخلاق.

 

ولابد أن تتجلى ضيفة متألقة في تراثها وهي "العيدية"، رمز العيد المبارك بنقود جديدة.

 

وما هو السر في الهيام بالعيد في مملكة الأعياد وأجيب بأن هيرودوت أعظم وأقدم مصدر تاريخي قد أوضح البيان بالمقولة الأثيرة: "مصر هبة النيل، وأعياد ليس لها مثيل...".

وهنا التفت للنيل النبيل، وأنحني أمام مائه، ماء الرزق الوفير، لأشم رائحتها المقدسة.

 

دعوني أحدثكم عن النيل، نغم ماء الفرحة 

وقبلة روحية للغبطة، في دفء جمهورية

جديدة هزمت اليأس والقلق، وتغلبت بالنصر المبارك على عنف الإرهاب، فعم السلام، وأصبح العيد على ضفاف النيل حفلات وئام أنوار وإبداع.

المرهف في مياهه في تقبيل وجنات العيد 

المبارك، عرس الحياة، والذي سيدوم في قلب

"أم الدنيا" حتى نهاية الدنيا.

وفي مملكة العيد، كيف لي أن أنسى فرحة

الطفل، نور العين، في لقاء العيد، لقاء الامتنان

للبراءة، العيد أكبر سعادة للطفل في لهوه 

وخياله.

"مصر"، أغنية الحب الوفي في العيد وكل عيد

موسيقى لحنها الخلود، الود والأمل.

يا ليالي العيد، كم ملكت الشرق وأقاصي الغرب

في حكاياتك في كل درب!

لقد سمعتها في ترحالي وأصغيت إليها بفخر، حبيبتي "مصر" فاخرة في تاريخها، باسمها الجليل والمقدس، محفورة في قلوب عشاقها.. "أم الدنيا" الغالية

ستبقى تبهرنا بأعيادها وأفراحها وفنونها، 

ونحن أبناء الدنيا سنبقى نبحث عن جذورنا وأصولنا بين تراب أرضها الوفية، حضنتنا ومازالنا بين ذراعيها، ألبستنا ثياب العيد فأودعت الراقية، في أرواحنا، بسمة  الأمل الشافية والواقية، الواعية والراعية.

فكيف نراها اليوم في عيدها؟

نتطلع إليها، ونراها بحسن العيد وجماله تحبس الأنفاس وتفتن الألباب بعطر أرضها، وربوعها المفتوحة لاستقبال العيد بكل نوافذها، وشعبها الحبيب، المضياف والشجاع، علم في أصول الضيافة والإحسان في كل أوان.

وأخيرا، في مدرسة حب الأمة المصرية للأعياد، ستظل "أم الدنيا" تتربع على عرش دول العالم بدون منازع ملكة جمال الإتقان في الجود والجودة في كل أعيادها.

 

ستبقى"أم الدنيا"، "أد الدنيا"، والمصري 

ولدها، والرئيس القائد، عبد الفتاح السيسي، جابر خواطرها، وحامي جيشها وشعبها.

 

ويرتفع صوت مهيب من أحشاء أم الدنيا، 

صوت البعد الكوني والأبدي لكوكب الغناء

الأصيل أم كلثوم ، تردد لنا: "يا ليلة العيد

انستينا وجددت الأمل فينا.. يا ليلة العيد".

 

كل عيد أضحى وأنت بخير يا شعب مصر الحبيبة

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز