عاجل
الجمعة 13 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

طب بيطري الزقازيق: الحيوانات المنزلية مصدر عدوى للإصابة بجدري القردة

الدكتور نصر عبدالوهاب عميد كلية الطب البيطري بجامعة الزقازيق
الدكتور نصر عبدالوهاب عميد كلية الطب البيطري بجامعة الزقازيق

في إطار ما تواجهه بعض الدول حول العالم من انتشار مرض "جدري القردة" بدأت دول أخري في اتخاذ إحتياطاتها لمواجهة هذا المرض والسيطرة عليه في حالة ظهوره، من خلال عقد ندوات توعوية وإرشادية وتعريفية وكيفية اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من العدوي بالمرض تحسبًا لظهور أي حالات، حيث أن هذا المرض تم القضاء عليه منذ ما يقرب من نحو أربعون عامًا، وخلال الأونه الأخيرة ظهر في عدة دول، وسجلت منظمة الصحة العالمية حالات الإصابة حتى الآن 780 حالة، في 27 دولة.



 

قال الدكتور نصر عبدالوهاب محمد، عميد كلية الطب البيطري بجامعة الزقازيق لـ"بوابة روزاليوسف" أن كلية الطب البيطري، قامت بعقد أول ندوة توعوية عن مرض "جدري القردة" منوهًا :"الطبيب البيطري هو خط الدفاع الأول عن الإنسان، ويعتقد البعض أن الطبيب البيطري تتلخص مهام عمله في الحيوان فقط، لكن يتم معالجة الحيوان بغرض زيادة الإنتاجية وفي ذات التوقيت يتم العمل علي حماية الإنسان من انتقال الأمراض له عن طريق الحيوان، لأن حياة الإنسان وصحته ضمن مسؤوليتنا ".

 

وتابع عميد كلية الطب البيطري : "ظهر خلال الفترة الأخيرة مرض "جدري القردة" ما دفعنا لعقد ندوة توعوية وتعريفية عن المرض وأسباب وطرق انتشاره ، وكيفية الوقاية منه ، للخروج ببعض التوصيات التي يتم إرسالها للمسؤولين، مشيرًا إلي أن المرض لم يدخل مصر حتي الآن، ولكن كان يجب علينا اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنعه من الدخول إلي مصر، وكيفية التعامل معه في حالة ظهوره".

 

وأشار الدكتور نصر عبدالوهاب"جدري القردة" يوجد في حوض الكونغو في وسط وغرب إفريقيا، وهو المكان الأكثر انتشارًا. في عام 1970 بدأ ظهور أول حالة مصابة بالمرض، وفي عام 2003 كانت بداية ظهوره في الولايات المتحدة، وذلك بسبب هواية بعض المواطنين إقتناء الحيوانات المنزلية والتي تعتبر مصدر أساسي لنقل العدوي.

 

واستكمل عميد كلية الطب البيطري، توقف تطعيمات الجدري منذ عدة سنوات أدي إلي نقص المناعة ضد هذا المرض عند  الإنسان، لافتًا إلي أن من أسباب انتشار المرض مرة أخري يرجع إلي قيام بعض الدول بتقطيع الغابات وحرقها ما تسبب في هجرة الحيوانات التي تعيش بداخلها وإختلاطها بالإنسان، بجانب الهجرة غير الشرعية إلي أوروبا ما أدي إلي إصابة الإنسان فكان سببًا في انتشاره.

 

ووصف الدكتور نصر عبدالوهاب،  مرض جدري القردة، بأنه عبارة عن حبوب تظهر علي الجلد علي هيئة بثور ، تتحول إلي قشور، وكذلك تضخم الغدد الليمفاوية، وتنتقل من خلال الإختلاط بطريقة مباشرة وغير مباشرة، وهو أقل خطورة عند الإنسان، ولا يوجد علاج له، ونسبة الوفيات به ضئيلة وأقل من 3%.

 

وأوضح عميد كلية الطب البيطري، كان للندوة بعض التوصيات، أهمها، حصول الإنسان علي تطعيم، وخاصة العاملين بحدائق الحيوانات، عمل حجر للحيوانات المستوردة، تكثيف الندوات التوعوية لكافة الأطياف تحسبًا لدخول المرض، وكيفية التعامل في حالة ظهوره،  استخدام المطهرات بصفة مستمرة، غسل اليدين باستمرار، تلقي التطعيم.

 

من جانبه قال الدكتور محمد السيد، أستاذ الأمراض المشتركة، ووكيل كلية الطب البيطري لشؤون التعليم والطلاب بجامعة الزقازيق. "جدري القردة" هو مجموعة من القردة تشمل القرود وهي طائفة من القردة والنسانيس والبابون، لافتًا إلي أنه مرض مشترك بين الإنسان والحيوان، أصله من منشأ حيواني وموطنه الأصلي غرب ووسط إفريقيا، لافتًا إلي أن الأجسام المناعية الخاصة بجدري الإنسان تحمي بنسبة 85%.

 

ولفت أستاذ الأمراض المشتركة، أن مرض جدري القردة، يوجد منه عترتين، الأولي عتره قليلة الضراوة،  وأخري ضعيفة الضراوة وهي المنتشرة في الدول التي ظهر بها المرض ووفياتها1%، مشيرًا إلي أن أسباب دخول المرض إلي أمريكا ، بسبب استيراد القوارض والسناجب من إفريقيا الأمر الذي تسبب في نقله للبشر بسبب التلامس والإحتكاك المباشر بها ، ونسبة الإصابة العالية عند الأطفال أقل من 15 عامًا.

 

وأوضح الدكتور محمد السيد، أنه أصبح يوجد ظاهرة عند بعض الأسر وهي إقتناء وتربية القرود داخل المنازل والتي يوجد منها نوعان"مُستأنسه، وبرية" موضحًا أن الأولي هي أقل خطورة في نقل العدوى علي عكس الثانية التي تعمل علي انتشار المرض بطريقة سريعة، وبسبب إختفاء جدري الإنسان منذ ما يقرب من 40 عامًا أصبح جسم الإنسان خاليًا من الأجسام المضادة نظرًا لعدم الحصول علي تحصينات المرض، ما أدي إلي انتشار جدري القرود.

 

واستكمل أستاذ الأمراض المشتركة بكلية الطب البيطري جامعة الزقازيق، أن هناك طرق ثانوية يمر المرض بالإنسان بها في حالتين بعد نقل العدوة بمجرد حدوثها، يتم الخضوع لفترة حضانة ما يقرب من 7 أيام ومع انتشار المرض بالجسم يسبب حمي تعمل علي إفراز الفيروس مع العطس وخروج الرزاز في الجهاز التنفسي ، ومن ثم  إلتهاب الغدد الليمفاوية ، والبثرات الجلدية وتعتبر مصدر العدوى للآخرين.

 

وفي السياق ذاته،  قال الدكتور عبدالله محمد أمين، أستاذ الأمراض المشتركة بكلية الطب البيطري جامعة الزقازيق، أن "جدري القردة" هو مرض عاود الظهور، حيث ظهرت أول حالة مصابة في القرود عام 1958 في معهد الأمصال الحكومي بكوبنهاجن بالدنمارك ، و أول إصابة بشرية 1970 بالكونغو وخلال هذه الفترة وحتي 1980 تحصن العالم بتطعيم الجدري، ومع إختفاء المرض تم إيقاف التحصينات، مشيرًا إلي أن العالم يتجه لاستحداث تطعيم ضد جدري القرود يعمل علي وقاية تصل نسبتها إلي 85% حماية.

 

وتابع أستاذ الأمراض المشتركة: " في عام 2003 تم تصدير نوع من الفئران من إفريقيا إلي الولايات المتحدة الأمريكية، تسببت في انتقال العدوي إلي نوع من الكلاب تسمي"البراري" صغيرة الحجم، يعتبرها بعض المواطنين أنها حيوانات منزلية يقومون بإقتنائها، و بسبب التلامس و الإحتكاك معها أدي إلي انتقال العدوي إلي المواطنين في الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلي أن منظمة الصحة العالمية أصدرت بيان بانتقال العدوي عند بعض الحالات التي تم تسجيلها عن طريق الاستنشاق، كما نفت المنظمة انتقال الفيروس من خلال الهواء، ولا يمكن أن يتحول إلي جائحة".

 

وفي سياق متصل، أكد الدكتور أحمد بحيري، أستاذ الجراحة ووكيل كلية الطب البيطري لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة الزقازيق، علي أن كلية الطب البيطري لابد أن تكون معاصرة لكل الأمراض التي تُصيب الحيوان أو المشتركة مع الإنسان، موضحًا أن الطب البيطري هو خدمة للمجتمع سواء من الناحية الحيوانية أو وقاية الإنسان من الأمراض، وخلال الأونه الأخيرة، ظهر مرض جدري القردة، حيث كان للكلية السبق في عقد أول ندوة عن طبيعة المرض بسبب ظهور الحالات التي أُصيبت.

 

وأوضح أستاذ الجراحة ووكيل كلية الطب البيطري لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة الزقازيق،  أن كلية الطب البيطري ، لها خطة مجتمعية سنوية، كما يتم عقد مؤتمرات وندوات إسبوعية وشهرية للتوعية بخطورة الأمراض التي تنتقل من الحيوان للإنسان بجانب التثقيف وخدمة المجتمع، لافتًا إلي أن الكلية بها مستشفى بيطري لاستقبال جميع الحالات البيطرية يوميًا، بجانب مستشفى أخري متنقلة لعمل قوافل بيطرية شاملة إسبوعية بالقري النائية التي لا يوجد بها خدمات بيطرية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز