عاجل.. إسرائيل تستعد للحرب ضد تركيا ووزير خارجيتها هدد أردوعان بمصير "هتلر"
عادل عبدالمحسن
أعلنت لجنة رسمية تابعة للحكومة الإسرائيلية، تم تشكيلها لدراسة احتياجات الدولة والمجتمع والجيش في مواجهة التهديدات والمخاطر الحالية والمستقبلية على وجود إسرائيل، أن إسرائيل يجب أن تستعد لحرب مباشرة محتملة مع تركيا.
وسلمت هذه اللجنة، برئاسة المقدم المتقاعد يعقوب ناجل، تقريرها النهائي يوم الاثنين، إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ووزير المالية بيتسل سموتريش، وأشارت فيه إلى احتمال نشوب مواجهة مباشرة بين إسرائيل وتركيا مع التأكيد أن هذا "تحذير خطير".
كان سبب إنشاء لجنة ناجل هو فحص ميزانية الدفاع ومواءمتها مع الاستراتيجيات الأمنية الحالية والمستقبلية للدولة. وقدمت هذه اللجنة، التي بدأت مهمتها منتصف الصيف، يوم الاثنين الاستراتيجية الشاملة التي توصي بها البلاد في التعامل مع التهديدات الناشئة. شغل البروفيسور ناجل سابقًا منصب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي.
وحذرت اللجنة الزعماء السياسيين والقادة العسكريين في إسرائيل من أن "طموحات" تركيا "لاستعادة نفوذها من العهد العثماني" يمكن أن تؤدي إلى تصعيد التوترات مع إسرائيل وربما تؤدي إلى صراع مباشر بين البلدين.
وفي هذا التقرير الرسمي، تم التأكيد على خطورة اصطفاف الجماعات المؤثرة في سوريا مع تركيا، وهو ما يقول إنه يشكل "تهديدًا جديدًا وقويًا" لأمن إسرائيل.
ووفقًا للجنة ناجل، فإن "التهديد القادم من سوريا يمكن أن يصبح وضعًا أكثر خطورة من التهديد الإيراني".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الوقت نفسه إن تقرير لجنة ناجل "يزودنا بخريطة طريق لتأمين مستقبل إسرائيل".
حرب مباشرة
ويأتي تحذير اللجنة الحكومية الإسرائيلية من احتمال نشوب حرب مباشرة مع تركيا، في وقت لا يزال البلدان يحتفظان بعلاقات دبلوماسية رسمية رغم الأزمات الحادة، رغم عدم تواجد سفراء البلدين في بلدي بعثتيهما منذ فترة.
وقال أردوغان الشهر الماضي إن بلاده قطعت علاقاتها مع إسرائيل، لكن دولة الكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة نفت ذلك.
وتركيا أيضًا عضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بقيادة الولايات المتحدة.
ومن غير المعروف ما إذا كان أردوغان، الذي وصف دونالد ترامب بـ"صديقه"، سيواصل سياساته وتصريحاته القاسية ضد إسرائيل عندما تبدأ الإدارة الجديدة في واشنطن.
قال دونالد ترامب في مقابلة يوم الاثنين إن إسرائيل لم يكن لديها "صديق أقرب منه" في تاريخها.
وكانت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية، قد نشرت تقريرًا عن استنتاجات اللجنة الحكومية الإسرائيلية برئاسة تساحي ناجل بشأن تعارض المصالح التركية الإسرائيلية في منطقة الشرق الأوسط.
ويشير التقرير إلى أن أنقرة، التي تسعى إلى استعادة نفوذها من الإمبراطورية العثمانية، يمكن أن تدخل في مواجهة مع إسرائيل، على الأراضي السورية.
لا يزال الوضع في الشرق الأوسط معقدًا ومتوترًا، خاصة على خلفية التحالفات الجيوسياسية المتغيرة.
وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ضرورة أخذ التحديات الجديدة بعين الاعتبار.
وقال نتنياهو إننا نشهد تغيرات جوهرية في الشرق الأوسط، لقد كانت إيران منذ فترة طويلة أكبر تهديد لنا، لكن قوى جديدة تدخل الساحة وعلينا أن نكون مستعدين لما هو غير متوقع.
وتعمل أنقرة بنشاط على تعزيز نفوذها في المنطقة، وتظهر طموحاتها للعودة إلى موقع قيادي.
وعلى وجه الخصوص، تعمل تركيا على زيادة تواجدها في سوريا والعمل بشكل وثيق مع الجماعات الفلسطينية، بما في ذلك حماس، الأمر الذي يسبب قلقًا بالغًا في تل أبيب.
وتعتبر إسرائيل مثل هذه الأعمال بمثابة تهديد مباشر لأمنها.
ووسط هذه التوترات، تظل العلاقات التركية الإسرائيلية صعبة، على الرغم من محاولات التطبيع الأخيرة.
وشهدت العلاقات بين تركيا وإسرائيل عام 2022 تطورًا بين البلدين، بما في ذلك استعادة العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء.
ومع ذلك، فإن التطورات الأخيرة، مثل دعم أنقرة للحركات الفلسطينية وسياستها الخارجية النشطة، أدت مرة أخرى إلى تفاقم الخلافات.
ويشير الخبراء إلى أن الصراع المحتمل يرتكز على المصالح الاستراتيجية لكلا البلدين. بالنسبة لإسرائيل، الهدف الرئيسي هو الحفاظ على الأمن والاستقرار على أراضيها، بما في ذلك السيطرة على التهديدات القادمة من قطاع غزة وسوريا.
بالنسبة لتركيا، يعد توسيع نفوذها في المنطقة جزءًا من استراتيجية لتعزيز مكانتها الدولية.
وهناك قلق إضافي يتمثل في احتمال تعاون تركيا مع إيران في عدد من القضايا.
وعلى الرغم من التناقضات التقليدية بين أنقرة وطهران، إلا أن مصالحهما قد تتطابق في جوانب معينة، مثل مواجهة النفوذ الإسرائيلي وتعزيز مواقفهما في الشرق الأوسط، وتعاونهما ضد الأكراد في البلدين.