عاجل
الخميس 6 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
حياة وردة ألغام دامية وأنغام لا تموت!

حياة وردة ألغام دامية وأنغام لا تموت!

بعد رحيل وردة تعدّدت المشروعات الفنية، لتقديم حياتها، وكان من بينها مسلسل يعده الملحن صلاح الشرنوبى الذي ارتبط بالتلحين لها منذ مطلع التسعينيات وشكل معها ثنائيًا ناجحًا على مدى زمن تجاوز عشر سنوات، ثم اختلفا فنيًا، وقبل رحيلها بأشهُر قليلة، شن هجومًا ضدها وطالبها بالاعتزال بعد شريطها الغنائى الأخير مما أغضب وردة، ولهذا فإن مديرة منزلها السيدة «نجاة» أخبرتنى أنها رفضت طلبًا «صلاح» بأن يلقى نظرة وداع على وردة ومنعته من الدخول إليها.



الغريب؛ أنه كان أول مَن أعلن عن تقديم حياتها فى مسلسل.. وبالطبع لا أحد يستطيع أن يمنع أى مبدع من تقديم حياة شخصية عامة مثل وردة على شرط ألاّ يذكر وقائع مختلقة أو تسىء إليها فى هذه الحالة يتعرض للمساءلة القانونية.

إلى أى مدى يملك الورثة أوراقًا مؤثرة فى مصير الدراما خاصة وكما رأينا لم يتم إيقاف أى عمل فنى أثناء عرضه؟ إلاّ أن السؤال: هل الورثة هم فقط أصحاب الرأى الوحيد والصائب عن مورثهم؟.. لو تتبعنا الأعمال الدرامية سينمائيًا وتليفزيونيًا سوف نكتشف أن الورثة لم يرضوا طوال التاريخ عمّا يقدم من أعمال فنية إلاّ فيما ندر، مثلًا فيلم (السادات) لاقى ترحيبًا من أسرة الرئيس «السادات» لأن السيدة «جيهان السادات» كانت تتابع كل التفاصيل؛ بل كانت هى أحد المصادر الرئيسية فى صناعة السيناريو، وسمحت لفريق العمل بالتصوير فى نفس الأماكن التي شهدت الأحداث فى بيتها.. أيضًا فيلم (ناصر56) بطولة أحمد زكى وافقت عليه أسرة الرئيس «جمال عبدالناصر»، بينما تعالى صوت الورثة بالاحتجاج ضد فيلم (جمال عبدالناصر) الذي لعب بطولته «خالد الصاوى» وأخرجه السورى «أنور القوادرى».. الغضب هو دائمًا صاحب الصوت الأعلى، حتى فى مسلسل (الملكة نازلى) ظهر حفيد لأحمد حسنين باشا الذي أدى دوره «كمال أبو رية» قبل أن يرتبط بقصة حب طويلة مع «نازلى» أغضبت الملك.. قال حفيد «أحمد حسنين باشا» مدافعًا عن جدته «لطفية» التي تركها «أحمد حسنين باشا» للزواج «نازلى» أن جده كان يحب أكثر جدته مصححًا اسمها الحقيقى «لطفية» وليست «لطيفة» كما ذُكر فى المسلسل.. شاهدنا حياة العديد من المشاهير ودائمًا لا يخلو الأمر من مشكلات «ليلى مراد» و«إسماعيل يس» و« صباح»، مثلًا ورثة «ليلى مراد» أقاموا دعوَى قضائية ظلت تتردد طوال أحداث المسلسل مؤكدين أن هذه ليست «ليلى مراد» وليس هذا هو جدهم «زكى مراد»، وهددوا هم أيضًا بتقديم مسلسل يتناول حياة «ليلى مراد» إلاّ أن ما حدث هو أننا لم نرَ شيئًا والدعوَى القضائية انتهت إلى لا شىء وأغلب الظن أن مشروع المسلسل كان مجرد تهديد لصناع مسلسل (ليلى مراد).. فى رمضان عام 2008 كان الأمر أشد ضراوة؛ بل ودموية؛ حيث إن ورثة «أسمهان» و«فريد الأطرش» فى جبل «الدروز» بسوريا هدّدوا بإراقة الدماء، ولم يكتفوا فقط بإقامة دعوَى قضائية على صُناع مسلسل (أسمهان)؛ فلقد أكدوا أنهم فى طريقهم للقصاص من صُناعه، وهو ما تكرّر فى رمضان أيضًا فى العام الذي قبله عندما قُدِّم مسلسلا (حليم) و(السندريللا) وشاهدنا غضبًا ودعاوَى قضائية ومطالبة بتعويض مادى عن الحلقات، وبالفعل حصل الورثة على قرابة 200 ألف دولار من صُناع مسلسل (السندريللا) ثم انقلبوا عليهم.. وتعددت المشكلات التي يثيرها الورثة دائمًا ولم يَسْلم أى عمل فنّى منها حتى مسلسل (أم كلثوم) الذي عرض عام 1999 وحقق نجاحًا جماهيريًا ضخمًا ولا يزال إلاّ أن ما حدث وقتها هو أن ورثة «أم كلثوم» أيضًا طالبوا التليفزيون المصري بعدم عرض الحلقات ومنع تصدير المسلسل إلى أى دولة عربية.. حدث ذلك قبل بداية رمضان بأربع وعشرين ساعة، ولم يلتزم أحد بما أراده الورثة ولم تمضِ سوى عشرة أيام فقط حتى فوجئ الجميع بهذا النجاح الطاغى الذي حققه المسلسل مع الناس فى مصر والعالم العربى، وعلى الفور تحولت الدعوَى القضائية إلى حفل سحور يوجّه إلى صناع المسلسل الكاتب «محفوظ عبدالرحمن» والمخرجة «إنعام محمد على» والأبطال «صابرين» و«أحمد راتب» و«كمال أبو رية»، وبالطبع هذه النهاية السعيدة ليست متوقعة مع أغلب المسلسلات.

قطعًا وردة تستحق بحياتها المليئة بالأنغام والألغام عملاً فنيًا يليق بها!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز