باكستان ترفض الاستيلاء بالقوة على السلطة في أفغانستان وتدعو طالبان والحكومة إلى تقديم تنازلات
وكالات
في تصريحات لمستشار الأمن القومي الباكستاني خلال وجوده في واشنطن، رفضت إسلام آباد الأربعاء أي استيلاء بالقوة على السلطة في أفغانستان في ظل التقدم السريع لحركة طالبان. ورغم علاقاتها المتوترة مع الحكومة الأفغانية بقيادة الرئيس أشرف غني، دعت باكستان طرفي الصراع، طالبان والحكومة، إلى تقديم تنازلات للتوصل إلى تسوية سلمية تضمن استقرارا على الأرض وتوقف العنف.
أعلن مستشار الأمن القومي الباكستاني معيد يوسف الأربعاء، في ختام محادثات أجراها في واشنطن واستمرت أسبوعا، أنه يتعين على الحكومة الأفغانية وطالبان تقديم تنازلات معا من أجل التوصل الى تسوية سلمية للصراع الدائر هناك منذ عقود.
يأتي ذلك في الوقت الذي يستمر فيه المتمردون الإسلاميون بتحقيق مكاسب سريعة على الأرض مع انسحاب القوات الأمريكية والأجنبية من قواعدها المتمركزة بها في أفغانستان.
و قلل يوسف من مستوى تأثير بلاده على طالبان، رغم ان باكستان كانت من بين ثلاث دول فقط اعترفت بالنظام الإسلامي المتطرف قبل ان يطيح به الغزو الأمريكي عقب هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001. وقال يوسف للصحفيين "لقد أوضحنا ذلك بشكل جلي (...) لن نقبل بالاستيلاء بالقوة على السلطة".
وأضاف أن الحكومة المعترف بها دوليا في كابول والتي تملك علاقات متوترة مع باكستان تحتاج إلى التوقف عن البحث عن نصر عسكري والعمل على إشراك مجموعة أوسع من الأفغان في أي محادثات مستقبلية. ولفت الى انه "يتعين تقديم بعض التنازلات بالنظر الى الواقع على الأرض. لكن يجب على العنف أن يتوقف".
وقال يوسف إن نظيره الأمريكي جيك سوليفان وآخرين في إدارة الرئيس جو بايدن لم يقدموا طلبات محددة لباكستان، لكنهم ناقشوا "السرعة التي يمكننا بها إحضار جميع الفاعلين الى غرفة واحدة لإجراء محادثات صادقة".
ورفض مستشار الأمن القومي الباكستاني الحديث عن ممارسة إسلام أباد نفوذا على حركة طالبان التي يتردد على نطاق واسع أنها تقيم علاقات مع المخابرات الباكستانية. وقال "مهما كان النفوذ المحدود الذي نملكه فقد استخدمناه"، مشيرا إلى تشجيع باكستان لطالبان على الانخراط في محادثات مع الحكومة الأفغانية في الدوحة. وأضاف "الآن مع انسحاب القوات، منطقيا انخفض هذا النفوذ أكثر".
وأشار يوسف الى الأعباء التي تحملتها بلاده جراء حرب أفغانستان المستمرة منذ فترة طويلة، خاصة وأن بلاده تستضيف نحو 3,5 مليون لاجئ أفغاني. وقال "لسنا مستعدين تحت أي ظرف لرؤية عدم استقرار طويل الأمد سبق وأن امتد الى باكستان في الماضي".