حزمة هدايا من وزيرة التضامن الاجتماعي لأول معيد بـ"دار رعاية"
الشرقية_ مي الإزمازي
استقبلت الدكتورة نفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي ، الدكتور عبد الله شكري موسى من أبناء دار المدينة المنورة بالعاشر من رمضان، بحضور محمد كمال الدين الحجاجي وكيل وزارة التضامن الاجتماعي، كما منحته جهاز لاب توب فضلاً عن صرف معاش شهري و توفير وحدة سكنية التي يتم تجهيزها بكامل محتوياتها لتوفير مناخ مناسب يساعده علي إستكمال مسيرة تفوقه.
عبدالله شكري موسى، 22 عامًا، أحد قاطني دار المدينة المنورة لرعاية الأيتام بالعاشر من رمضان بمحافظةالشرقية، قال: ”أحببت لعب كرة القدم، منذ طفولتي وبدأ شغفي يكبر وزاد إهتمامي بها في المرحلة الإعدادية حاولت البحث للمعرفة والتعمق في هذه الرياضة حتي أن حددت هدفي الذي ما زلت أسعي إليه فور علمي بأن كلية التربية الرياضية يمكنني من خلالها الوصول لتحقيق أحلامي وطموحاتي ، تفوقت في دراستي علي مدار المراحل التعليمية حتي حصلت علي مجموع تمكنت من خلاله الإلتحاق بالكلية التي اطمح بها وتصدرت صفوف الأوائل خلال السنوات الاربع حتي حصلت في السنه الاخيرة علي المركز الثاني بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وفوجئت من خلال اتصال هاتفي من أحد زملائي بالجامعة بترشحي لتعييني معيدًا بقسم الإدارة الرياضية "السباحة" بكلية التربية الرياضية جامعة الزقازيق، كانت فرحة عارمة بالنسبة لي ، وفي انتظار إعتماد قرار التعيين من رئيس الجامعة ، علمت بالقرار عندما تم إبلاغي من جهة شؤون الطلاب ، لم اتوقع يومًا تعييني بالكلية كان هدفي هو التخرج والإلتحاق بالعمل الذي يؤهلني لتنمية موهبتي، برغم ضعف الراتب الا أنني تحملت الكثير لتحسين دخلي وشراء ما أحتاج اليه وأرغب به من مستلزمات للدراسة والمواصلات بدون انتظار مقابل من الآخرين والاعتماد علي نفسي لإكتساب المهارات والخبرات ، فضلاً عن تسهيل امور الدراسة والمذاكرة والتي تساعدني علي تحقيق ما أطمح به”.
واستعاد “شكري” ذاكرته عند حصوله علي الراتب الاول بمبلغ قدره 350 جنيهًا ، كانت ارادته و اصراره وعزيمته تدفعه دوما لتحقيق اهدافه ، إلتحق بعمل إداري بقطاع النشاط الرياضي بأحد الأندية بمدينة العاشر من رمضان بعد الانتهاء من مرحلة الثانوية العامة ،و إجتيازه اختبارات كلية التربية الرياضية التي لطالما حلم بها وكانت قد شغفته حبًا ، لافتًا في اول شهرين بالنادي لم اتقاضي اي مقابل مادي ولكن فور توقيعي عقد عمل تم صرف الراتب لي عن الفترة التي لم أحصل خلالها علي اجر نظرًا لكفاءتي. كان يستيقظ مبكرًا في بزوغ ضوء الفجر مباشرة للحاق بمحاضراته التي كانت عادة ما تبدأ في الثامنه صباحًا وتنتهي في الثالثة عصرًا ، ثم يعود متوجهًا الي مقر عمله حتي العاشرة مساءً وهكذا كل يوم علي ذلك الروتين ، وفي بعض الأحيان كان يمكث بمكان عمله حتي الصباح لكتابة" الشيتات" المطلوبه منه بالكلية لإستثمار الوقت بدلا من ضياعه في العودة للدار ، فضلاً عن استغلال وقت المواصلات في المذاكرة ومراجعة المحاضرات وكذلك في فترة الإمتحانات، كما انه كان يقوم بمكافأة نفسه عند إنجازه في مذاكرة المواد الدراسية بشراء " الحلوي " وإعطاء جسده المساحه من الراحة لإستكمال ومواصلة مهامه.
تحمل الكثير من ضغوطات الحياه وصبر عليها دون شكوي لغير الله ، في بعض الأحيان أثناء انقطاع التيار الكهربائي كان يقوم بحمل أوراقه والخروج لاستكمال مذاكرته بالجلوس تحت أعمدة الإنارة ب " الشارع " لإنجاز دروسه ، وتمني عبدالله شكري موسي ، في استكمال مسيرة حياته العملية بإعتماد القسم الذي تم تعيينه معيداً به، عليه برغم صغر سنه ليظل دائمًا نموذجًا يحتذي به وسط زملائه واساتذته وان يظل دائما عند حسن ظنونهم به كمثال للإجتهاد والتفوق والتميز والعمل الجاد ومثل أعلي لمن بمثل عمره وغيرهم.
ووجه " عبدالله " رسالة لجميع الشباب الذين يمرون بظروف ومحن صعبه ان يخلُقوا منها منح لتطوير وتحقيق طموحاتهم واثبات ذاتهم ، معللاً " لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس" والسعي ووضع الهدف المرجو هو افضل سبيل للنجاح، مطالبًا من القيادة السياسية والمسؤولين بضرورة توفير وحدة سكنية للإقامة بها لتسهيل مهمة ذهابه للعمل وتخفيف العبء المادي عن كاهله، معللاً انه عاني خلال فترة دراسته بالجامعة بسبب عدم وجود وحدة سكانية مناسبة ، وتمني ان يحصل علي منحة علي نفقة الدولة لإستكمال دراسته بالخارج وإكتساب مهارات وخبرات من الجامعات الخارجية ، ودعم وطنه بها مستقبلاً .
واختتم حديثه بالاية القرآنية رقم 5 من سورة الضحي" ولسوف يعطيك ربك فترضي" .
من جانبه أشاد الدكتور حاتم الشبيني ، مدير دار رعاية المدينة المنورة بالعاشر من رمضان ، بدماثة خلقه وحسن سيرته لكل من عرفه والتزامه وتفوقه منذ صغره "ووصفه بأنه شخص هادي وخجول" ،مؤكدًا ان " عبدالله " يوجد بالدار منذ نعومة أظافره ، كان يكبر يوما بعد يوم ، لا حظنا عليه ميوله الرياضية وتفوقه ، وتم الاشتراك له بأحد الأندية الرياضية ، مضيفًا انه يقوم بتوجيه وتعليم وتقديم النصيحة لجميع اشقائه وعمل جلسات ارشاد جماعي لهم وكيفية التخطيط لمستقبل أفضل لهم .
وتابع مدير دار الرعاية، ان قانون وزارة التضامن الاجتماعي رقم 188 لسنة 2014 ينص علي عند بلوغ احد افراد الدار سن 18 عامًا يقوم بالخروج والإندماج والإحتكاك بالمجتمع الخارجي للاعتماد علي نفسه وهو ما يسمي " بقانون الرعاية اللاحقه" ، ويتم تأجير شقه له هو و 3 أشقاء يقطنوا بها لإستعداهم وتأهيلهم للتعامل مع الحياة والإنخراط في المجتمع تحت رعاية الدار ، كما انه يمكن مشاركته في جميع الأعمال التي تتم داخل الدار.