رئيس الوزراء يتفقد منطقة المصانع الجديدة بغزل المحلة وأعمال الإنتاج والتشغيل بها
بوابة روزاليوسف
تفقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ومرافقوه، عقب زيارته لمصانع الغزل والنسيج القديمة بشركة مصر للغزل والنسيج التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج بالمحلة، اليوم السبت، منطقة مشروعات التطوير والمصانع الجديدة البالغ مساحتها نحو 450 ألف متر.
وفي غضون ذلك، تابع الدكتور مصطفى مدبولي عمليات التشغيل والإنتاج في مصنع "غزل 4" الجديد، حيث استمع إلى شرح من المهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام، الذي أشار إلى أن مصنع "غزل 4" يقع على مساحة نحو 24 ألف م2، ويضم 71808 مرادن بطاقة إنتاجية 13 طنًا يومياً من الخيوط الرفيعة "كومباكت"، منوها إلى أنه يتم تصدير غالبية إنتاج المصنع للسوق الخارجية.
كما تفقد رئيس الوزراء تشغيل مصنع "غزل 1" الجديد، حيث أشار وزير قطاع الأعمال إلى أنه يعد أكبر مصنع للغزل في العالم من حيث عدد المرادن تحت سقف واحد، بواقع 182784 مردنا، وبمساحة 62 ألف م2 بطاقة 15 طن يوميا من الخيوط الرفيعة من الأقطان المصرية فائقة الطول، موضحا أن جميع إنتاج المصنع مخصص للتصدير، كما يضم المصنع قسم إنتاج الخيوط السمكية بطاقة 20 طن يومياً.
وأشاد رئيس الوزراء بضخامة المصنع وعدد الماكينات التي يضمها والتكنولوجيا المستخدمة في نظم المناولة وبيئة العمل وجودة المنتجات، وخط الإنتاج الذي يعمل على إعادة تدوير العوادم في مراحل الغزل المختلفة لإنتاج الخيوط السميكة التي تستخدم في إنتاج الأقمشة الثقيلة مثل الجينز.
كما زار الدكتور مصطفى مدبولي مصنع "تحضيرات 1" لتدوير الخيوط وإعادة استخدامها في الإنتاج وتحضيرها لمرحلة النسيج.. وتفقد محطة الكهرباء الجديدة، التي تم إقامتها لتوفير احتياجات المصانع الجديدة من الطاقة الكهربائية، وتقع على مساحة 7000 متر مربع، بجهد 22/66 كيلو فولت، وبقدرة 60 ميجا فولت أمبير.
وحول إنشاء المحطة، أوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن المحطة لم تكن قائمة في فبراير 2023، واليوم أصبحت قائمة بفضل الجهود المبذولة من الجهات المعنية من أجل خدمة المصانع وتلبية احتياجاتها من الكهرباء.
وخلال جولته، تابع رئيس الوزراء تقدم الأعمال الإنشائية في باقي المصانع الجديدة، حيث تفقد مصنع "غزل 6"، واستعرض عمليات تركيب الماكينات في مصنع "تحضيرات 2" تمهيدا للتشغيل، والذي يضم 34 ماكينة لمعالجة وتحضير الخيوط للنسيج بمتوسط إنتاج 50 طنيوميا.
كما تفقد الدكتور مصطفى مدبولي مراحل الإنشاء النهائية في مجمع النسيج ومصنع الصباغة، مشيدا بالجهود المبذولة، ومشددا على ضرورة الالتزام بالجداول الزمنية للبدء في تركيب الماكينات للانتهاء من المراحل التنفيذية في التوقيتات المحددة.
وعلى هامش الزيارة، أكد اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية أن مدينة المحلة الكبرى، التي تُعد من أعرق المدن الصناعية في مصر، على أبواب تحول صناعي كبير يجعلها واحدة من أكبر المدن الصناعية في الشرق الأوسط، مشيرا إلى وجود خطوات جادة لتحويل المدينة إلى صناعية من الطراز الأول، مما يعزز مكانتها على خريطة الصناعة العالمية.
كما أكد أن شركة غزل المحلة تُعد ركيزة أساسية في التنمية الاقتصادية للمحافظة، مشددا على أن المحافظة ستواصل دعمها بكل إمكانياتها لتذليل أي معوقات أمام سير الأعمال في المشروع.
ومن جهته، أشار المهندس أحمد بدر العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى إلى أن هذه التطورات ستسهم في زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات المصرية، مما سيفتح أسواقًا جديدة ويعزز قدرة الشركة على المنافسة في السوقين المحلية والدولية، لافتا إلى أهمية تدريب العنصر البشري وتنمية مهاراته من خلال برامج تدريبية متخصصة.
واختتم الدكتور مصطفى مدبولي الزيارة بجولة في معرض المنتجات، والذي يضم منتجات متنوعة للشركات التابعة للشركة القابضة للغزل والنسيج، وخاصة المفروشات والوبريات والملابس المنزلية، مشيدا بالمنتجات وطريقة عرضها.. كما تفقد عددا من معامل مراقبة الجودة بالمصانع.
وأوضح رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أن مشروع تطوير صناعة الغزل والنسيج سيتم على ثلاث مراحل، الأولى تشمل مصانع "غزل 4" و"غزل 1" و"تحضير النسيج 1" و"محطة توليد الكهرباء، وتم الانتهاء من تنفيذها، وهي قيد التشغيل الآن.
وأشار إلى أن المرحلة الثانية سيتم اكتمالها في منتصف 2025، وهي ليست فقط في المحلة الكبرى، ولكن أيضا في المدن الأخرى التي بها المصانع، حيث أن هناك مصانع في (كفر الدوار ودمياط والمنصورة والمنيا وحلوان)، منوها بالمجموعة الكبيرة من المصانع التي نمتلكها.
وأعرب عن أمله في أن تنتهي المرحلة الثالثة في نهاية 2025 أو بداية 2026 على أكبر تقدير، مبينا أن التكلفة الإجمالية لتطوير المراحل الثلاث تعدت الـ56 مليار جنيه، منهم 22 مليار جنيه للمنشآت، و340 مليون يورو للمعدات والآلات.
وقال مدبولى "إن الدولة تعمل على إحياء أصولها الكبيرة، والتي نرى أن هناك جدوى حقيقية لإعادة إحياءها وتطويرها، لذلك لم تدخر الدولة جهدا ولا مالا في توفير كل الإمكانيات حتى تعيد إحياء هذه الصناعة مرة أخرى وبقوة".
وأضاف: "شاهدنا اليوم الحلقة الصناعة بداية من القطن المصري وتحويله إلى غزول بعد حلجه في المحالج التي تم تطويرها، وبعد ذلك تحويل الغزول إلى نسيج وقماش خام، ثم تحويله إلى قماش نهائي من صباغة وغيره، وبعد ذلك يتحول إلى منتج نهائي، سواء ملابس أو منسوجات"، لافتا إلى أن المرحلة الأولى، بداية من الحلج والنسيج، حصة الدولة منها من تواجد القطاع الخاص لا تكفي لاحتياجات الدولة بصورة كبيرة.
وتابع: أنه "عندما حدث التدهور في هذه القلعة أصبح لدينا مشكلة كبيرة في هذه الصناعة بعد أن كانت تلك الصناعة تمثل 40% من قوة الاقتصاد، وفي مرحلة ما وصلت قبل البدء في عملية التطوير إلى 2.5% أو 3%.. واليوم نحن سنعيد إحياء تلك الصناعة مرة أخرى إلى أحسن مما كانت عليه".
وشدد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي على أن الدولة تعمل بجميع مؤسساتها على إعادة وإحياء الأصول التاريخية، ومنها صناعة الغزل والنسيج، للاستفادة من القطن المصري العظيم، بالإضافة إلى تدخل الدولة لدعم الفلاح في تحديد سعر ضمان لتوريد القطن. وقال "إن جميع المصانع العاملة في هذا القطاع ستكون في حاجة بعد الانتهاء من عملية تطوير هذه القلعة الصناعية العام المقبل إلى إجمالي محصول القطن المزروع في مصر، دون اللجوء إلى تصديره بالشكل الخام، مما يبعث رسالة اطمئنان للفلاح المصري أن حجم احتياج الدولة لهذه المنتج مهم جدا، ويمثل علامة مميزة لمصر على مدار الأعوام القادمة".
ونوه مدبولي بالجهود الكبيرة التي بذلت خلال الفترة الماضية لرفع كفاءة بعض المصانع العاملة في هذا القطاع، بالإضافة إلى استهداف المصانع الجديدة منها مصنع "غزل 4"، مؤكدا أنه من المتوقع الانتهاء خلال الشهور القادمة من عملية تطوير النسيج والصباغة والمعالجة، فضلا عن الاستفادة من هالك القطن وإدخاله في منتجات أخرى.
وأوضح أن مصنع "غزل 1"، وهو مصنع جديد بالكامل، هو أكبر مصنع بالعالم، ويضم أكبر عدد من الماكينات، حيث تبلغ مساحته 62 ألف متر مربع، ويضم 188 ألف مردن، كما ينتج من 30 إلى 35 طن من المنتجات يوميا، مضيفا: "نحن نتحدث عن حجم عملاق من الإنتاج يلبي قدرات الصناعة المصرية، ويسهم في زيادة الصادارت وتوفير عملة صعبة لمصر خلال الفترة القادمة".
ولفت رئيس الوزراء إلى أنه بالمقارنة بزيارته لهذا المصنع في فبراير عام 2023، فإن هناك تطورات عملاقة شهدتها هذه الصناعة، معربا عن أمله في أن يشهد العام المقبل مزيدا من الافتتاحات وتنفيذ مشروعات كبيرة في كل قطاعات التنمية بمصر، بما يحمل الخير لبلدنا الحبيية.