الشائعات جزء من حياة البشر

يكثر تداول المعلومات الخاطئة بين الناس عند انتشار الأمراض الجديدة، أو أثناء التوترات الاقتصادية العالمية، أو حتى عند حدوث كارثة طبيعية في منطقة ما، ومن ثم تداول الأخبار المفبركة عن الأوطان، والشخصيات العامة، ولا يسلم من ذلك الناس العاديون وتسمى هذه المعلومات بالشائعات.

 

 

الشائعات جمع شائعة، وهي عبارة عن معلومة أو فكرة أو خبر، ليس لها مصدر موثوق، يتم الترويج لها ونقلها وإذاعتها في صورة شفهية أو مكتوبة أو مصورة عبر مصادر متعددة، أبرزها مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بهدف التأثير على الرأي العام لتحقيق أهداف شخصية، أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو عسكرية، وتستند الشائعة إلى جزء من الحقيقة ليتم قبولها، وانتشارها على نطاق واسع، لإحداث أثر فاعل في نفوس الناس. لذا من الضروري معرفة كيفية التعامل مع الشائعات بوعي وحكمة، والحد من عواقبها السلبية.

الشائعات من أخطر الأسلحة التي تهدد استقرار الدول وتماسك مجتمعاتها.. فهي ليست مجرد أخبار كاذبة تنتشر بشكل عشوائي، بل أداة منظمة تُستخدم بدقة لإثارة الفتن، وضرب النسيج الوطني، وزرع الخوف والبلبلة في النفوس، ولكنها أصبحت أكثر خطورة بفعل التطور التكنولوجي، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي.. فمن خلال منشور بسيط أو رسالة مجهولة المصدر، يمكن إشعال أزمة اجتماعية أو اقتصادية قد تستمر لسنوات.

الشائعات ليست مجرد كلمات عابرة، بل قنابل موقوتة يمكن أن تدمر دولًا بأكملها. وعلينا بالوعي الكافي لعدم تصديق كل ما يُقال، أو إعادة نشره دون التحقق من مصداقيته، حتى لا نشارك في إنجاح وتنفيذ المخطط الذي يستهدف الوطن وأمنه ومستقبله.

العوامل التي تساعد على انتشار الشائعات

إن الملل والخمول عاملان أساسيان لخلق الشائعات وترويجها، فالعقول الفارغة يمكن أن تمتلئ بالأكاذيب، والأيدي المتعطلة تخلق ألسنة لاذعة. لذا فإن العمل والإنتاج وشغل الناس بما يعود عليهم بالنفع يساعد إلى حد كبير في مقاومة الشائعات وانتشارها.

دوافع نشر الشائعات

أما دوافع نشر الشائعات، فهي تتمثل في نشر الكراهية، التهويل، الإرباك، زعزعة الأمن، وبث الخوف، والتشكيك، والتشويه والتحريض. 

ومن أهداف الشائعات التشهير بشخصيات مهمة، والفضول، والتسلية، وابتزاز شخصيات مهمة تحقيقًا للربح، وإثارة المشاعر ضد فئات بعينها.

ويساهم في سرعة انتشار الشائعة سببان رئيسيان:  الأول: أهمية الموضوع؛ فكلما كان الموضوع ذا أهمية كثرت الشائعات حوله. 

الثاني: قلة انتشار المعلومات الصحيحة عن هذا الموضوع. ولا ينبغي إغفال دور وسائل الاتصال الحديثة؛ فإنها تساهم بدور كبير في سرعة انتشار الشائعة ووصولها لقطاع عريض من الناس.

ختامًا.. إن الشائعات جزء من حياة البشر، ولا يمكن التخلص منها في المجتمعات، لكن يمكن نشر التوعية والتثقيف حول مخاطرها الحقيقية على الصعيدين؛ الفردي، والجماعي، وتوضيح كيفية التعامل معها، والحد من آثارها النفسية والاجتماعية، على الأفراد المتضررين منها، وتفعيل قوانين صارمة لمحاسبة مروجي الشائعات، وعدم التهاون مع كل من يتداول معلومات غير دقيقة تهدف إلى إلحاق الضرر بالفرد أو المجتمع أو الوطن.

حفظ الله مصر وأهلها وجيشها من كل سوء.