السيدة: تخيلته ابني وتعاملت بدافع الأمومة
الأبلة "صفية أبو العزم".. سيدة القطار.. تعرف عليها
الدقهلية - مي الكناني
موقفًا إنسانيا قدمته "صفية أبو العزم"، مُعلمة رياض أطفال بمدرسة شهداء بدر بالمحلة الكبرى، ضربت خلاله مثلًا في البطولة والجود والعطاء الذي دائما ما يُعرف به المصريون، ولقنت الجميع درسًا في الكرم والجدعنة، وأثبتت مقولة "الست المصرية بميت راجل".
بداية الواقعة
من محطة المحلة الكبرى، استقلت "صفية" القطار المتجه لمدينة بركة السبع بمحافظة المنوفية، لحضور حفل زفاف نجل شقيقتها، وداخل محطة طنطا سمعت أصداء مشادة تأتي من الخلف، فانتبهت لتجد خلافًا بين كمسري ورئيس القطار ومجند بالقوات المسلحة بسبب عدم دفعه ثمن التذكرة، والأصوات تتعالى "إما دفع 22 جنيهًا أو النزول".
لم تشفع كلمات المجند أو زيّه العسكري لدى المحصل أو رئيس القطار، وبادرا بتعنيفه ومحاولة إنزاله جبرًا، لتستشاط السيدة غضبًا ولم تتحمل إهانة الشاب الذي يقارب عمره عمر أبنائها الثلاثة، ودفعتها غريزة الأمومة للدفاع عنه بقوة، وتركت مقعدها ووقفت في وجه الكمسري وأصرت على دفع ثمن التذكرة دونًا عن باقي الركاب.
احتفاء السوشيال ميديا
موقف لم يتعدّ دقائق ما زالت أصداؤه تسيطر على مواقع التواصل الاجتماعي، واحتفى الجميع بالموقف الإنساني للسيدة العفيفة، التي دافعت عن شاب لا تعرفه بقلب الأم، واحتوت الأزمة وبصوت عالٍ قالت له: "أنا أمك وبقولك اقعد، إنت زي ابني وعندي 3 زيك، وأقعد مش هتنزل".
هاشتاج بعنوان "سيدة القطار" تصدر قائمة الأكثر تداولًا على موقع "تويتر"، دوّن خلاله المغردون إشادات كبيرة بالأبلة "صفية" معلمة الأطفال، مطالبين بضرورة تكريمها مثالًا وقدوة للمرأة المصرية العظيمة، التي تقف دائمًا وبكل قوة مع الحق في وجه الباطل.
كما طالبوا بإحالة المحصل ورئيس القطار للتحقيق والنيابة العامة، لإهانتهما أحد رجال القوات المسلحة، الدرع الواقي للوطن، وعدم احترامهما الزي العسكري أو الحالة المادية للمجند، والإصرار على إهانته، ليكونا مثالًا لأي شخص تسول له نفسه مخالفة القانون.
السيدة: تخيلته ابني
لم تتوقع السيدة الخمسينية كل هذه الضجة، وأكدت أنها تخيلت نجلها في موقف المجند، ويطالبه الكمسري بالنزول من القطار، وشعرت بنغزة القلب، ما دفعها للتدخل ومطالبته بالجلوس وعدم النزول معه، خاصة وأنه كان يرغب في تسليمه للشرطة.
وتضيف أنها عقب انتهاء الأزمة انهارت من البكاء، وحاول المجند تهدئتها، وأصر على رد قيمة التذكرة لها، مؤكدة أن ما فعلته كان بدافع الأمومة لوجه الله، وأقل واجب تجاه القوات المسلحة حصن الدفاع عن الوطن.
نجلها: ليس جديدًا عليها
فخر وسعادة يشعر به زوج وأبناء السيدة العظيمة، التي قدمت دورًا بطوليًا سيظل عالقًا في أذهان الجميع، حسبما عبر خالد، الابن الأصغر، والذي أكد أن ما فعلته والدته ليس أمرًا جديدًا عليها، حيث تسعى دائمًا لفعل الخير ومساعدة الآخرين.
ويضيف أنه علم بالواقعة بعد مشاهدة الفيديو على موقع "فيسبوك"، وشعر بالسعادة، خاصة مع رودو الأفعال الإيجابية التي أشادت بوالدته، واحتفاء الجميع بما فعلته.
إحالة الموظفين للتحقيق
وفي تحرك سريع، أعلنت وزارة النقل إيقاف مرتكبي الواقعة عن العمل، وإحالتهما للتحقيق الفوري، واعتذار المهندس كامل الوزير، وزير النقل، وجميع العاملين في الوزارة عن قيام كمسارية القطار بالتجاوز في حق أحد ركاب القطار، كما أكدت احترامها واحترام كل العاملين في السكة الحديد لجمهور الركاب بوجه عام، وكل أفراد القوات المسلحة الباسلة والشرطة على وجه الخصوص.
إشادة
كما أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة، بيانًا قدمت خلاله خالص الشكر والتقدير للسيدة المصرية العظيمة التي شهدت الواقعة في القطار، وتمسكت بدفع ثمن تذكرة الركوب، وتؤكد أن ما فعلته هو تعبير عن أصالة المرأة المصرية التي تحمل في قلبها الكثير من العطاء والإنسانية والأمومة.