مشددا على صيانة الفتوى من الاختطاف
وكيل الأزهر يطالب بإقرار القوانين التي تعني بضبط الفتوى وتجعلها للمتخصص
صبحي مجاهد
أكد د. محمد الضويني وكيل الأزهر ان مما يعمق الأزمات التي تعاني منها منطقتنا العربية ظهور المتطفلين على الفتوى ، وما زاد خطورة ذلك اهتمام الإعلام ووسائل التواصل بالفتاوى الشاذة وابرازها ، وان الناظر إلى الواقع الحالي يرى فوضى للفتاوى نتيجة مزاحمة المتخصصين ودور الافتاء دخلاء على الافتاء مفتونين بالشاشات وصفحات السوشيال لا تعبر إلا عنهم أوعد عن جماعتهم.
وقال خلال الندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء المصرية احتفاءً باليوم العالمي للفتوى تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعنوان "الفتوى وتحقيق الأمن الفكري" : ان اهل الفتوى هم اهل الذكر المتخصصين الذين عهد الله لهم تبيين احكامه، وان الفتوى البصيرة عامل مهم لتحقيق الأمن الفكري ، خاصة وأن حاجة المجتمع للأمن امر مهم لايقل عن الطعام والشراب
وشدد ان الفتوى بما لها من اهمية تتطلب ان يتسلح طلبة العلم والناس بالعلم النافع المأخوذ عن اهل العام والتقى مما عرفوا بمعرفة فقه الواقع ، وفقه الخلاف، مؤكدا ان الجمود يعد مانعا من الفتوى ، وان الوصول لمجتمع آمن فكريا يكون بصيانة الفتوى من الاختطاف بعيدا عن اصول الفقه والشرع وأن الجماعات والافراد الاي تستخدم الفتوى سلاحا ضد من يعارضها ظالمة لنفسها ولمجتمعها ولدينها
وطالب وكيل الأزهر باقرار القوانين والضوابط والمعايير التي تعنى بضبط الفتوى وتجعلها للمتخصصين والامناء الذين يؤسسون الفتوى على أسس سليمة ومنضبطة ويتجردون عن الهوى بما يجعل المستفتي يقبل على الدين وينهامل به مع الماس وفق سماحة الشريعة فيتحقق الأمن المجتمعي للجميع
تُعقد الندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء المصرية على مدار يومين، في الفترة من 15 إلى 16 ديسمبر الجاري، بمشاركة واسعة من العلماء والمفتين من مختلف دول العالم، إلى جانب نخبة من الوزراء وكبار رجال الدولة، بالإضافة إلى عدد من علماء الأزهر الشريف. وتأتي هذه الندوة في وقت بالغ الأهمية، حيث تسعى دار الإفتاء المصرية من خلال هذا الحدث الدولي إلى تسليط الضوء على دَور الفتوى في تعزيز الأمن الفكري، ومواجهة التحديات الفكرية المعاصرة، بما يسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.
كما تهدُف الندوة إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الإفتائية والعلمية على مستوى العالم، وصياغة رؤى ومقترحات لتطوير منهجية الإفتاء بما يتلاءم مع التحديات المعاصرة. ويشارك في الندوة مجموعة من العلماء البارزين من مختلف دول العالم الإسلامي، فضلًا عن حضور مجموعة من الوزراء وكبار المسؤولين من الدولة المصرية، مما يعكس أهمية الحدث في تعزيز الدور المحوري الذي تلعبه الفتوى في بناء المجتمعات المستقرة والمزدهرة.
يشار إلى أن الندوة تأتي في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها دار الإفتاء المصرية لنشر الفكر الوسطي، وتعزيز قيم الاعتدال والتعايش بين مختلف الثقافات والأديان، بما يساهم في مكافحة الفكر المتطرف ويعزز من دور المؤسسات الدينية في نشر الأمن الفكري على مستوى العالم.