رؤى الأدباء والمفكرين حول دور الأدب في مواجهة التحديات المعاصرة
سارة هليل
في إطار تأكيد الحاجة لقيم التسامح والتعايش السلمي أكثر من أي وقت مضي، يبرز دور الأدب كأداة قوية لنشر قيم التسامح والتعايش، وكصوت يعبر عن آمال وتطلعات الشعوب في عالم أكثر عدلاً وسلامًا.
كان لـ”بوابة روزاليوسيف” هذا اللقاء مع عدد من الأدباء والمفكرين على هامش انعقاد المؤتمر العام للجنة قيم التسامح المجتمعي باتحاد كتاب مصر، والذين اجمعوا على أهمية الأدب والثقافة في ترسيخ قيم التسامح ومواجهة التيارات المتطرفة.
فهل يمكن للأدب أن يكون سلاحًا ناجحًا في هذه المعركة الحضارية؟ وما هي الأدوات التي يمكن أن يستخدمها الأدباء والمبدعون لبناء مجتمع أكثر تسامحًا وتفهمًا للآخر؟
دكتور يوسف نوفل: عدو التسامح الأساسي هو الصهيونية.
الشاعرة فاتن متولي: الكرة الأرضية ملتهبة بالأحداث الدامية التي تحدث في كل بقاع العالم.
المخرج رضا سليمان: لا بد أن نستخدم الدراما كوسيلة للحديث عن قيم المجتمع.
قال د. يوسف نوفل، أستاذ النقد الأدبي الحديث بكلية البنات جامعة عين شمس أن الأدب الحديث في مصر استوعب ألوان الطيف المختلفة من الناحية السيكولوجية أو العقائدية أو الدينية أو المذهبية؛ لأن المجتمع بطبيعته إنساني ومتسامح وليس أدل على ذلك من أننا إذا نظرنا إلى الأديان الثلاثة "اليهودية، المسيحية، الإسلامية" نجد أنهم على مر التاريخ ثلاثة أيدي متضامنة متكاتفة في المواقف الوطنية والاجتماعية، كما أنهم في التآلف ما بين الأعمال الوطنية لا يعرفون دينًا، وما أفسد هذا التسامح في حياتنا، في مصر والعالم العربي إلا الصهيونية التي زيفت الأمور واختلقت الإرهاب ونسبته للإسلام.
وأضاف نوفل، أن الإرهاب صناعة صهيو أمريكية باعتراف الكتاب والمفكرين الأوروبيين، أن الذي صنع الإرهاب في العالم العربي هو الصهيونية وليس المسلمين أو المسيحين إطلاقًا، ويؤكد التاريخ على مدار السنوات تلاحم الفئات الدينية الثلاثة سواء على المستوي الاجتماعي والسلوك الشخصي، أو على مستوي الأدب والوطنية.
واختتم حديثه بأن عدو التسامح الأساسي هو “الصهيونية” وليس أي أحد آخر.
وأفادت الشاعرة فاتن متولي، رئيسة لجنة قيم التسامح المجتمعي باتحاد كتاب مصر، بأن التسامح والتعايش مع الآخر واجب ديني أخلاقي وطني، فلا بد لأي كائن على وجه الأرض كائن من كان أن يتعايش مع الآخر ويتسامح، ولكن للأسف الكرة الأرضية ملتهبة بالأحداث الدامية التي تحدث في كل بقاع العالم، فلم تترك القارة الأوروبية أو القارة الافريقية في حالها.
وأضافت أن دور الفن والأدب في الفترة الراهنة واجب على كل انسان يحمل القيمة الإنسانية، وكل لغات العالم يجب أن تتحدث بلسان واحد وهو إعلاء قيمة التسامح، ومن هنا يأتي دور الفنان والأديب لأن الثقافة وحدها هي التي تستطيع أن تخرجنا من هذا الموقف العصيب.
وأكدت فاتن متولي، أن الكاتب لابد أن يكتب عن الإنسانية والصراعات وكيفية التخلص منها وكذلك كيفية الثأر للآخر والوقوف ضد الظلم، لأن الظلم هو أساس عدم التسامح والتعصب والتحيز لعرق أو دين والتمييز العنصري بكل أشكاله، ويمكننا أن ندرأ بأنفسنا من هذا المأزق بإعلاء قيمة التسامح في قصيدة تؤثر في الآخر وتجعله يخرج من هذا التعصب وهذا الأفق الضيق ويتقبل الآخر.
وأشارت متولي، أن التسامح لابد أن يكون من منطلق قوة، ويأتي دور القوي السياسية هنا أن تتضافر جميع القوي السياسية العربية للخروج من هذا المأزق، وبالتالي يكون هناك مساحة متسعة وكبيرة لحالة التفاوض عن قوة لأن الاتحاد قوة.
وذكرت الشاعرة فاتن متولي، أن قصيدتها "كان في زمان" تذكر كل أشكال التعايش مع الآخر مثل تعايش الجيران مع بعضهم ومساعدة أصدقاء العمل لبعضهم البعض، وشكل المجتمع في أبهي صور التعايش والتسامح مع الآخر.
واختتمت حديثها بأنه لمواجهة ما يواكبه الشباب على السوشيال ميديا في ظل الصراعات الحالية، لابد من وجود منصات للأدباء لمخاطبة العقل العربي بشكل إيجابي لمواجهة السلبيات وأي عبث يعبث في عقول الشباب والأطفال، مؤكدة أنه لا يجب استخدام أسلوب الأمر مع الشباب لأن ذلك ما يدعوهم للجوء إلى التوجهات السلبية أو الدخيلة على مجتمعنا العربي.
بينما كشف المخرج والكاتب الروائي رضا سليمان، عن دور الدراما في المجتمع مشيرًا إلي أن دور الدراما قد ينعكس على تعاملات الافراد مع بعضهم البعض وليس بالضرورة أن تنحصر الدراما في السينما أو الإذاعة.
وأضاف أنه لابد أن نستخدم الدراما كوسيلة للحديث عن قيم المجتمع، مثل قيم التسامح الديني وقد انعكس ذلك بوضوح في فيلم "حسن ومرقص".
واستأنف رضا سليمان، أن المشكلة الرئيسية في الدراما أنها أصبحت تهدف للربح، مما يجعل صناع المحتوي يضعون بعض المشاهد التي تخل بقيم المجتمع المصري لجذب الجمهور، ولا يتفهم سوي المتخصصين هذه المشاهد التي تلعب بالعقل الباطن وتتسلل لعقول أبناءنا.
وأردف سليمان أنه لا يجب أخذ حدث ما من الشارع المصري بينما يُعبر عن نموذج سئ أو عادات خاطئة، بل يجب أن نقدم المشهد بشكل يعكس قيم المجتمع التي تتناسب المجتمع المصري.
كما أكد رضا سليمان أن الدراما تحمل باستمرار رسائل هدامة أو بناءة، لذلك يجب أن نَحْذر كمتلقين من الرسائل الدرامية الهدامة، مثل ما يتم تداوله على السوشيال ميديا بخصوص قضايا اللاجئين وغيرها من القضايا السياسية والاجتماعية.