

محمد الطماوي
سمير فرج.. صوت الوطنية الخالد
في سجل الرجال الذين لا يغيبون عن ذاكرة أوطانهم، يسطع اسم اللواء الدكتور سمير فرج، أحد أبناء رجال قواتنا المسلحة الأبطال، ذلك المثقف العسكري الفذ الذي جمع بين دقة الاستراتيجية وعمق الفكر، وبين روح الجندية وعقلية المفكر المستنير، كان نموذجًا نادرًا لقائد يحمل الوطن في قلبه، وينسج رؤاه بمعرفة وحنكة، فاستحق أن يكون أحد رموز الفكر العسكري والاستراتيجي في مصر، واليوم، إذ تكرمه الدولة، فإنما تكرّم مسيرة حافلة بالعطاء والتنوير، وترسيخ القيم الوطنية في نفوس الأجيال.
لم يكن تكريم الدولة للدكتور سمير فرج مجرد عرفان بالجميل، بل كان شهادة اعتراف بمكانته الفريدة ودوره البارز في صياغة الوعي الوطني والعسكري، فقد كان فارسًا من فرسان الكلمة، يضيء العقول بحكمته، وينقل للأجيال خلاصة خبرته في ساحات الفكر كما في ميادين القتال، وسواء في كتبه، أو في مقالاته، أو عبر إطلالاته الإعلامية، كان يعلّم المصريين كل يوم درسًا جديدًا في حب الوطن وفهم تحدياته، لقد أدركت الدولة أن أمثاله لا يُنسون، وأن ذكراه تستحق أن تُخلّد ليبقى نبراسًا لمن يسيرون على دربه.
المفكر سمير فرج أحد أبناء مصر الذين ظلوا أوفياء لأصولهم مهما ارتفع شأنهم، ومن بورسعيد إلى الصعيد لم تكن المحبة له مجرد تقدير لمكانته، بل كانت انعكاسًا لعلاقة عميقة بينه وبين ما قدمه لها، حيث وجدوا فيه نموذجًا للمثقف الذي لم تغرب شمس انتمائه رغم مسيرته الوطنية التي جعلته في قلب الدولة المصرية، لا يزال أبناء الجنوب يعتزون باسمه، ويتابعون آراءه وتحليلاته، معتبرين إياه صوتًا صادقًا يعبر عن قضاياهم، وعقلًا مستنيرًا يدافع عن حقوق الوطن بأسره.
سمير فرج ليس مجرد خبير عسكري، بل موسوعة استراتيجية متنقلة، يملك رؤية ثاقبة وقدرة على استشراف المستقبل، يتعامل مع الأحداث بميزان الدقة العلمية والخبرة الميدانية، فيرسم الصورة بوضوح ويضع النقاط على الحروف، مستندًا إلى مسيرة طويلة من العمل العسكري والدراسات العميقة، ومهما تعقدت القضايا، قادرًا على تبسيطها للناس، ليجعلهم شركاء في فهم قضايا الأمن القومي ومتغيرات الواقع الإقليمي والدولي.
في كل إطلالة للدكتور سمير فرج، يقدم درسًا جديدًا في الوطنية، لم يكن مجرد محلل للأحداث، بل كان معلمًا يبث في النفوس روح الانتماء والوعي بقيمة الوطن، لم يكن يؤمن بأن الوطنية مجرد كلمات تُردد، بل سلوك يُمارَس، وإدراكٌ عميق لتحديات الحاضر واستحقاقات المستقبل، كان صوته هادئًا لكنه نافذ، كلماته بسيطة لكنها بليغة، وأفكاره واضحة لكنها عميقة، فكان بحق أستاذًا يعلمنا كل يوم كيف نفهم وطننا، وكيف ندافع عنه بالفكر كما بالسلاح.
علّمنا الدكتور سمير فرج، بحكمته ورؤيته العميقة، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ليس مجرد رئيس، بل قائد وزعيم بحجم التحديات التي تواجهها مصر، رجل يكتب اسمه في صفحات التاريخ بحروف من نور، من خلال تحليلاته العسكرية والاستراتيجية، كان يوضح لنا كيف استطاع الرئيس أن يعيد بناء الدولة المصرية على أسس قوية، ويقودها بثبات وسط أمواج إقليمية ودولية متلاطمة، كان يؤكد دائمًا أن الزعامة لا تمنح، بل تصنع بالمواقف، والسيسي أثبت أنه قائد صنع الفارق، واستطاع أن يحمي مصر من الفوضى، ويضعها على طريق التنمية، ليكون اسمه خالدًا في ذاكرة الوطن.
أكتب عن الدكتور سمير فرج لأنه نموذج فريد لرجل الدولة الذي جمع بين خبرة الميدان وعمق الفكر، وبين الانضباط العسكري والرؤية الاستراتيجية المستنيرة، لم يكن مجرد قائد عسكري ناجح، بل أصبح معلمًا للوطنية، يبسط أعقد القضايا الأمنية والاستراتيجية بلغة يفهمها الجميع، ويزرع في النفوس وعيًا حقيقيًا بقيمة الوطن وتحدياته، حديثه هادئ، لكنه ينفذ إلى العقول، ورؤيته واقعية، لكنها تحمل بُعدًا استشرافيًا يجعل المصريين أكثر إدراكًا لما يدور حولهم. أكتب عنه لأنه من القلائل الذين جعلوا من الوطنية ممارسة يومية، ومن الدفاع عن مصر رسالة فكرية وتنويرية لا تتوقف.
إن بناء الأوطان لا يقتصر على التنمية الاقتصادية والعسكرية فحسب، بل يمتد ليشمل ترسيخ منظومة القيم التي تشكل وعي المجتمع وسلوكه، واليوم، بات من الضروري أن تمنح الدولة اهتمامًا أكبر بهذه المنظومة، عبر تعزيز الهوية الوطنية، وترسيخ مبادئ الانتماء والانضباط والعمل الجاد، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال تسليط الضوء على النماذج القدوة، مثل الدكتور سمير فرج، الذين يجسدون معاني الإخلاص والتفاني في خدمة الوطن، فالمجتمعات تحتاج إلى رموز تلهم الأجيال وتغرس فيهم روح المسؤولية، ليصبحوا أكثر وعيًا بدورهم في بناء مستقبل مصر.