

ناهد إمام
همس الكلمات
بداية بودكاست .. والخيامية والصين!
تعودت منذ الصغر أن تكون في الشهر الفضيل، القناة الرسمية التي أفطر عليها هي القناة الأولى ذات الإعلام الراقي، بداية من الشيخ محمد رفعت وتلاوة بعض الآيات القرآنية إلى الدعاء الجميل الذي يقال قبل أذان المغرب مباشرة "اللهم لا تبتليني لا في مالي ولا جسدي ولا أهلي ولا ديني".. اللهم آمين.
ثم تأتي متابعة ما يتم تقديمه من وجبة رمضانية على قناتنا الغالية، وبالفعل كانت العام الحالي متضمنة العديد من الفقرات المهمة في مقدمتها، البدء بمسلسل رسوم متحركة للأطفال بعنوان "داخل الصندوق الشاطر حسن"، الذي يعد جاذبا للأطفال وفي نفس الوقت تقديم النصيحة لكل طفل، بأن يكون شجاعا ويساعد أصدقاءه ويتميز بالذكاء للخروج من المحن والأزمات بالتفكير السليم حتى لو كان صغيرا، وأيضا اختيار الأصدقاء الأوفياء.
يروي المسلسل قصة "الشاطر حسن" الذي يعثر على صندوق تركه له والده ويتضمن كنزا، فيحاول جاهدًا بمساعدة صديقه لبيب المخلص والطائر سنبول والفتاة علا ، فتح الصندوق وفك رموز وشفرات الصندوق، ويلتقون كثيرا من الأشخاص والمخلوقات، ويتعرفون على عدد من الثقافات، ويعملون معا للتغلب على العديد من المخاطر والتحديات.
ورغم توالي أحداث المسلسل يوميا في بث رسائل مهمة ومفيدة للأطفال مع الحبكة لجذب انتباه الطفل واستمرار المتابعة، فإنني اكتشفت أنه إنتاج عربي وكنت أتمنى أن يكون من إنتاج بلدي.
ثم يعقب ذلك برنامج تعرفت من خلاله على معلومات قيمة، وهو "رمضان في مصر"، ومضمونه يأخذك يوميا في مكان مختلف ليظهر الطابع الرمضاني المميز، وشدني زيارة منطقة الخيامية التراث المصري الأصيل الفن الفرعوني الذي يتوارثه الأجيال وفوانيس الخيامية والزينة التي تتزين بها منازل وشوارع القاهرة.
في الشهر الكريم، شدني الحديث مع أحد مصممي المفروشات والزينة الخيامية قائلا بكل فخر "الصين لم تنجح في تصميم ذلك الفن المميز من تراثنا الأصيل"، وفرحت جدا بذلك التميز.
أيضا من حلقات ذلك البرنامج، هو إلقاء الضوء حول المسحراتي وأنها مهنة ليس حكرا على الرجال، بل اخترقت النساء ذلك المجال وتسير بالليل لتنادي " اصحى يا نايم وحد الدايم"، لإيقاظ الناس لتناول وجبة السحور قبل أذان الفجر. والتعرف على أقدم المسحراتية، عم سعد فى محافظة قنا، ومن 50 عاما وهو يجول فى أرجاء قريته بالترامسة، مع دقات الطبلة المصنوعة من الجلد والمناداة بالأسماء ليوقظ الناس لتناول السحور.
وما زلت مع مائدة إفطار القناة الأولى، ليشدني برنامج المستقبل "بداية بودكاست"، وهو برنامج مميز جدا لأن الذي يقدمه طفل وطفلة من أطفالنا، في عمر العشر سنوات تقريبا، منهم آدم وهدان، وريم مصطفى، وسيليا محمد سعد، رغم ثقل الضيوف التي يستضيفها البرنامج من وزراء وشخصيات مؤثرة من مجالات الفن، الرياضة، ريادة الأعمال، والسياسة.
يقوم الأطفال بإدارة الحوار بحرفية، مع ضيوفه ومنها عرض تجاربهم الشخصية والمهنية، والتحديات التي واجهوها، والدروس التي شكلت مسيرتهم. كما يقدمون رؤى حول مستقبل مجالاتهم وتأثيرها على المجتمع، إلى جانب نصائح ملهمة لمساعدة الشباب في تحقيق طموحاتهم.
وكانت من أكثر الحلقات التي شدتني، المعلومات التي توافرت من خلال لقاء د. مجدي يعقوب جراح القلب العالمي، وما كشف عنه من إجراء حوالي 25 ألف عملية من قلب مفتوح وصمامات وغيرها، خلال مشواره الطبي الطويل، منها 2500 عملية زراعة قلب.
وبطبيعة الحال، في الوقت الذي كنت أتلقى فيه جرعة الإفطار المتنوعة على قناتنا الوطنية، كان ليس ذلك من اليسير لباقي أفراد الأسرة، لأن في نفس الوقت كان يذاع برنامج المسابقات “مدفع رمضان” على مائدة الإفطار مباشرة، والذي فيه كان يخوض الفنان محمد رمضان تجربة جديدة في عالم البرامج الترفيهية من خلال البرنامج والذي يعرض طوال الشهر على شاشة تليفزيون قناة دي إم سي. ويعتمد البرنامج على تقديم لحظات من السعادة والتشويق للجمهور، حيث يتجول محمد رمضان في الشوارع لمقابلة المواطنين، بالإضافة إلى استضافة متصلين عبر الهاتف، ومنحهم فرصا للفوز بجوائز مالية قيمة ومشاركة المشاهدين في المسابقة اليومية للبرنامج، وذلك عبر إرسال رسالة نصية قصيرة تتضمن الإجابة الصحيحة لسؤال الحلقة وتجري قرعة إلكترونية بين المشتركين الذين أرسلوا الإجابة الصحيحة؛ ليتم اختيار فائز يحصل على جائزة تصل إلى 300 ألف جنيه.
وعلى الرغم من تضمن البرنامج حالات إنسانية مثل إجراء عملية مياه بيضا على العين لإحدى السيدات وغيرها، لكن كان هناك عدم تصديق من الكثير من المشاهدين للحلقات وأن ما يتم ليس حقيقيا ومتفقا عليه من قبل، لمجرد الشو التمثيلي.
وبصورة شخصية كنت أفضل توجيه تلك الجوائز والأموال لإقامة مشروع إنتاجي يوفر فرص عمل لعدد كبير من الشباب.
ألستم تتفقون معي أن هناك الحاجة إلى التنسيق بين القنوات حتى يتسنى للمشاهد متابعة البرامج خاصة المهمة وأولوياتها قناتنا الأولى، حتى لا يضيع مجهود الأعمال الرائعة والمهمة على قناتنا وسط زحمة المسابقات والمسلسلات العامة.