موسم الزيتون يقترب وجرائم الاحتلال الصهيوني ترتفع.. المحصول يفقد 15% من الإنتاج
ساره وائل
يستعد أهالي قرى "إماتين" و"فرعتا" و"جيت" شرق قلقيلية، لموسم الزيتون، رغم استيلاء الاحتلال على مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بأشجار زيتون ومنع أصحابها من الوصول إليها لجني الثمار.
وفي ذلك الصدد، قال رئيس المجلس المشترك لقرى "إماتين وفرعتا وجيت" ناصر سدة، إن الاحتلال الصهيوني كثر من اعتداءاته في القرى الثلاث على مدى لم يسبق له مثيل في الآونة الأخيرة، وذلك لحرص جيش الاحتلال علي السيطرة علي محصول الزيتون، وذلك لصالح خدمة البؤرة الاستعمارية "حفات جلعاد"، الجاثمة على أراضي المواطنين.
الاحتلال يوصل الاعتداء
و قال ناصر سدة أن الاحتلال استولى على أكثر من 500 دونم من أراضي المواطنين خلال الشهر الماضي، وضع عليها بوابات حديدية وثكنات عسكرية متنقلة، وجرف أجزاء من الأراضي بهدف شق طرق استعمارية تؤدي إلى المستعمرة المذكورة، كما اقتلع أكثر من 500 شجرة زيتون معمرة يزيد عمرها على 70 عاما.
وأشار إلى أن الاحتلال منع نحو 1000 مزارع من الوصول إلى نحو 3000 دونم من أراضيهم الزراعية المزروعة بالزيتون لرعايتها وتقليمها تحضيرا لموسم قطف ثمار الزيتون، بحجة قربها من مستعمرة "جلعاد"، إضافة إلى منع المزارعين من الوصول إلى 500 دونم من أراضيهم التي تقع خلف جدار الفصل والتوسع العنصري.
ونوه سدة بأن الاعتداءات تعدت استهداف الأرض والتضييق على المزارعين، فأهالي القرى أصبحوا عرضة لاعتداءات المستعمرين في كل وقت، مبينا أن هناك زيادة لافتة في عنف المستعمرين مقارنة بالسنوات الماضية، حيث سجل المجلس عشرات الاعتداءات منذ بداية العام الجاري، وكانت النسبة الكبرى منها في الشهر الماضي، حيث تم تسجيل ستة حرائق لمنازل بقرية جيت.
كما قال مسؤول ملف الاستيطان في محافظة قلقيلية منيف نزال، إنه على مدار سنوات ماضية متتابعة أصبحت القرى الثلاث بمواطنيها وأراضيها محط استهداف الاحتلال، فضيق الاحتلال على القرى واستولى على أراضيها لصالح توسعة البؤرة الاستعمارية "حفات جلعاد"، التي بدأت نشأتها عام 2000 بالالتهام الاحتلال 1000 دونم من أراضي المواطنين.
وأضاف أن وتيرة اعتداءات الاحتلال تصاعدت بشكل كبير مستهدفة الأرض في كل مكان، وليس فقط في محافظة قلقيلية، وهي استراتيجية يتبعها الاحتلال لمحو الوجود الفلسطيني والتخلص منه، مؤكدا أن هذه الاعتداءات المتتالية هي سياسة عقاب جماعي.
لمحة تاريخية
وفي ذلك السياق،يواجه قطاع الزيتون في فلسطين مخاطر جمة، أبرزها وأكثرها تأثيرا هجمات المستعمرين وإجراءات الاحتلال التي تحول دون وصول المزارعين إلى أراضيهم لجني محصولهم من ثمار الزيتون. في عام 2023 الذي تزامن موسم الزيتون فيه مع بدء العدوان على قطاع غزة تحديدًا يوم السابع من شهر اكتوبر الماضي، حيث لم يتمكن المزارعون من قطف نحو 60 ألف دونم خلف جدار الفصل والتوسع العنصري وفي محيط المستعمرات، ما شكّل خسارة بنحو 10% من كامل الإنتاج.
ومع تصاعد إجراءات الاحتلال وهجمات المستعمرين، تتوقع وزارة الزراعة عدم تمكن المزارعين من الوصول إلى 80 ألف دونم من المساحة المزروعة بالزيتون، ما قد يترتب عليه فقدان نحو 15% من الإنتاج.