عاجل
الإثنين 30 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

مقبرة توت عنخ آمون: الصدفة سر اكتشافها و"صبي" يخلد اسم الملك الذهبي

مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون حوالي "1336-1327" ق.م، واحدة من أعظم الاكتشافت الأثرية بالعالم في القرن العشرين ونافذة استثنائية على حقبة تاريخية هامة لأحد أشهر ملوك مصر القديمة.



 

 

 

ترجع أهمية مقبرة الملك الصغير توت عنخ آمون، الذي حكم مصر في سن مبكرة في عهد الأسرة الثامنة عشرة لكونها المقبرة الملكية الوحيدة بوادي الملوك التي لم تمسها يد اللصوص وتم اكتشاف محتوياتها سليمة وكاملة تقريبا.

 
 
 

 

 

 

سر الاكتشاف.. صدفة وإصرار 

 

في الرابع من نوفمبر عام 1922، كانت تاريخ التنقيب عن الآثار على موعد مع حدث غير مسبوق، نتيجة إصرار عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، الذي كان قد أمضى سنوات طويلة ينقب في وادي الملوك دون نتائج تذكر.

 

 

حدثت المفاجأة التي غيرت مسار البحث حين اكتشف صبي صغير يدعى "حسين عبد الرسول"، مكان المقبرة المنشودة بالصدفة أثناء عمله، حيث كانت مهمته نقل الماء من نهر النيل إلى أفراد فريق التنقيب والحفائر بوادي الملوك محملة في جرار على  حماره، وبينما كان يسير في الوادي، لاحظ الصبي تساقط المياه من الجرار، فتوقف لإعادة ربطها وفي أثناء وضع إحدى الجرار على الأرض اصطدمت بشيء صلب، حاول الصبي الكشف عنه باستخدام الفأس فذهل عندما اكتشف إحدى درجات سلم.

 

 

 

 

كانت هذه اللحظة تحولًا تاريخيًا، أبلغ الصبي على الفور الرجل البريطاني الذي قارب على اليأس من البحث، وبعد الكشف عن السلم المؤدي للمقبرة الغامضة، التي كانت مغطاة بالرمال لآلاف السنين، وجد كارتر وفريقه بابًا مختومًا، لتبدأ المغامرة الحقيقية.

 

 

 كنوز لا تقدر بثمن

 

عندما أزاح هوارد كارتر وفريقه الستار عن مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك، عثر على مئات القطع الذهبية والمجوهرات والأثاث الملكي داخل المقبرة، حيث احتوت المقبرة على أكثر من 5000 قطعة أثرية متنوعة، شملت الأثاث، المجوهرات، الأواني الذهبية، العجلات الحربية، والأسلحة والقناع الذهبي وتوابيت والملابس وغيرها.

 

 

 

 

 

 

مومياء الملك الذهبي 

 

كان الاكتشاف الأكثر أهمية مومياء توت عنخ آمون نفسها، التي وُجدت في تابوت ذهبي مذهل. أثارت هذه المومياء اهتمام العلماء لعدة عقود بسبب حالتها الجيدة نسبيًا، رغم مرور أكثر من 3000 عام على وفاة الملك وظل سبب وفاته في سن صغيرة موضوعًا للنقاش حتى يومنا هذا.

 

 

 

 

القناع الذهبي 

 

يعتبر القناع الذهبي الشهير للملك توت عنخ آمون واحدًا من أبرز رموز الحضارة المصرية القديمة. هذا القناع المصنوع بدقة فائقة من الذهب الخالص والأحجار الكريمة يعتبر رمزًا للرفاهية والعظمة التي تمتع بها الملوك مصر القديمة، يزن عشرة كيلوجرامات ويصل ارتفاعه إلى ٥٤ سم.

 

توابيت وعرش

 

إلى جانب القناع، كانت هناك توابيت الملك المصنوعة من الذهب، والتي كانت تحوي جسده المحنط. هذه التوابيت الثلاثة كانت مغلفة بشكل متداخل، واحتفظت بالجثة في حالة ممتازة نسبيًا. كما احتوت المقبرة على عرش الملك المزخرف، الذي يعكس الثراء الثقافي والفني لتلك الحقبة.

 
 

 

 

 

إرث لا ينضب

 

 وبعد مرور ما يقارب القرن على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، لا تزال تلك اللحظة محفورة في ذاكرة التاريخ، ويتوافد إلى المقبرة رقم 62 مئات الآلاف من السياح سنويًا، لمشاهدة مومياء الملك المعروضة داخل تابوت زجاجي لحمايتها من العوامل البيئية. على الرغم من أن محتويات مقبرته تم نقلها إلى المتحف المصري الكبير بالقاهرة، إلا أن المومياء بقيت في موقع اكتشافها الأصلي.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز